لا أدري ما إذا قُدّر لجهة ما ان تعاين هول الخسارة التي تكبدتها مسيرة البشرية جرّاء العزل القسري للمرأة عن دورها الانساني الشامل عبر التاريخ وحتى اليوم ؟
منذ وقت مبكر لبروز المجتمعات البشرية حيكت ضد المرأة تواطؤات ذكورية تكالبت على مصادرة حريتها والغاء حضورها ودورها الانساني والاجتماعي .
الاف السنين مرّت قبل ان يحلّ عصر النهضة في اوروبا لم تشهد اثراءً نسائياً للحضارة البشرية في مجال الفكر والعلم والفن والحياة العامة غير استثناءات تكاد لا ترى .
مطالعة عامة سريعة لمئتين سنة خلت تلت عصر التنويرالاوروبي حيث بدأت المرأة تكتشف طريق حريتها وخلاصها من استبداد الذكور ، تقود الى ما يبعث على الحزن والسخط من استمرار انحسار دورها في نهوض الحياة البشريه .
لم تصل مساهمة المرأة في المئتين سنة الاخيرة في الادب الى نسبة تُذكر ، ولم تصل الى نصف تلك النسبة في الرسم والموسيقى ، واقل من ذلك في مجال العلوم ، حتى لتكاد تصل صفراً في مجال السياسة .
اما الصفر الكامل فهو لدرجة مساهمتها في الفكر والفلسفة والدين . ففي الفلسفة والاصلاح والديانات الوضعية لم يذكر التاريخ امرأة مثل حمورابي في بابل ، وبوذا في الهند ، وكونفوشيوس في الصين ، وزرادشت ومانو ومزدك في فارس .
في الديانات غير الوضعية لم نسمع بقيادات دينية نسائية في اليهودية والمسيحيه . الكهّان في اليهودية كانوا كلهم ذكوراً ، والاساقفة والبطاركة والبابوات في المسيحية كانوا جميعهم من الذكور ايضاً .
عند المسلمين لم نسمع بفقيهة واحدة في التاريخ الاسلامي كله . الفقه في الدين هو ميدان الرجال وحكراً عليهم فقط . سلفيون واصوليون ما زالوا يرون في المرأة شراً مستطيراً وفي فكرها وفقهها شبهة نجاسه .
انحراف تاريخي كارثي ارتكبته ثقافة الذكورة ولا تزال بحق الحياة البشرية وتطورها ومخرجات مسيرتها بعد ان تم إقصاء دور المرأة عنها وإسباغها للذكورة طابعاً وحيداً لها . خسائر هذا الفعل المنحرف لا تحصى ولا نظن انه يمكن تعويضها . ليتنا نعتبر ونتغظ .
بقلم :د. عاكف الزعبي
منذ وقت مبكر لبروز المجتمعات البشرية حيكت ضد المرأة تواطؤات ذكورية تكالبت على مصادرة حريتها والغاء حضورها ودورها الانساني والاجتماعي .
الاف السنين مرّت قبل ان يحلّ عصر النهضة في اوروبا لم تشهد اثراءً نسائياً للحضارة البشرية في مجال الفكر والعلم والفن والحياة العامة غير استثناءات تكاد لا ترى .
مطالعة عامة سريعة لمئتين سنة خلت تلت عصر التنويرالاوروبي حيث بدأت المرأة تكتشف طريق حريتها وخلاصها من استبداد الذكور ، تقود الى ما يبعث على الحزن والسخط من استمرار انحسار دورها في نهوض الحياة البشريه .
لم تصل مساهمة المرأة في المئتين سنة الاخيرة في الادب الى نسبة تُذكر ، ولم تصل الى نصف تلك النسبة في الرسم والموسيقى ، واقل من ذلك في مجال العلوم ، حتى لتكاد تصل صفراً في مجال السياسة .
اما الصفر الكامل فهو لدرجة مساهمتها في الفكر والفلسفة والدين . ففي الفلسفة والاصلاح والديانات الوضعية لم يذكر التاريخ امرأة مثل حمورابي في بابل ، وبوذا في الهند ، وكونفوشيوس في الصين ، وزرادشت ومانو ومزدك في فارس .
في الديانات غير الوضعية لم نسمع بقيادات دينية نسائية في اليهودية والمسيحيه . الكهّان في اليهودية كانوا كلهم ذكوراً ، والاساقفة والبطاركة والبابوات في المسيحية كانوا جميعهم من الذكور ايضاً .
عند المسلمين لم نسمع بفقيهة واحدة في التاريخ الاسلامي كله . الفقه في الدين هو ميدان الرجال وحكراً عليهم فقط . سلفيون واصوليون ما زالوا يرون في المرأة شراً مستطيراً وفي فكرها وفقهها شبهة نجاسه .
انحراف تاريخي كارثي ارتكبته ثقافة الذكورة ولا تزال بحق الحياة البشرية وتطورها ومخرجات مسيرتها بعد ان تم إقصاء دور المرأة عنها وإسباغها للذكورة طابعاً وحيداً لها . خسائر هذا الفعل المنحرف لا تحصى ولا نظن انه يمكن تعويضها . ليتنا نعتبر ونتغظ .
بقلم :د. عاكف الزعبي
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات