سميح المعايطة يكتب: "سوريا بلا إيران" .. واعادة تأهيل النظام


سميح المعايطة ميدانيا استطاع الجيش السوري وحلفاؤه الروس والايرانيين ومن معهم ان يحقق الانتصار على خصومه من معارضة مسلحة وتنظيمات إرهابية وبقي الشمال السوري بما فيه من تعقيدات الملف الكردي والوجود التركي والأمريكي ومعها ملف ادلب مخزن التنظيمات المتطرفة وقوى معارضة اخرى.
ورغم اهمية ما يجري في الشمال السوري إلا أن الدولة السورية ومن معها يتعاملون بعقل ونفسية المنتصر وانعكس هذا على الاداء السياسي للدولة السورية وحزب الله وإيران.
لكن المشهد السوري له جانب آخر يتعلق بالموقف الأمريكي ومعه إسرائيل. وهو موقف لم يتأثر بقرار ترامب بالانسحاب العسكري من سوريا لأن أمريكا تعبر عن موقفها من خلال أدوات أخرى منها منع إغلاق الملف السوري سياسيا. وأيضا منع اعادة تأهيل النظام السوري عربيا وإقليميا ودوليا ولا يخفف من هذا بعض الاختراقات الدبلوماسية مثل فتح بعض السفارات العربية لكن الباب مازال مغلقا امام اعادة تأهيل النظام السوري .
السبب الأهم هو مستقبل الوجود الإيراني في سوريا وتحديدا التواجد العسكري المباشر أو غير المباشر عبر الميليشيات الموالية لإيران. ويزيد من تعقيد الموقف قناعة عند الامريكان ان إيران تعمل باجتهاد لتكوين جيش رديف في سوريا موالي لها على غرار الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان. وهذه المحاولات كانت قد بدأت في الجنوب السوري. لكن أمريكا على قناعة معلوماتية بان إيران تعمل لتحقيق تواصل نفوذها عسكري من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت. وان القواعد العسكرية وتأسيس جيش رديف ايراني الولاء هدف هام لطهران. ولهذا نرى تتابع الضربات العسكرية الإسرائيلية على أهداف ايرانية في سوريا والتي تعد من وسائل أمريكا وإسرائيل في ردع إيران.
سوريا بلا إيران هو الهدف الذي تسعى إليه واشنطن وتل أبيب. وهذا الأمر يتم العمل عليه بالتنسيق مع روسيا لكن روسيا لا تخوض معركة مع إيران بحكم المصالح المشتركة بينهما على اكثر من صعيد .
مهما كان الانتصار الميداني مهما فإن عقده الشمال السوري وملف ادلب وأيضا الحل السياسي النهائي أمور في غايه الأهمية أيضا. واعادة تأهيل سوريا ونظامها السياسي يحتاج موافقة امريكية وملف إيران ووجودها في سوريا من أهم شروط أمريكا وإسرائيل.
ليس من السهل على إيران التي ترى نفسها انتصرت وانجزت في سوريا ان تقبل بالشرط الأمريكي لكن حكاية وجودها في سوريا عقدة كبرى في صراع على النفوذ في المنطقه ممتد في عواصم عربية عديدة .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :