عمانيات - تحسنت آفاق شركات الصين بعد حملة لإنعاش الاستهلاك أثمرت موسم أرباح قوياً، ما قد يوفر للأسهم المحلية دعامة مطلوبة بشدة، في وقت تستعد البلاد لمواجهة الرسوم الجمركية الأميركية.

تجاوزت أرباح الربع الرابع التي أعلنتها الشركات المدرجة في مؤشر "إم إس سي آي الصين" التقديرات بنسبة 5.1% وفق المتوسط المرجّح، ارتفاعاً من 1.8% في الربع السابق، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

تشير هذه النتائج إلى أن جهود بكين لترسيخ الاستهلاك كمحرّك رئيسي للنمو بدأت تؤتي ثمارها، ما يعزز الآمال باتساع موجة صعود تقودها شركات التكنولوجيا.

كما تُضاف هذه المؤشرات إلى بوادر تعافٍ أوسع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ما يضع الصين في موقف أقوى، بينما يصعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحرب التجارية.

وقال مارفن تشن، وهو استراتيجي في "بلومبرغ إنتليجنس": "يمكن عزو نتائج الأرباح الأفضل من المتوقع في الربع الرابع، إلى حملة التحفيز الواسعة التي أُعلن عنها في نهاية الربع الثالث".

وأضاف أن "شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى، التي تنشط في مجالات الاستهلاك التقديري والتكنولوجيا والاتصالات، كانت المحرّك الرئيسي لنتائج الأرباح غير المتوقعة".

التكنولوجيا والسيارات الكهربائية في الصدارة

في مواجهة مشكلات الإسكان المستمرة وضغوط الانكماش، كشف صانعو السياسات الصينيون في أواخر سبتمبر عن حملة تحفيز بقيادة البنك المركزي، تبعتها إجراءات إضافية شملت برامج قسائم مالية وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي.

وكانت شركات التكنولوجيا الاستهلاكية الكبرى من بين أبرز المستفيدين، إذ بدأ المستهلك الصيني في الإنفاق بوتيرة أكبر، حيث أعلنت شركات مثل "جيه دي.كوم"، و"مجموعة علي بابا القابضة"، و"تينسنت" المحدودة، عن نتائج تجاوزت توقعات المحللين.

عزّز هذا الارتفاع في الأرباح التفاؤل بين المستثمرين تجاه القطاع، خاصة بعد أن غيّرت شركة "ديب سيك" (DeepSeek) الصينية الناشئة مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، من خلال إطلاق نموذج أرخص في وقت سابق من هذا العام.

في الوقت نفسه، أعلنت شركات تصنيع السيارات الكهربائية، مثل "بي واي دي" التي تستفيد من دعم حكومي كبير للمشترين، عن أرباح فاقت التوقعات كذلك.

ضغوط الرسوم الأميركية تلوح في الأفق

كتب محللو "مورغان ستانلي" بمن فيهم لورا وانغ في مذكرة الأسبوع الماضي عند رفعهم الأهداف السعرية لعدة مؤشرات صينية: "نعتقد أن هذه النقطة التي طال انتظارها في تحوّل منحنى الأرباح، هي نتيجة مباشرة لخفض تقديرات الأرباح خلال السنوات الماضية، إلى جانب الجهود المستمرة من الشركات لتحسين أرباحها وعوائد المساهمين".

لكن، تبقى الرسوم الجمركية المتبادلة التي يُتوقع أن يعلنها ترمب في 2 أبريل عبئاً كبيراً يثقل مسار تعافي أرباح الشركات الصينية.

وبناءً على متوسط فعلي للرسوم الأميركية يقارب 30%، ومع افتراض بقاء سعر الصرف مستقراً، فإن هذه الرسوم قد تُقلّص نمو أرباح أعضاء مؤشر "إم إس سي آي الصين" لعام 2025 بنسبة تتراوح بين أربع إلى خمس نقاط مئوية، بحسب ما قاله هومين لي، استراتيجي الاقتصاد الكلي لدى "لومبارد أودييه سنغافورة".

وأضاف: "إذا رفع ترمب الرسوم أكثر على الصين، فقد يصل التأثير إلى خانة العشرات".

المكاسب في مؤشرات الصين تتراجع

كانت موجة الصعود اللافتة في الأسهم الصينية، التي انطلقت منتصف يناير بعد إطلاق نموذج "ديب سيك"، قد تراجعت في الأسابيع الأخيرة مع تحوّل التركيز نحو الرسوم الجمركية.

خسر مؤشر "إم إس سي آي الصين" نحو 6.7% من ذروته في 18 مارس، لكنه لا يزال مرتفعاً بأكثر من 15% منذ بداية العام.

وبالمثل، تراجع مؤشر "هانغ سنغ للتكنولوجيا" بنسبة 11% عن ذروته في 18 مارس، لكنه لا يزال يسجل مكاسب بنسبة 21% منذ بداية السنة.

ويرى محللو "مورغان ستانلي" أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، حيث كتبوا في مذكرتهم أن مؤشر "إم إس سي آي الصين" في وضع نسبي أفضل مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى عند مواجهة زيادات جديدة محتملة في الرسوم الأميركية.

وعلّلوا ذلك بالقول: "الرسوم الحالية التي تفرضها الصين على الواردات الأميركية تشير إلى هامش محدود لمزيد من الزيادات استناداً إلى نظام التعريفات المتبادلة، كما أن مؤشر إم إس سي آي الصين لا تتجاوز انكشافاته على السوق الأميركية نسبة 3%، وهي الأدنى بين أكبر 10 شركاء تجاريين ناشئين للولايات المتحدة".