قصة عظيمة في الإخاء الجزائري
يروي هذه القصة العظيمة طبيب سعودي مقيم في فرنسا، ولجماليتها جعلتني أسمعها كاملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي واكتبها لاضع النقاط على الحروف ولأقف على درجة السمو و الرقي في التعامل مع أبناء الوطن الواحد .
يقول الطبيب السعودي: انه من خلال عملي في قسم الطوارئ في المشفى الفرنسي احضر شخص و قد كان في حالة غيبوبة و كان وضعه يرثى له طلب الطبيب المسؤول ادخاله فورا، فقمت بالذهاب الى المريض و الاعتناء به باحثا عن محفظته عسا ان اجد بطاقة تأمين صحي أو معلومات تفيدنا عن المريض حيث طلبت إدارة المشفى ذلك ،فمن خلال رؤية أوراقه الرسمية علمت انه جزائري ومنحته اهتماما أكثر كونه عربي،ولله الحمد آفاق من غيبوبة و تحدث معي قائلا :من انت واين انا فأعلمته إني طبيب سعودي اعمل في المشفى الفرنسي فقال لي,, له عشرة أيام قادم من الجزائر ليس لديه تأمين الصحي او عمل ،فقلت له كتب ألاطباء لك وصفة طبية، فقال له المريض الجزائري فما عليك إلا الوقوف على الشارع وعندما ترى اي من الجزائرين المارة في الطريق اعطيهم الوصفة فأخبرهم ان اخيهم الجزائري مريض في المشفى ، علما بان المشفى على الطريق العام الرئيسي، فضحك الطبيب السعودي مستهجنا من هذا الطلب الغريب ، فاخيرا وافق على تلبية طلب المريض الجزائري، فعند الوقوف على الطريق العام مر ثلاثة شبان جزائرين فأخبرهم الطبيب السعودي بأن أخا لهم جزائري مريض في هذا المشفى، و هو يطلب بأن تصرف له هذه الوصفة فأخذوا الوصفة و بعد نصف الساعة حضروا الى المشفى و معهم الدواء و هدية للمريض فادخلوا الى غرفة المريض وأخذوه بالاحضان كأنهم يعرفونه منذ سنين .
وضعوا تحت وسادة المريض مغلفا يحتوي على ألف يورو ثم ودعوا المريض واخبروه بأنهم مسافرين إلى الجزائر غدا ،ويقول الطبيب السعودي بأني قد دهشت و ذهلت من عظمة الموقف، فسالت المريض الجزائري ماذا يحصل ! فقال لقد تكبد الشعب الجزائري من خلال الاستعمار الفرنسي مليون شهيد و بعد انتهاء الاستعمار قام الشعب الجزائري الواحد على التاخي بينهم بكل صدق و محبة و مصداقية نلمسها من خلال هذا القصة العظيمة و التي تجسدت فيها قيم التضامن و التكافل بين الجزائريين، فكم اتمنى بأن المبدأ (الإخاء الجزائري) يعم جميع أنحاء الوطن العربي لنحذو حذو ألاشقاء الجزائرين ، حمى الله الجزائر و شكرا لطبيب السعودي .

الكاتب
سالم محمود الكورة
اللجنة الملكية لشؤون القدس
Salkora@yahoo.com