تراجع الانتاج الخضري في وادي الاردن


عمانيات - في الوقت الذي كشفت فيه احصاءات سوق العارضة المركزي، ان الإنتاج الخضري للموسم الحالي في وادي الأردن هو الأدنى منذ عام 2011، يواصل هذا الإنتاج تراجعه مع قرب انتهاء الموسم الزراعي وسط استقرار البيع على مستويات متدنية.
وبحسب احصاءات السوق فان الموسم الحالي سجل أدنى كمية انتاج بواقع 53 ألف طن مقارنة بـ160 ألف طن عام 2011 أي قبل بدء الازمة السورية.

ويشير مزارعون إلى أن تراجع الإنتاج بشكل تدريجي منذ عام 2011 ، مرده توقف التصدير بالدرجة الأولى، والذي انعكس على شكل خسائر كبيرة خلال السنوات اللاحقة، موضحين ان هذه المشكلة كشفت عن معيقات لم تكن لتظهر في حال استمرار وصول المنتج إلى الأسواق الخارجية، وفقا ليومية الغد.

ويوضح المزارع محمد العدوان أن تكبد المزارعين خسائر نتيجة توقف حركة التصدير إلى الأسواق الرئيسية حد من قدرتهم على العمل بدءا من استخدام أفضل البذور والاسمدة والتقنيات الزراعية، في حين أن نقص السيولة لم يسعفهم للقيام بالعمليات الزراعية على أفضل وجه، ما أدى إلى تراجع الإنتاج للدونم الواحد.

ويبين العدوان أن هناك عدة عوامل أخرى كاستنزاف الأرض نتيجة زراعتها بشكل مستمر ونوعية مياه الري المستخدمة، لافتا إلى أن المزارع كان يعوض هذا الاستنزاف باستخدام أفضل الأسمدة لتعويض التربة عن فقدان العناصر الغذائية الرئيسة، وهو الأمر الذي لم يعد يقوى على توفيره خلال المواسم الماضية.

ولا شك بان التغير المناخي وما رافقه من نقص في كميات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة أثر بشكل كبير على انتاج الوادي من الخضار بحسب المزارع جميل العلي، مبينا أن ميزة الإنتاج الخضري في وادي الأردن انه يأتي في الوقت الذي لا يوجد نظيره في دول الجوار وخاصة أوروبا وروسيا، خاصة وان ارتفاع درجات الحرارة في الإقليم اوجد انتاج منافس في الدول التي تعتبر أسواقا رئيسة للإنتاج الأردني.

ويضيف العلي أن تراكم الديون على عدد كبير من المزارعين نتيجة الخسائر المتلاحقة، أدى إلى هجران عدد كبير من المزارعين إلى اراضيهم، وعدم تمكن آخرين من تجهيز الأرض لزراعة الموسم لنقص السيولة، وامتناع الشركات عن دعمهم ما أدى إلى تراجع المساحات المزروعة في الوادي، موضحا ان الإنتاج عادة ما يكون مقرونا بحجم الزراعة، وتراجع الإنتاج كان حصيلة حتمية لتراجع المساحات المزروعة.

ويؤكد المزارع نواش اليازجين، ان قطع طريق التصدير البري عبر سورية إلى تركيا ودول أوروبا وروسيا، كان له أثر كبير في تراجع الإنتاج، إذ ان ما يقارب من 20 ألف بيت بلاستيكي كانت تزرع بزراعات تعاقدية لهذه الدول غالبية اصحابها توقفوا عن زراعتها بعد عام 2012.

ويتابع ان انعدام ترجيح احتمالية الخسارة خلال المواسم الماضية دفعت بعدد كبير من المزارعين إلى التوقف عن زراعة البيوت المحمية التي كانت توفر انتاجا وفيرا أو التحول إلى زراعتها لاصناف اخرى لان كلف زراعة البيت البلاستيكي مرتفعة في ظل ارتفاع أجور الايدي العاملة والبلاستيك ومستلزمات الإنتاج كالاسمدة والبذور والمبيدات مقارن بالزراعات غير المحمية، موضحا أن المزارع إذا ما توفرت له السيولة اللازمة والتسويق المضمون فانه قادر على تجاوز جميع هذه العقبات.

ويلفت مدير سوق العارضة المركزي المهندس احمد الختالين إلى انه ورغم ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الكميات الواردة إلى سوق العارضة المركزي انخفضت مقارنة بالأسابيع الماضية لتصل إلى 400 طن يوميا، متوقعا ان تبدأ بالتراجع مع اقتراب نهاية الموسم الذي سيمتد لنهاية شهر رمضان المبارك.

ويرى الختالين ان أسعار البيع للموسم الحالي هي الأفضل منذ 7 مواسم، إذ قاربت من أسعار بيع موسم 2011/2012 ، إلا ان تراجع الإنتاج قلل من الفائدة التي جناها من استطاع زراعة ارضه، بصورة لم تسعفه لسداد ديون المواسم الماضية، مشيرا إلى ان ما شهده الموسم الحالي من انتكاسة معد بدايته دفعت عددا كبيرا من المزارعين إلى التخلي عن محاصيلهم لتجنب خسائر محققة اسهم في تراجع الإنتاج بشكل عام في معظم مناطق الوادي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :