عمانيات - كشفت دراسة جديدة من جامعة ستانفورد أن سكر الغلوكوز ليس مجرد مصدر للطاقة كما هو معروف، بل يؤدي دورًا محوريًا في تنظيم تمايز الخلايا الجذعية إلى خلايا متخصصة، مثل خلايا الجلد والعظام والدم. ونُشرت نتائج الدراسة مؤخرًا في مجلة Cell Stem Cell العلمية.

بدأ الاكتشاف بالصدفة، إذ لم يكن الغلوكوز هدفًا مباشرًا للباحثين الذين كانوا يدرسون تمايز الخلايا الجذعية إلى خلايا كيراتينية ناضجة. وأثناء مراقبتهم لتقلبات الجزيئات الحيوية، لاحظوا أن مستويات الغلوكوز تزداد خلال عملية التمايز، خلافًا للتوقعات.

وللتأكد، استخدم الفريق نظائر غلوكوز مشعة وفلورية لمراقبة ديناميكياته داخل الخلايا. وأظهرت النتائج أن شدة التوهج – دلالة على نشاط الغلوكوز – ازدادت مع تقدّم التمايز، ما يشير إلى أن الغلوكوز يعمل كإشارة محفزة وليس فقط كوقود.

اختبر الباحثون دور الغلوكوز مباشرة باستخدام أنسجة جلدية مُهندسة، ولاحظوا أن انخفاض مستوياته يعوق التمايز السليم. ومن اللافت أن استخدام نظير غير قابل للاستقلاب من الغلوكوز أعاد تفعيل التمايز، مما يُعزز فرضية أن له دورًا إشاريًا يتجاوز طاقته.

قال الدكتور بول خافاري، رئيس قسم الأمراض الجلدية بجامعة ستانفورد: "لقد كان الأمر صادمًا. كنا نعتقد أن الغلوكوز مجرد وقود، لكن هذه التجارب أظهرت أنه يُحفز التمايز أيضًا".

هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم الأمراض المرتبطة بخلل تمايز الخلايا مثل السرطان والسكري، ويطرح تساؤلات جديدة حول أدوار جزيئات بسيطة أخرى في الجسم، كانت تُعتبر تقليديًا محدودة الوظيفة.