د.بسام العموش .. الحرية المسؤولة


د.بسام العموش
حينما يتحاور العقلاء في الحرية فإنهم بلا شك سيتفقون على أن الحرية من أهم عناوين الكرامة الإنسانية التي لا يجوز مسها ولا خدشها ولا الاعتداء عليها ولا انتقاصها ، لكنهم بنفس الوقت وبسبب المقتضى العقلي سيؤكدون على أن الحرية ليست مطلقة بل لا بد من قيد هام لها وهو القانون ، فالبيت له سقف، والأرض لها سقف ، والسيارة لها سقف ، وللحرية سقف هو القانون إذ بدونه سيتجاوز مدع للحرية على حرية الآخرين وعندها سيقع الصدام ولهذا قالوا : تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين . وهنا أتأمل ما يجري في بلدي وتحت عنوان الحرية يوم يقف شاعر أو كاتب أو مجموعة بمصادمة مشاعر الآخرين وعقيدتهم وتحدي المجتمع الذي ولدوا فيه وعاشوا في ظله !! رأيناهم في الألوان والبيجاما وقلق وكل يوم تسمع عن مكان يتفلتون ويتواعدون على تحدي المجتمع وهويته وثقافته مستغلين وسائل التواصل للدعوة الى التعري وشرب الخمور وهز الصدور وضرب القانون عُرض الحائط!! ووصلوا الى البحث في " تاريخ الله "!! و" ولادة الله " !! وحينما شكى بعض الذين يشعرون بنشاز ذلك ومعارضته للقانون ارتفعت أصواتهم منددة بأن الحرية في خطر وراحوا يستخدمون الألفاظ في غير مكانها واصفين معارضيهم بالإرهاب والتهمة السمجة الداعشية والظلامية وأفكار العصور الوسطى والرجعية !!! مع أنهم يدركون قدرة معارضيهم على الرد عليهم بأوصاف كثيرة مثل : التائهين والمارقين والهبيين والناعقين وفاقدي الهوية وحجارة الشطرنج التي تحركها جهات معروفة مشبوهة عميلة في زحمة لعبة الأمم . لماذا يستقوي هؤلاء بدول مجاورة ويعتبرونها رمز النضال وفسطاط الممانعة بينما استقواء المتضرر من العهر والتعري بالسلطة داخل بلده يرونه عارا" مع انه ما كان إلا تذكيرا" للسلطة بأنها مسؤولة عن تنفيذ القانون الذي لا يسمح بخدش الحياء العام واختراق النظام العام و الاعتداء على الرموز الدينية .
نحن مع الحوار والنقاش العلمي وتعدد الآراء ولكننا لن تصل ديموقراطيتنا للسماح بالاعتداء على عقيدتنا فمن يريد أن يحترمه الناس لا بد أن يحترمهم ، ولا نضيق بالبحث العلمي ممن يبحث عن الحقيقة لكننا واعون لمن يستغل الفرص لينقض على ثوابت الدين ويريدنا مسخا" بلا هوية ولا انتماء . لقد سارت شعوب في رحلة الضياع التي يريدونها لأجيالنا فحصدت دمار الشباب وانتشار المخدرات والمسكرات والفواحش والتيه الفكري والجنون النفسي وأبناء الحرام !! فلماذا نقع في نفس الحفرة التي وقعت فيها الشعوب الأخرى؟! . هناك هجوم واضح على الهوية الثقافية وهي القلعة الأخيرة بعد تحطم القلاع السياسية والاقتصادية فهل يريدون من الضحية أن لا تئن ولا تصرخ ؟! هذا لن يكون .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :