في عهد ترامب سالم الكورة


في عهد ترامب تقلب الحقائق بقلم : سالم الكورة

منذ ان استلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الرئاسة في عام 2017 ونحن نلمس واقعا مؤلما في القرارات التي تصدر من البيت الابيض ، فكلما اتى رئيسا جديدا عشنا على امل ان يكون هذا الرئيس بيده العصا السحرية ، التي سيحل بها جميع مشاكل الشرق الاوسط وبعيدا عن اللوبي الصهويني الامريكي، وذلك بما فيها القضية الاساسية والجوهرية في الشرق الاوسط وهي القضية الفلسطينية والتي مر عليها سنوات عجاف ولم تحرك قيد انملة ، فالقرارات الدولية تعاني من حالة التجمد الشديد فلم تحرك ساكنا من اجل القضية ، فالفيتو الامريكي جاهز من اجل ايقاف اي قرار ضد حكومة الاحتلال .
حقا لقد اصبحت قراراته جائرة ومؤلمة وهي احادية الجانب لاتؤمن بالحوار مع الطرف الاخر، صاحب الشرعية مثل قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس واعتبارها عاصمة اسرائيل ، والاخطر من ذلك على القضية صفقة القرن او كما سميتها في مقالي السابق بصفعة القرن .
فمن يمعن النظر بخطابه الانتخابي منذ ان بدا حملته الانتخابية في عام 2016 وهو يهدد القادمين والمهاجرين الى امريكا بانه سيعمل على سن القوانين والانظمة التي تحد من وجودهم غير الشرعي في اميركا ،وتحد من قدومهم اليها ايضا، فبدأ منذ ان استلم الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية في عام 2017 بسن القوانين التي تحد من تدفق المهاجرين واخراج المقيمين غير الشرعيين من الولايات المتحدة .
فالمهاجرين الى امريكا والمقيمين ايضا هم من ساهم في بناء امريكا ونهضتها ، علما بان المجتمع الامريكي مكوناته متعددة الاجناس والاعراق ، فهم خليط متجانس يمثل جزء من المجتمع الامريكي فيلعب دورا كبيرا في بناء المجتمع الامريكي ومكوناته وتاسيسه فهم الايدي العاملة التي ساهمت في بناء اميركا العظمى فمنذ ان بدا حملته الانتخابية وهو يخاطب الشعب الامريكي بانه سيقوم بحملة على المهاجرين الغير شرعيين وهي من اهم اولوياته في الخطاب الانتخابي عام 2016 فكان الاولى به والاجدر ان يركز برنامجه الانتخابي على الاساسيات في الوضع الامريكي القائم فالمجتمع الامريكي يعاني من ارتفاع في نسبة البطالة وارتفاع في معدل الجريمة وبطء في العجلة الاقتصادية ، فمنذ ان استلم الرئاسة الامريكية قام بسن الشرائع والقوانين والتي تحد من قدوم المهاجرين الى اميركا والقادمين من الدول العربية ايضا وحاصة غير الشرعيين والقادمين من المكسيك حيث امر ببناء سور كلف الحكومة الامريكية الملايين وذلك لمنع المهاجرين المكسيك من تجاوز الحدود الامريكية .
وعندما زار الهند كان خطابه مليئا بالعنصرية والكراهية ضد الاسلام والمسلمين،ووصفهم بالارهابيين، مما يعني العداء للدين الاسلامي الحنيف،وبعد الزيارة مباشرة قام الهندوس بجرائم ضد المسلمين الهنود في العديد من الولايات الهندية وقتل الانفس البريئة وسلب وتدمير الممتلكات وحتى المساجد بيوت الله لم تسلم من ايذائهم ، فكان لخطابة العنصري المليء بالحقد على المسلمين انذاك الحجة والتصريح واعطاء الضوء الاخضر لاصحاب النفوس المريضة من الهندوس ليصبوا جم غضبهم على المسلمين الهنود هناك .
وللأسف تجد خطابه السياسي دائما يتصف بالعصبية والتطرف والمزاجية السلبية اتجاه الاخرين ، وفي تصرف غير مسبوق من رئيس امريكي حيث رفض الرئيس الأمريكي مصافحة رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي وتجاهل يدها الممدودة بعد أن سلّمها نسخة من خطابه عن حالة الاتحاد، في حين ردت بيلوسي بتمزيق نسخة من خطابه وهو ما يظهر لنا من خلال وسائل الاعلام المتعددة ان الرئيس غير مبال عن تصرفاته، فتجد تصرفاته مغايرة لما سبقه من رؤوساء امريكا السابقين ، فان امعنت في خطابه السياسي تجده بعيدا عن الشخصية الدبلوماسية المميزة والتي يجب ان يمتاز بها رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، فالحديث بسلوكيات وقراراته يطول شرحها والكتابة بها فاردت الاختصار والايجاز .
سالم الكورة
اللجنة الملكية لشؤون القدس

salkora@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :