عمانيات -
قبل سنوات....
كنتُ في «وسط البلد»، وهذه المرّة في ساعات المساء. يعني «سواريه» في «سقف السّيل». تجوّلتُ وعلى وجه الدقّة، «تسنكحتُ» في المنطقة المجاورة للمدرج الروماني الذي لا نزوره الا في «المهرجانات» والمناسبات، رغم انه موجود طوال السنة. كانت الأبوب مغلقة بأقفال ثقيلة. ولا أدري السبب رغم أن الوقت ليس ليلا بل مساء. والجوّ جميل وشاعري و»روائي» أيضا.
وبعد ان «اقتحمتُ « الساحة المقابلة للمدرج الروماني حيث مشروع التبليط للساحة التي كانت معقلا للسيدات اللواتي كنّ يبعن «السجائر»، وجدتُ نفسي أمام «صالون عزيز»، بجوار «سبيل الحوريات». ولفتت انتباهي يافطة مكتوب عليها وبخط أسود وعلى «كرتونة عتيقة» (حلاقة ب 99 قرشا).
قلتُ مثل كل الاردنيين: يا بلاش؛ واللي ببلااش كثِّر منه. و بالفعل دخلت «الصالون» الذي كان خاليا من الزبائن. ورفعتُ ولدي الصغير على خشبة، وجاء الحلاق الذي يشبه نجوم « المكسيك» بشعره الطويل المنسدل على كتفه، وسألني: تخفيف؟ قلت: خذ راحتك.
وأخذ يقص شعر ابني الصغير خالد ويمرر «الماكينة» على رأسه جيئة وذهابا حتى وصل المرحلة النهائية ورشّ عليه شيئا من الماء وقال له : نعيما يا حلو.
ثم جاء دوري.
قلتُ للشاب: المحل قديم؟
قال: نعم، وأشار الى صاحبه الرجل الذي انشغل بقراءة القرآن الكريم ولم ينتبه لثرثرتي. قلتُ: أظن قريبة منكم «قهوة صلاح الدين». وهنا ردّ الرجل: طبعا، هون، يعني بتتخيل «جبل الجوفة» يغيّر محلّه؟
شعرتُ ان الرجل ليس «في الموود» .فعدتُ أسأل الشاب: واضح أن «الحاج» زعلان من إشي. رد الشاب: أخوه مات من شهر تقريبا. قلت: البقاء لله.
دقائق وانتهى الشاب من حلاقة شَعري. واتجهتُ نحو صاحب المحل وسألته: كم تؤمر يا حاج؟
قال وهذه المرة تبرّع بابتسامة عابرة وقال: ديناران.
عدتُ أسأل (يبدو إني رح أموت وأنا بسأل) : علينا احنا الاثنين؟
قال: طبعا. فأدركتُ حقيقة اليافطة التي تذكّرني بيافطة أحذية «باتا»: كذا و 99 سعر الحذاء. ولم اعرف سر «القرش» الضائع. مع أننا ندفعه تلقائيا.
لم تكن «الحَلقَة» مختلفة عن الصالونات الفخمة التي ندفع فيها «دم قلبنا».
و..سرنا وأخذتُ أُردد أغنية صباح «عزيز يا عزيز الحب شو لزيز»
قصدي «الحلاقة» !!
...
امس الأول زرت المكان وحزنت لاختفاء الصالون
كان " عزيز" عليّ
قبل سنوات....
كنتُ في «وسط البلد»، وهذه المرّة في ساعات المساء. يعني «سواريه» في «سقف السّيل». تجوّلتُ وعلى وجه الدقّة، «تسنكحتُ» في المنطقة المجاورة للمدرج الروماني الذي لا نزوره الا في «المهرجانات» والمناسبات، رغم انه موجود طوال السنة. كانت الأبوب مغلقة بأقفال ثقيلة. ولا أدري السبب رغم أن الوقت ليس ليلا بل مساء. والجوّ جميل وشاعري و»روائي» أيضا.
وبعد ان «اقتحمتُ « الساحة المقابلة للمدرج الروماني حيث مشروع التبليط للساحة التي كانت معقلا للسيدات اللواتي كنّ يبعن «السجائر»، وجدتُ نفسي أمام «صالون عزيز»، بجوار «سبيل الحوريات». ولفتت انتباهي يافطة مكتوب عليها وبخط أسود وعلى «كرتونة عتيقة» (حلاقة ب 99 قرشا).
قلتُ مثل كل الاردنيين: يا بلاش؛ واللي ببلااش كثِّر منه. و بالفعل دخلت «الصالون» الذي كان خاليا من الزبائن. ورفعتُ ولدي الصغير على خشبة، وجاء الحلاق الذي يشبه نجوم « المكسيك» بشعره الطويل المنسدل على كتفه، وسألني: تخفيف؟ قلت: خذ راحتك.
وأخذ يقص شعر ابني الصغير خالد ويمرر «الماكينة» على رأسه جيئة وذهابا حتى وصل المرحلة النهائية ورشّ عليه شيئا من الماء وقال له : نعيما يا حلو.
ثم جاء دوري.
قلتُ للشاب: المحل قديم؟
قال: نعم، وأشار الى صاحبه الرجل الذي انشغل بقراءة القرآن الكريم ولم ينتبه لثرثرتي. قلتُ: أظن قريبة منكم «قهوة صلاح الدين». وهنا ردّ الرجل: طبعا، هون، يعني بتتخيل «جبل الجوفة» يغيّر محلّه؟
شعرتُ ان الرجل ليس «في الموود» .فعدتُ أسأل الشاب: واضح أن «الحاج» زعلان من إشي. رد الشاب: أخوه مات من شهر تقريبا. قلت: البقاء لله.
دقائق وانتهى الشاب من حلاقة شَعري. واتجهتُ نحو صاحب المحل وسألته: كم تؤمر يا حاج؟
قال وهذه المرة تبرّع بابتسامة عابرة وقال: ديناران.
عدتُ أسأل (يبدو إني رح أموت وأنا بسأل) : علينا احنا الاثنين؟
قال: طبعا. فأدركتُ حقيقة اليافطة التي تذكّرني بيافطة أحذية «باتا»: كذا و 99 سعر الحذاء. ولم اعرف سر «القرش» الضائع. مع أننا ندفعه تلقائيا.
لم تكن «الحَلقَة» مختلفة عن الصالونات الفخمة التي ندفع فيها «دم قلبنا».
و..سرنا وأخذتُ أُردد أغنية صباح «عزيز يا عزيز الحب شو لزيز»
قصدي «الحلاقة» !!
...
امس الأول زرت المكان وحزنت لاختفاء الصالون
كان " عزيز" عليّ
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق