كان لتفاقم تاثير الشعوبية السلبي على الشعوب العربية وازدياد مخاطر العجمة التي بدأت تتغلغل في السلطة آنذاك اثرا إيجابيا خاصة في نهايات القرن التاسع عشر اجبرت على الدفاع عن عروبتها كرد فعل مضاد، خاصة عندما أحس المسلمون أن وراء احتقار العروبة احتقاراَ للإسلام مما عمق فيهم الوعي الجماعي للذات العربية ومآثرها، وكنتيجة قفزت قضية الامامة بمبحثها الشهير "قرشية الامامة" كشرط فيمن يتولى امور المسلمين الى حيز الوجود تعبيرا عن انتصار الإسلام للعروبة واحتماء العروبة بالاسلام، فاشتراطها يعني اشتراط عروبة الدولة، والذي لم يظهر مسبقا في الفكر الاسلامي يوم لم يكن هناك خطر على العروبة.

تقوم فلسفة حكم ال هاشم في الاردن على ثوابت الثورة العربية الكبرى التي اطلقها الشريف الحسين بن على في بدايات القرن التاسع عشر، حاملا لواء نهضة الامة العربية الاسلامية، القائمة على مباديء العدالة والحرية، وشعورا منه بالمسئولية الملقاة على عاتق ال البيت من ال هاشم الابرار، فاعادت الثورة مسئولية الامامة اليهم بعد ان حققت اهدافها وغاياتها، وتابع ال هاشم مسيرة الثورة العربية كمسئولية هاشمية، التي تستمد شرعيتها من العقيدة الاسلامية، كما هي شرط الكثير من جمهور العلماء، الذين يشترطون في الامامة قرشيتها.
لم يقم حكم ال هاشم في الاردن على اساس النظرية الحديثة كما نظرية العقد الاجتماعي، ولا على اسس نظرية الغلبة والقوة فلم يعرف عنهم الا التسامح واللين، ولم يقم على اساس نظرية التفويض الالهي التي يعتبر فيها الحاكم هو المفوض باسم الله ليحكم في الارض كيف يشاء، على اعتبار ان الحاكم الها، ولا على اساس نظرية تطور الدولة، لقد قام عندما امن الاردنيون بشرعية الامامة في ال هاشم، فالتفوا حولها ودانوا لها بالولاء، كما هو الولاء الديني الواجب على المسلمين فبايعوهم ملوكا عليهم، بكل ما تتضمنه تلك البيعة.

وتابعت مسيرة ال هاشم في الاردن نهجها العروبي الاسلامي والتي جعلت لها شعارا يتعدى جغارفيا الوطن عندما تم تأسيس الجيش العربي ليكون ممثلا لكافة العرب وهمه قضايا الأمة العربية كما قضيته الوطنية الأردنية ولم يتوان يوما في الدفاع عنها فخاض معارك العز في على أرض فلسطين وشارك إخوته السوريون في معاركهم ضد العدو الغاصب فسألت دماء الشهداء زكية لتروي الارض العربية والاردنية على حد سواء.
لقد تحمل الاردن "قيادة وشعبا" اعباء ثقيلة نتيجة موافقة تجاه الامة وما يزال وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومقدساتها الاسلامية التي تتعرض لمؤامرة دنيئة، على الرغم من امكانياته المتواضعة ولكنها قوية بعزيمة وايمان أبناء الاردن وثبات القيادة على مباديء الثورة العربية الكبرى والمدعمة والمعززة بثوابت العقيدة الاسلامية، وبالرغم من تخلي بعض القيادات العربة عن دورهم الاسلامي والعربي تجاهها.