سكجها يكتب: سدّ الملك طلال، و”دوده من عوده”…
باسم سكجها ما زال ذلك المشهد أمامي، وكأنّه الآن: رئيس وزراء تاريخي يقول تحت قبّة البرلمان: شو المشكلة فـ”دوده من عوده!”، وبينما كان النواب يتهامسون بما يشبه الضحكات المكتومة، أخرج الرجل حزمة تمر من أمامه وأكل واحدة منها، وأضاف: هذا أنا آكله أمامكم، ثُم وضع يده اليمين في جيبه اليسار، فأخرج علبة سجائر، ومنها سيجارة، أشعلها، ودخّنها!
كانت أثيرت، أيامها، في الرأي العام الأردني، وتحت القبّة، قضية “دود” موجود في أطنان تمر قُدّمت هدية للأردن من العراق، ولأنّ الشيئ بالشيئ يُذكر فما زال في الذاكرة نائب رئيس وزراء وهو يضع أمامه كوب ماء في محطة زيّ ويشربها، ويقول: ماء نظيف! وطبعاً كان الأمر يتعلّق بمياه ملوّثة قيل إنّها من “المجاري” التي أرسلتها لنا إسرائيل تسديداً لبنود المعاهدة التي نصّت على حقّنا من المياه، وتبيّن بالفحوصات أنّها تشبه السموم.
نحن نتحدّث هنا عن الرواية الرسمية التاريخية التي لا تتغيّر، عبر السنوات، وتكاد تصل إلى التزوير، وأيضاً فنحن نتحدّث هنا عن المياه المزيّفة التي تصل إلى سدّ الملك طلال الراكد، المؤكد أنّه ملوّث، ومجرد المرور حول شواطئه تستطيع العين أن ترى انعكاس المواد الملوثة الفوسفورية على سطحه، أمّا مياهه فترسل إلى الأغوار لتسقي الزرع هناك، فماذا نأكل إذن من هناك سوى أنواع المزروعات المشكوك في نوعيتها؟
باح لي، في يوم، وزير مياه أسبق، بأنّ إعادة إنتاج السدّ يتطلّب واحداً من حلّين: الأول هو الغاء السدّ من أصله، والعودة إلى مجاري المياه كما كانت قبله، وطبعاً بعد ازالة أسباب التلوّت من مصانع الزرقاء والمجارير، وهذا صعب جداً، أو أن يأتينا مطر في موسم وافر الخير، فيملأه، ومن ثمّ نعيد إنتاج نوعية المياه.
لا نريد إطالة الحديث، ولكن حين كان التأسيس لبناء ذلك السدّ، في منتصف السبعينيات، شبّهته وسائل الاعلام الرسمية بالسدّ العالي في مصر، حيث الكهرباء وتنظيم الريّ، ورواج الزراعة الصحيّة، ومع الايام اكتشفنا أنّه كان مجرّد عائق للمياه النقية، ويطول الحديث حول ذلك.
ما نقوله، الآن، إنّ سدّ الملك طلال صار مجرّد خزّان مياه آسنة، لا نعرف كيف نتعامل معه، ولا يراه الأردنيون إلاّ من بعيد، ومع كلّ الامطار التي هطلت علينا هذه السنة، والأمل أن يكون غيرها الكثير الكثير باعتبارنا في منتصف الشتاء، فنتوصّل إلى حلّ تاريخي لهذه الكارثة التاريخية التي قد يكون بامكاننا أن نحوّلها إلى مصدر مهمّ من للزراعة، وللسياحة أيضاً، ولطرق قُطعت، وكانت تصل السلط بالشمال ويمكن إعادة وصلها بمجرد قرار من جسر السدّ، وهنا يطول الحديث كثيراً كثيراً والخوف من فساد يبطئ هذا كلّه، أو غباء يحكم سياساتنا، فنظلّ نقول: “دوده من عوده”، وللحديث بقية…
كانت أثيرت، أيامها، في الرأي العام الأردني، وتحت القبّة، قضية “دود” موجود في أطنان تمر قُدّمت هدية للأردن من العراق، ولأنّ الشيئ بالشيئ يُذكر فما زال في الذاكرة نائب رئيس وزراء وهو يضع أمامه كوب ماء في محطة زيّ ويشربها، ويقول: ماء نظيف! وطبعاً كان الأمر يتعلّق بمياه ملوّثة قيل إنّها من “المجاري” التي أرسلتها لنا إسرائيل تسديداً لبنود المعاهدة التي نصّت على حقّنا من المياه، وتبيّن بالفحوصات أنّها تشبه السموم.
نحن نتحدّث هنا عن الرواية الرسمية التاريخية التي لا تتغيّر، عبر السنوات، وتكاد تصل إلى التزوير، وأيضاً فنحن نتحدّث هنا عن المياه المزيّفة التي تصل إلى سدّ الملك طلال الراكد، المؤكد أنّه ملوّث، ومجرد المرور حول شواطئه تستطيع العين أن ترى انعكاس المواد الملوثة الفوسفورية على سطحه، أمّا مياهه فترسل إلى الأغوار لتسقي الزرع هناك، فماذا نأكل إذن من هناك سوى أنواع المزروعات المشكوك في نوعيتها؟
باح لي، في يوم، وزير مياه أسبق، بأنّ إعادة إنتاج السدّ يتطلّب واحداً من حلّين: الأول هو الغاء السدّ من أصله، والعودة إلى مجاري المياه كما كانت قبله، وطبعاً بعد ازالة أسباب التلوّت من مصانع الزرقاء والمجارير، وهذا صعب جداً، أو أن يأتينا مطر في موسم وافر الخير، فيملأه، ومن ثمّ نعيد إنتاج نوعية المياه.
لا نريد إطالة الحديث، ولكن حين كان التأسيس لبناء ذلك السدّ، في منتصف السبعينيات، شبّهته وسائل الاعلام الرسمية بالسدّ العالي في مصر، حيث الكهرباء وتنظيم الريّ، ورواج الزراعة الصحيّة، ومع الايام اكتشفنا أنّه كان مجرّد عائق للمياه النقية، ويطول الحديث حول ذلك.
ما نقوله، الآن، إنّ سدّ الملك طلال صار مجرّد خزّان مياه آسنة، لا نعرف كيف نتعامل معه، ولا يراه الأردنيون إلاّ من بعيد، ومع كلّ الامطار التي هطلت علينا هذه السنة، والأمل أن يكون غيرها الكثير الكثير باعتبارنا في منتصف الشتاء، فنتوصّل إلى حلّ تاريخي لهذه الكارثة التاريخية التي قد يكون بامكاننا أن نحوّلها إلى مصدر مهمّ من للزراعة، وللسياحة أيضاً، ولطرق قُطعت، وكانت تصل السلط بالشمال ويمكن إعادة وصلها بمجرد قرار من جسر السدّ، وهنا يطول الحديث كثيراً كثيراً والخوف من فساد يبطئ هذا كلّه، أو غباء يحكم سياساتنا، فنظلّ نقول: “دوده من عوده”، وللحديث بقية…