فيروس كورونا: عقاب الهي أم حرب بيولوجية؟ بقلم : عوض الصقر




أخيرا، الصين تتهم أمريكا بأنها تقف وراء انتشار فيروس كورونا في مدينة ووهان وعليه فإن ثبت هذا الاتهام فهي جريمة كبرى بحق الإنسانية، فالكارثة أضرت بجميع شعوب العالم بعد أن بلغ عدد الضحايا عشرات الآلآف من بينهم أكثر من ثلاثة الآف قتيل لحد الآن، إضافة إلى مئات مليارات الدولارات من الخسائر المالية التي لحقت بقطاعات الصناعة والسياحة والتجارة والطيران وأسواق المال والبورصات العالمية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصين هي الدولة الوحيدة، التي تهدد الولايات المتحدة تجاريا واقتصاديا، فالإقتصاد الصيني يعد ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة بناتج إجمالي يقدر بنحو 8.8 تريليون دولار حسب المقياس العالمي لمعادلة القدرة الشرائية كما أنه يعدّ الأسرع نموا على مستوى العالم بمعدل نمو سنوي يتجاوز نسبة 10بالمئة.. وبحسب تصنيف صندوق النقد الدولي فإن الصين تعتبر أكبر دولة تجارية في العالم.
وربما يتذكر البعض الحرب التجارية التي بدأتها الولايات المتحدة مع الصين، عندما أعلنت في شهر آذار من العام 2018، عن سلسلة إجراءات لفرض ضرائب إضافية بنسبة 10بالمائة على الصادرات الصينية للأسواق الأمريكية التي تقدر بـ (300) مليار دولار بالسنة، حيث ردت بكين باتخاذ إجراءات مضادة استهدفت بدورها الصادرات الأمريكية للأسواق الصينية.
الإدارة الأمريكية لا تخفي قلقها من المنافسة الصينية في ضوء ارتفاع عجز الميزان التجارى بين البلدين بقيمة مليار دولار لصالح الصين في العام 2018.
وتتهم الولايات المتحدة الشركات الصينية بخرق قواعد الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا التي تضمنتها منظمة التجارة العالمية ((WTO من خلال تقليد تلك الشركات لمنتجات التكنولوجيا الأمريكية وإغراق الأسواق بها لبيعها للمستهلك الأمريكي بأسعار منافسة.
وكرد على الإجراءات الأمريكية، لجأت بكين لتخفيض قيمة عملتها اليوان لزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الصينية في الأسواق الأمريكية والأوروبية كما عملت على زيادة الرسوم الجمركية على أكثر من 128 منتج أمريكي يتم استيراده للأسواق الصينية.
في خضم هذا التنافس المحموم والحرب التجارية المستعرة بين البلدين وفي الوقت الذي يسعى فيه ترمب لتضييق الخناق على الصين كقوة اقتصادية صاعدة، جاء تفشي فيروس الكورونا الذي ضرب الإقتصاد الصيني في العمق كما ضرب اقتصادات دول العالم من أقصاها إلى أقصاها.
فيروس كورونا الذي تفشى في مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي والتي تشكل 4بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الصيني، يشكل الضربة الأخطر على الاستهلاك المحلي والقطاعات السياحية بالصين، كما أن عزل هذه المدينة يؤدي إلى تباطؤ الإنتاج الصناعي إضافة إلى أن فشل بكين في الحد من انتشار الفيروس يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي بحسب تقديرات المحللين الإقتصاديين.
ولذلك ضخت الصين مبالغ كبيرة في أسواقها لمقاومة الهزات الإرتدادية الناشئة..
وتشير التقارير المتواترة إلى احتمالية أن يكون تفشي الوباء حربا الكترونية بيولوجية شنتها الولايات المتحدة لكبح جماح النفوذ التجاري الصيني المتزايد حيث تعد الأسلحة البيولوجية من أشد الأسلحة فتكًا وتدميرًا, وهي تستخدم لنشر الأوبئة بين البشر ولتدمير البيئة التجارية والاقتصادية على حد سواء.
وما يعزز فرضية الحرب البيولوجية، هو ما صرح به وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، لصحيفة واشنطن بوست بأن تفشي فيروس كورونا، سيساعد على توفير فرص عمل جديدة بالولايات المتحدة، لأن الشركات الكبرى ستنتقل مكاتبها من المناطق الموبوءة..
وتجدر الإشارة هنا، إلى الأوبئة الفيروسية المماثلة التي تفشت في العالم خلال العقود الفائتة ومنها وانفلونزا الطيور Bird Flu وفيروس SARS وانفلونزا لخنازير Swine Flue وحمى الوادي المتصدع Rift Valley..الخ، والتي كان يتردد في حينه أن شركات الأدوية العالمية هي التي عمقت شائعات انتشارها لتسويق الأمصال واللقاحات المضادة..
في الختام أقول: هل تفشي فيروس كورونا بالصين حرب بيولوجية شنتها الادارة الأمريكية أم أنه عقاب إلهي انتقاما لحرب الابادة الشاملة التي تشنها الصين ضد مسلمي الايغور، والله أعلم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :