د.مهند مبيضين
كان القرن العشرين قرن الفرص الضائعة بالنسبة للعرب، وقد حمل الهاشميون في مفتتحه مشعل الحرية ومعركة بناء الدولة العربية، خاصمنا عرب واتهمونا، وبقينا دولة تنحت في الصخر من أجل أسباب بقائها، وتفتح الأبواب لكل طالب عون ولجوء وغوث.
لم يبخل الأردنيون، على العرب، ولم يكتمل مشروع النهضة العربية، إلا في بلادهم، فقد عانى الهاشميون في بلدان، ولم يتوج فكرهم النهضوي بدولة راسخة، إلا مع العروبة الأردنية، ولأجل هذا الحلم بذل الأردنيون الغالي والنفيس، وقدموا ارواحهم من أجل القدس وتراب فلسطين.
في السنوات الأخيرة من مفتتح الألفية الثالثة، هبت رياح سميت الربيع العربي، فكانت سموماً ودماءً، وبسببها شردت شعوب وتذررت أوطان، وللأسف كان على الأردن أن يدفع ثمن استقراره وحكمة قيادته وروح الضيافة العالية لدى شعبه، لكن الأمر لم يكن مجرد فتح أبواب الوطن للأشقاء، فقد حملت تلك الحالة من الانفلات المزيد من التحديات على البلاد، وضربنا الإرهاب، وغزانا التطرف، وترتب على ذلك عبء كبير على اجهزتنا الأمنية التي فقدت خيرة أبنائها من الشهداء، وبذلت الكثير من الجهد لتخرج وطننا أكثر صلابة ومنعة.
ومع ذلك، لم تنقطع الهجمات والتهديدات، لتثبت الاستراتيجية الأمنية الوطنية في المملكة الهاشمية التي واجهتها بحكمة وعقل بأنها الأكثر نضجاً وقدرة على تعزيز الأمن والسلم المجتمعي بعيداً عن مجرد التصدي للفعل المادي، بل تعداه في خطوة بالغة التعقيد والذكاء إلى الاهتمام بالقيم الفكرية والمجتمعية وترسيخ الأمن بمعناه العميق والمستدام، والذي لا يتأتى بوضع القيود على حرية التعبير أو الضرب بالنار والحديد، بل بالقدرة على التماسك المجتمعي وكسب ثقة الأردنيين والتفافهم حول صالح الأردن.
وتزامنت تطورات الإقليم العربي والمحلي التي بدأت بها حركة احتجاج شعبي، مع ولادة مؤسسة أمنية جديدة، حملت منذ ولادتها رؤية استثنائية في العمل المنظم والمؤسسي، وهي المديرية العامة لقوات الدرك التي تعد من أحدث الأجهزة الأمنية التي جاء إعادة تشكيلها بتوجيهات ملكية في العام 2008 لتكمل أضلاع المنظومة الأمنية القوية أمنياً واجتماعياً في الأردن، ولتشكل قوة مضافة إلى الفكر الأمني الأردني الذي بناه الأردنيون في جهد وطني خالص يؤشر إلى تميزهم في النواحي العسكرية والأمنية على مستوى العالم.
الدرك كان الرديف والحصن الجديد، الذي حال دون وقوع الكثير من الكوارث والصراعات الداخلية، وهو أيضاً يقدم صورة ناصعة في الخارج وهو ما تشهد به جهود بعثات الأمم المتحدة في مناطق حفظ السلام التي سطر بها الأردنيون صفحات مشرقة من السلام في دول مزقتها الحروب.
نسوق هذا الكلام، بمناسبة مشاهدتنا للمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، متحدثا في فيلم توثيقي بُث عبر شاشة التلفزيون الأردني بمناسبة الذكرى العشرين لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني لسلطاته الدستورية، متحدثا بفكر مستنير وبرؤية أمنية استراتيجية قائمة على التنسيق والتشارك، مع العناية البالغة بالأدوار التنموية والاجتماعية والإنسانية التي تشكل ميزة فريدة لاجهزتنا الأمنية.
الباشا الحواتمه، قائد فذ، قريب من الشباب، وهو من تراب هذا الوطن الطاهر، حصيف الرأي واسع الصدر، مدرك لاهمية دور مؤسسته بما يتجاوز دورها الأمني إلى دور الضابطة الاجتماعية والثقافية، معزز بتجربة كبيرة، وريادة وطنية للمؤسسات الأمنية الشريكة، مدعومة بتوجيهات ملكية حريصة على سيادة القانون وصون كرامة الإنسان واحترام حقوقه كمبادئ تقود إلى أمن مستدام يكون المواطن لاعباً أساسيا في ضمان ديمومته.
ترفع القبات لمنسوبي الدرك قيادة وافراداً، ولبقية الاجهزة الأمنية، وللشهداء من أبناء أجهزتنا الأمنية الذين خضبوا الأرض الأردينة بعطر الخلود والبقاء في وجه الأعاصير.
كان القرن العشرين قرن الفرص الضائعة بالنسبة للعرب، وقد حمل الهاشميون في مفتتحه مشعل الحرية ومعركة بناء الدولة العربية، خاصمنا عرب واتهمونا، وبقينا دولة تنحت في الصخر من أجل أسباب بقائها، وتفتح الأبواب لكل طالب عون ولجوء وغوث.
لم يبخل الأردنيون، على العرب، ولم يكتمل مشروع النهضة العربية، إلا في بلادهم، فقد عانى الهاشميون في بلدان، ولم يتوج فكرهم النهضوي بدولة راسخة، إلا مع العروبة الأردنية، ولأجل هذا الحلم بذل الأردنيون الغالي والنفيس، وقدموا ارواحهم من أجل القدس وتراب فلسطين.
في السنوات الأخيرة من مفتتح الألفية الثالثة، هبت رياح سميت الربيع العربي، فكانت سموماً ودماءً، وبسببها شردت شعوب وتذررت أوطان، وللأسف كان على الأردن أن يدفع ثمن استقراره وحكمة قيادته وروح الضيافة العالية لدى شعبه، لكن الأمر لم يكن مجرد فتح أبواب الوطن للأشقاء، فقد حملت تلك الحالة من الانفلات المزيد من التحديات على البلاد، وضربنا الإرهاب، وغزانا التطرف، وترتب على ذلك عبء كبير على اجهزتنا الأمنية التي فقدت خيرة أبنائها من الشهداء، وبذلت الكثير من الجهد لتخرج وطننا أكثر صلابة ومنعة.
ومع ذلك، لم تنقطع الهجمات والتهديدات، لتثبت الاستراتيجية الأمنية الوطنية في المملكة الهاشمية التي واجهتها بحكمة وعقل بأنها الأكثر نضجاً وقدرة على تعزيز الأمن والسلم المجتمعي بعيداً عن مجرد التصدي للفعل المادي، بل تعداه في خطوة بالغة التعقيد والذكاء إلى الاهتمام بالقيم الفكرية والمجتمعية وترسيخ الأمن بمعناه العميق والمستدام، والذي لا يتأتى بوضع القيود على حرية التعبير أو الضرب بالنار والحديد، بل بالقدرة على التماسك المجتمعي وكسب ثقة الأردنيين والتفافهم حول صالح الأردن.
وتزامنت تطورات الإقليم العربي والمحلي التي بدأت بها حركة احتجاج شعبي، مع ولادة مؤسسة أمنية جديدة، حملت منذ ولادتها رؤية استثنائية في العمل المنظم والمؤسسي، وهي المديرية العامة لقوات الدرك التي تعد من أحدث الأجهزة الأمنية التي جاء إعادة تشكيلها بتوجيهات ملكية في العام 2008 لتكمل أضلاع المنظومة الأمنية القوية أمنياً واجتماعياً في الأردن، ولتشكل قوة مضافة إلى الفكر الأمني الأردني الذي بناه الأردنيون في جهد وطني خالص يؤشر إلى تميزهم في النواحي العسكرية والأمنية على مستوى العالم.
الدرك كان الرديف والحصن الجديد، الذي حال دون وقوع الكثير من الكوارث والصراعات الداخلية، وهو أيضاً يقدم صورة ناصعة في الخارج وهو ما تشهد به جهود بعثات الأمم المتحدة في مناطق حفظ السلام التي سطر بها الأردنيون صفحات مشرقة من السلام في دول مزقتها الحروب.
نسوق هذا الكلام، بمناسبة مشاهدتنا للمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، متحدثا في فيلم توثيقي بُث عبر شاشة التلفزيون الأردني بمناسبة الذكرى العشرين لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني لسلطاته الدستورية، متحدثا بفكر مستنير وبرؤية أمنية استراتيجية قائمة على التنسيق والتشارك، مع العناية البالغة بالأدوار التنموية والاجتماعية والإنسانية التي تشكل ميزة فريدة لاجهزتنا الأمنية.
الباشا الحواتمه، قائد فذ، قريب من الشباب، وهو من تراب هذا الوطن الطاهر، حصيف الرأي واسع الصدر، مدرك لاهمية دور مؤسسته بما يتجاوز دورها الأمني إلى دور الضابطة الاجتماعية والثقافية، معزز بتجربة كبيرة، وريادة وطنية للمؤسسات الأمنية الشريكة، مدعومة بتوجيهات ملكية حريصة على سيادة القانون وصون كرامة الإنسان واحترام حقوقه كمبادئ تقود إلى أمن مستدام يكون المواطن لاعباً أساسيا في ضمان ديمومته.
ترفع القبات لمنسوبي الدرك قيادة وافراداً، ولبقية الاجهزة الأمنية، وللشهداء من أبناء أجهزتنا الأمنية الذين خضبوا الأرض الأردينة بعطر الخلود والبقاء في وجه الأعاصير.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات