بأعلى صوتها تصيح أم أحمد على ابنها وهو يغط في نوم عميق (قوم افتح التلفزيون بدأ الدرس).
(مش لإلي الدرس ) يجيب بصوت خافت .
وتعاود الأم بالصياح: (امسك الجوال وشوف معلمتك شو بتحكي ).
حوار غير معتاد بين الام وابنها ،فها هي تحثه على مشاهدة التلفاز تارة وان يتابع الجوال تارة أخرى ،بعد أن كان هذان الجهازان عدوا العلم والثقافة قبل حوالي الشهر.
منذ بداية الأزمة ووزارة التربية ما انفكت تحاول أن تبقى الطالب على صلة مع كتابه ومعلمه عبر وسائل مختلفة تتوزع بين قنوات التلفاز وأجهزة الجوال المختلفة، ولجوء بعض طلبة التوجيهي الى كتب مساندة، وكلها جهود لا ننكر فضلها إلا أنها أشبه بالكمامة التي عبرها نستشق الهواء، إلا أنها تصد الفيروسات الضارة ...فعبر وسائل التواصل المفترضة للطالب يصل الطالب الى كم من المعلومات والافكار والنظريات، الا انها تحجب عنه الفهم والربط والتواصل الفاعل مع معلمه، الذي كان يدرك بحنكته في غرفة الصف أن عددا من طلبته لم تفهم فيعاود الشرح مرة أخرى.
ولا يخفى على الكثير أن المعلم لم يأل جهدا في التواصل مع طلبته عبر وسائل مختلفة كان اصعبها أن يجمعهم في مجموعة على( الواتساب)، والتي تعد أسهل وسيلة يقدم من خلالها شرحا وافيا ، لكن معوقات كثيرة مثل عدم متابعة ولي الامر وعدم قدرة بعض الأسر الفقيرة الاشتراك بالانترنت جعل من هذه الوسيلة صعبة المنال ،خاصة وان مادة مثل الرياضيات او اللغة الانجليزية تحتاج الى جهد مضاعف في الغرفة الصفية ،فما بالكم بالتعليم عن بعد!
إن متابعة 30 طالبا أو يزيد عن بعد، يعد تحديا لا يقوى عليه إلا اصحاب الخبرة كما ان هذه التقنية المفاجئة للطلبة لم نهيء طلبتنا عليها في مرحلة مبكرة، وكل ذلك وأكثر يجعل الجل الاكبر من طلبتنا مغيبين عن كتبهم فترة ليست بالقصيرة .
إن الازمة الحالية كشفت عيوب نظامنا التعليمي القائم على التعليم المباشر وافتقارنا للخطط الذكية للتعلم عن بعد وضرورة تدريب طلبتنا وأولياء امورهم على هذا النوع من التعلم.
حان الوقت لمن يهمه الامر أن يأخذ كل ذلك على محمل الجد وأن يعاد النظر بالوسائل الحالية للتواصل مع الطلبة علما بان وزارة التربية قدمت ما أمكنها للتعلم التكنولوجي الذي ظل حبيس الغرفة الصفية.
نحلة
بأعلى صوتها تصيح أم أحمد على ابنها وهو يغط في نوم عميق (قوم افتح التلفزيون بدأ الدرس).
(مش لإلي الدرس ) يجيب بصوت خافت .
وتعاود الأم بالصياح: (امسك الجوال وشوف معلمتك شو بتحكي ).
حوار غير معتاد بين الام وابنها ،فها هي تحثه على مشاهدة التلفاز تارة وان يتابع الجوال تارة أخرى ،بعد أن كان هذان الجهازان عدوا العلم والثقافة قبل حوالي الشهر.
منذ بداية الأزمة ووزارة التربية ما انفكت تحاول أن تبقى الطالب على صلة مع كتابه ومعلمه عبر وسائل مختلفة تتوزع بين قنوات التلفاز وأجهزة الجوال المختلفة، ولجوء بعض طلبة التوجيهي الى كتب مساندة، وكلها جهود لا ننكر فضلها إلا أنها أشبه بالكمامة التي عبرها نستشق الهواء، إلا أنها تصد الفيروسات الضارة ...فعبر وسائل التواصل المفترضة للطالب يصل الطالب الى كم من المعلومات والافكار والنظريات، الا انها تحجب عنه الفهم والربط والتواصل الفاعل مع معلمه، الذي كان يدرك بحنكته في غرفة الصف أن عددا من طلبته لم تفهم فيعاود الشرح مرة أخرى.
ولا يخفى على الكثير أن المعلم لم يأل جهدا في التواصل مع طلبته عبر وسائل مختلفة كان اصعبها أن يجمعهم في مجموعة على( الواتساب)، والتي تعد أسهل وسيلة يقدم من خلالها شرحا وافيا ، لكن معوقات كثيرة مثل عدم متابعة ولي الامر وعدم قدرة بعض الأسر الفقيرة الاشتراك بالانترنت جعل من هذه الوسيلة صعبة المنال ،خاصة وان مادة مثل الرياضيات او اللغة الانجليزية تحتاج الى جهد مضاعف في الغرفة الصفية ،فما بالكم بالتعليم عن بعد!
إن متابعة 30 طالبا أو يزيد عن بعد، يعد تحديا لا يقوى عليه إلا اصحاب الخبرة كما ان هذه التقنية المفاجئة للطلبة لم نهيء طلبتنا عليها في مرحلة مبكرة، وكل ذلك وأكثر يجعل الجل الاكبر من طلبتنا مغيبين عن كتبهم فترة ليست بالقصيرة .
إن الازمة الحالية كشفت عيوب نظامنا التعليمي القائم على التعليم المباشر وافتقارنا للخطط الذكية للتعلم عن بعد وضرورة تدريب طلبتنا وأولياء امورهم على هذا النوع من التعلم.
حان الوقت لمن يهمه الامر أن يأخذ كل ذلك على محمل الجد وأن يعاد النظر بالوسائل الحالية للتواصل مع الطلبة علما بان وزارة التربية قدمت ما أمكنها للتعلم التكنولوجي الذي ظل حبيس الغرفة الصفية.
نحلة
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات