ربما تكون المحاضرة التي قدمها دولة الدكتور عبدالرؤوف الروابده في جمعية الشؤون الدولية الثلاثاء الماضي، ضرباً من مقولات التنبيه الوطني، لكنها إن لقيت التأييد الواسع لدى نخبة محافظة او وسيطة بين اللبرلة والمحافظة، فإنها تلقى أيضاً أسئلة موازية عن البديل للراهن الوطني في تدبير شؤون البلد.
المحاضرة كانت مليئة بالأسئلة والرسائل، بل هي مواجهة ومرافعة ضد المدرسة التي تسيطر على السياسة في البلد، لكنها لا تعلن ذلك، بقدر ما تظهر الذكاء في المخاصمة لكنه الرجل لم يقل أين هو الحل.
المعسكر الذي يدافع عنه الروابده، معسكر ليس في احسن ظروفه اليوم فهو معكسر تم تحطيمه ولم يجدد نفسه، وأمامه جيل عريض من الشباب لا يأبه كثيراً بالمقولات السياسية بقدر ما يحتاج لحلول تعينه على حل مشكلاته اليومية في الفقر والبطالة. لكن في المقابل حجم السخط لديه كبير على الحكومات نتيجة للمآلات التي وصلنا إليها، ومع ذلك فالشباب الذين هم قوة التغيير انحيازهم لمقولات النخب ضعيف.
حصانة الروابدة كانت في الاحتجاب حولين بعد تنبئه بمصير الإصلاح، أو في مخرجات قانون الانتخاب الذي تحفّظ عليه أيضاً، وكأن الرجل يقول أنني قلت وحذرت ولم تسمعوا. وحصانته فيما يظن هو كامنة في أنه ارتقى كل ما يأمل من مواقع وأن كلمته لا بد وان تقال وتصل للناس، وهو في أذهان الناس لا يقبل بالصمت عند الحاجة للتعبير في أمر يتصل بالوطن.
لكنه أيضاً، مسؤول بنظر البعض، «مسؤول سابق» هذه الصفة تجعل البعض يسأل وماذا فعلت حين كنت نائباً أو وزيراً أو رئيساً لحكومة، هنا لا يمكن اغفال منجزات الرجل في أمانة عمان ولا في وزارة التربية ولا حين كان رئيس حكومة، ولا شك أن سيرته وشخصيته غير المهادنة تجر عليه دوماً الكثير من الخصومات.
الروابده أشار للحواف والتكوينات الغائرة التي ألزمت الدولة مسارها الراهن، أعاد الأردن للحظة التكوين قبل مائة عام، دافع عن الهوية العروبية للدولة، أيقظ الكثير من الجدل حول الراهن، لكنه وسع النقد للتيار الغالب على مصائر البلاد، دون أن يكترث بأنه يعيد توزيع الخصومات ضده، فهو مؤمن بأن ما تحدث به هو من باب الوطنية لا المناكفة، والوطنية مظلة تتسع لكي نرى كل التيارات المتناقضة تعمل معاً او بالتناوب لخدمة البلد فايهم أكثر خيراً لبلده دعونا له.
بقلم :د.مهند مبيضين
المحاضرة كانت مليئة بالأسئلة والرسائل، بل هي مواجهة ومرافعة ضد المدرسة التي تسيطر على السياسة في البلد، لكنها لا تعلن ذلك، بقدر ما تظهر الذكاء في المخاصمة لكنه الرجل لم يقل أين هو الحل.
المعسكر الذي يدافع عنه الروابده، معسكر ليس في احسن ظروفه اليوم فهو معكسر تم تحطيمه ولم يجدد نفسه، وأمامه جيل عريض من الشباب لا يأبه كثيراً بالمقولات السياسية بقدر ما يحتاج لحلول تعينه على حل مشكلاته اليومية في الفقر والبطالة. لكن في المقابل حجم السخط لديه كبير على الحكومات نتيجة للمآلات التي وصلنا إليها، ومع ذلك فالشباب الذين هم قوة التغيير انحيازهم لمقولات النخب ضعيف.
حصانة الروابدة كانت في الاحتجاب حولين بعد تنبئه بمصير الإصلاح، أو في مخرجات قانون الانتخاب الذي تحفّظ عليه أيضاً، وكأن الرجل يقول أنني قلت وحذرت ولم تسمعوا. وحصانته فيما يظن هو كامنة في أنه ارتقى كل ما يأمل من مواقع وأن كلمته لا بد وان تقال وتصل للناس، وهو في أذهان الناس لا يقبل بالصمت عند الحاجة للتعبير في أمر يتصل بالوطن.
لكنه أيضاً، مسؤول بنظر البعض، «مسؤول سابق» هذه الصفة تجعل البعض يسأل وماذا فعلت حين كنت نائباً أو وزيراً أو رئيساً لحكومة، هنا لا يمكن اغفال منجزات الرجل في أمانة عمان ولا في وزارة التربية ولا حين كان رئيس حكومة، ولا شك أن سيرته وشخصيته غير المهادنة تجر عليه دوماً الكثير من الخصومات.
الروابده أشار للحواف والتكوينات الغائرة التي ألزمت الدولة مسارها الراهن، أعاد الأردن للحظة التكوين قبل مائة عام، دافع عن الهوية العروبية للدولة، أيقظ الكثير من الجدل حول الراهن، لكنه وسع النقد للتيار الغالب على مصائر البلاد، دون أن يكترث بأنه يعيد توزيع الخصومات ضده، فهو مؤمن بأن ما تحدث به هو من باب الوطنية لا المناكفة، والوطنية مظلة تتسع لكي نرى كل التيارات المتناقضة تعمل معاً او بالتناوب لخدمة البلد فايهم أكثر خيراً لبلده دعونا له.
بقلم :د.مهند مبيضين
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات