الثلاثاء, 01 أبريل, 2025

لافروف في عيد ميلاده بقلم : د. حسام العتوم


عمانيات - إنه سيرجي فيكتوروفيج لافروف وزير خارجية الاتحاد الروسي في الأعوام 2004 - 2025 ، و هو باق في عمله الدبلوماسي رفيع المستوى لرفعة بلده روسيا العظمى ، الأكبر مساحة في العالم (أكثر من 18 مليون كلم 2 ) ، و الأقوى عالميا على مستوى الترسانة النووية ، وتحتل فيها الرقم (1) عددا ومن حيث قوة النار، و المتميزة عسكريا و في البحرية العسكرية النووية و الفضائية العسكرية ،و في تجارة السلاح ، و الأولى على مستوى اقتصاد أسيا . و القائد الحقيقي و الميداني لتوجه تعددية الأقطاب الذي يشمل شرق و جنوب العالم و يبقي الباب مواربا تجاه الغرب ، و المناهض لاحادية القطب الغربي ،و هو القطب الذي يتحرك في مد و جزر حسب شخصية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادم .
و لافروف أرمني الأصل من طرف والده فيكتور ، ووالدته كاليرا من مدينة ( نوجينسك ) الروسية ،و له ابنة واحدة هي يكاتيرينا ، و الحفيد ليونيد ، وحفيدة . ولد لافروف عام 1950 في موسكو في زمن الاتحاد السوفيتي ، و بعد خمسة أعوام من نهاية الحرب العالمية الثانية ، و تأسيس الأمم المتحدة . وثمة تزامن في شهر أذار بين ولادة لافروف بتاريخ 21 / أذار، و تعيينه وزيرا للخارجية بتاريخ 9 أذار 2004 . ولقد بلغ من العمر الان 75 عاما ، و منحه الرئيس فلاديمير بوتين وسام القديس الرسول أندراوس ارفع وسام في روسيا ، وهو مرصع بالفضة ، ومن الدرجة الأولى . و نبارك له عيد ميلاده ، و بالوسام الرئاسي رفيع المستوى ، و ندعو له بالعافية و طول العمر، وهو يستحق الحقيبة الدبلوماسية عالية الشأن في روسيا بجدارة ، و أثبت مقدرته فيها بقوة ملاحظة و على مستوى العالم .
منح ( السوشيال – ميديا ) أوإعلام التواصل الاجتماعي الروسي لافروف لقب " هدية الله " ، و هو بالفعل هدية الله للوطن الروسي العملاق – ميزان العالم .و يلقب في الغرب ب-( مستر نيت ، نو )، بسبب أنه يمثل القطب الروسي المعارض لسياسات احادية القطب الغربي الذي بدأ يظهر منقسما على نفسه بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب الأوكرانية ،و بعد تطاير الرأس الأمريكي عن جسم الاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس دونالد ترامب الجديد المتقلب سياسيا وعلى المستوى الاستراتيجي الدولي ، و انقسام ( الناتو ) ، و الدعوة لتشكيل ( ناتو) بقيادة فرنسا .
و يسجل لرئيس روسيا الاتحادية الفولاذي فلاديمير بوتين اكتشاف شخصية لافروف على مستوى الخارجية الروسية عام 2004 ، و هو من نصح بإعادة تعيينه وزيرا للخارجية في حكومة دميتري ميدفيديف عام 2012 ، بينما شغل ميدفيديف عام 2008 منصب رئيس روسيا الاتحادية الثالث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي . و لم يوفق الرئيس الروسي باريس يليتسن بإعتباره أول رئيس لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بتعيين لافروف وزيرا للخارجية فقرر تعيينه مندوبا لروسيا في الأمم المتحدة ، و هو خريج معهد العلاقات الدولية في موسكو ،و يتقن ثلاث لغات - الانجليزية ، و الفرنسية ، و السنغالية -،و سبق له أن عمل في السنغال في مجال العمل الدبلوماسي . ويمارس رياضة الفطبول كل أربعاء ، و يخصص سنويا فترة زمنية للراحة ، لدرجة أنه اشترط عند تعيينه وزيرا للخارجية من قبل بوتين منحه راحة سنوية مدتها إسبوعان . و يأتي لافروف ترتيبه الثاني من حيث طول فترته في العمل الدبلوماسي وزيرا للخارجية بعد أندريه غراميكو في الحقبة السوفيتية ، فلقد خدم غراميكو 28 عاما ، و خدم لافروف أكثر من 20 عاما . وكان غراميكو يلقب أيضا ب مستر( نيت / نو) وسط سعير الحرب الباردة و سباق التسلح إبان حضور الاتحاد السوفيتي و حلف ( وارسو) كقوة جبارة مواجهة للمنظومة العسكرية الغربية بقيادة حلف( الناتو ).
ويعتبر يفغيني بريماكوف من وزارء خارجية الحقبة السوفيتية المهمين،و صاحب الإسم الوطني و القومي الكبير، و المخابراتي الخارجي ( كي . جي . بي ) ، و أشغل منصب رئيس الوزراء ، و ممثلا للرئيس بوتين في مفاوضة الرئيس صدام قبل وبعد غزو العراق للكويت غير المشروع عام 1990 ، وكما نقول في ديارنا لكل زمن دولة و رجال . و تعاقب على منصب وزير الخارجية السوفيتية و الروسية مجموعة من الدبلوماسيين الروس مثل ( شبيلوف ، و غروميكو ، و شيفارد نادزه ، و بيسميرتنيخ ، و بانكين ، و كوزيريف ، و بريماكوف ، و لافروف ) تباعا .
يحظى لافروف بإحترام و محبة الرئيس بوتين ، و كثيرا ما يمازحه في شأن السياسة الخارجية ، فقال له مرة و بحضوره ( إنك تتصرف من دون استشارة رئيسك ، وحتى من دون وضع جهاز أمن البلد بصورة الخطوة السياسية التي تقدم عليها . و في مرة غيرها قال له الرئيس بوتين مازحا ( إنك تتصرف و كأنك وزيرا للدفاع ) . وبكل الأحوال شخصية مثل لافروف محترفة سياسيا و دبلوماسيا ترفع لها القبعات ، و لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا لها ، و أصبحت بعض الدول تقلد روسيا في تكرار وزير الخارجية عدة مرات ، و تجعله عابرا للحكومات . و بالمناسبة لا فروف بدأ وزيرا للخارجية في عهد بوتين ، و استمر في عمله في عهد دميتري ميدفيديف ، وواصل عمله من جديد في عهد بوتين . ومن موقعه الدبلوماسي الرفيع أصبح يشكل لافروف فرقة دبلوماسية كاملة ، و جبهة سياسية صلبة لا تتقهقر .
وفي الحرب الأوكرانية ، أبلى لافروف بلاء حسنا ، و شارك في قيادة السياسة الروسية إلى جانب يوري أوشاكوف كبير مستشاري الرئيس بوتين و قصر الكرملين الرئاسي ، و تحت مظلة القيادة الروسية بقيادة الرئيس بوتين . و الجلسات المكوكية الروسية – الأمريكية ،و الأوكرانية في المملكة العربية السعودية في الرياض و في جدة ، تصر روسيا فيها على موقفها الذي لن تتراجع عنه تحت ضغوطات الاتحاد الأوروبي الذي يطالبها بالتخلي لكييف العاصمة عن الأراضي المحررة مقابل رفع العقوبات عنها أو تعديلها ، و هي مراوغة أوروبية تقودها فرنسا – ماكرون ، و بريطانيا – ستارمر و خلفهما أولاف شولتس المستشار الألماني .وكلاهما ، أي فرنسا و بريطانيا يمثلان دسيسة مشتركة وسط القارة الأوروبية و الاتحاد الأوروبي ، و يحرضان نظام " كييف " المنهار و الخاسر للحرب التي بدأها عام 2014 عبر انقلاب " كييف " ، و الثورات البرتقالية ، و اعلان الحرب على المكون الأوكراني و الروسي الديمغرافي شرق و جنوب أوكرانيا ثماني سنوات .
و يواجه لافروف ، و القيادة الروسية التوجه الأمريكي الجديد بالسيطرة على المحطات النووية الأوكرانية و في مقدمتها محطة " زاباروجا " الروسية المحررة . واعلان روسي عالي الشأن بعدم السماح لكييف ، و لأي دولة في إشارة لأمريكا بالأقتراب من محطة " زاباروجا " . و حرب المفاوضات الروسية – الأوكرانية و تحت المظلة الأمريكية أشد ضراوة من الحرب العسكرية الميدانية بين الجيشين الروسي ، و الأوكراني الغربي و المرتزقة الأفارقة و البولنديين . وفي نهاية المطاف من لم يبدأ الحرب مثل روسيا ،و كونها دولة عظمى و قطب شرقي عملاق عسكريا ، سوف تنتصر لا محالة ، ومن بدأ الحرب و استعان بالغرب الأمريكي في عهد جو بايدن مثل العاصمة " كييف " و نظامها بقيادة زيلينسكي سوف تخسر الحرب التي لازالت مستمرة ، و سوف تخسر جناحها الغربي الذي سيخضع للسيطرة الأمريكية ، تماما كما خسرت شرقها و جنوبها عبر صناديق الاقتراع ،و العملية العسكرية ، التحريرية ،الدفاعية ، الإستباقية منذ عام 2022. ومراهنة روسيا على نظام أوكراني ما بعد زيلينسكي وعبر صناديق الاقتراع لتوقيع السلام ، و للعودة لعلاقات أوكرانية دافئة مع روسيا على غرار المنظومة السوفيتية السابقة . وها هو الرئيس بوتين قيادة أوكرانية مؤقتة تشرف على الانتخابات الرئاسية القادمة في " كييف " ،و تكون قادرة على توقيع السلام مع روسيا .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :