سلسلة في اخر الأسبوع خاطرة
قريبا سنعود

كلنا سيعود .. سيعود المصلون إلى محاربهم، والأطفال إلى مدارسهم، والشباب إلى جامعاتهم، والعمال والتجار والموظفون إلى مصانعهم وأعمالهم وأشغالهم ..
فلن يبقى لا حظر ولا حجر ولا عزل ...
ولن نتابع المواجز والأخبار ونتألم لسماع أعداد الإصابات والوفيات ..
سنمشي في الشوارع والأسواق، ونستنشق الهواء ..
ولن تكبلنا الكفوف وتخنقنا الكمامات
سنلمس الأرض والحجر .. ونعانق الأقارب والأصدقاء والأحباب ..
فلم تعد تخيفنا الكورونا والفيروسات ..

فقد تعلمنا هذه المرة درسا عن قرب .. تعليما مباشرا .. ليس كشكل التعليم التقليدي الذي مورس علينا وألفناه على مر الزمن ومنذ الصغر .. آنيٌّ لا يلبث بعد أداء الامتحان أن ينتهي ويندثر ..
حيث التحقنا بمدرسة المحن .. تفاعلنا معها وتدربنا بتعلم نشط تنوعت فيه الدروس والعبر ..
وتشكل جدول حصصها ما بين دروس في آداب الشكر والرضا، وحصص اقتصاد في كسب أيدينا، ودروس في القيم .. كان أهمها قيمة النعم، وحصص فنون في التعامل مع البلاء والوباء، والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وجغرافيا تبدل الأحوال من حال إلى حال، وحصة للرياضة أرشدتنا إلى أهمية عافية الأبدان. وتربية إسلامية نبهتنا لخطورة أن تكون المصيبة في الدين .. وحصص تدريبات في مهارات التأمل والتفكر والتدبر .. وزودتنا بدروس تقوية لعلاج النسيان وتحسين التذكر .
ثم اختبرتنا في الصبر، والثبات ..
وكان معدل النجاح فيها الامتثال لتدابير القدر ومعرفة إلى من تشد الرحال والهمم.
ووعدتنا لمن نجح منا وأدرك رؤيتها وفهم رسالتها بشهادة من مالكها كُتب له من أعلاها استكمل متطلبات النية والتوجه والعمل .. فقد تاب وأناب واتعظ واعتبر .. فكشفنا عنه الحوائج والكُرب ..
وهذا إقرار منا بنجاحه وتخرجه من مدرسة المحن ..
يُرّفع ويؤذن له بدخول بيوتنا وإقام الجماعات، والتلذذ بالقرب منا والدعاء والطاعات..

"وَإِنِّيِ لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُّمَ اهْتَدَى" .. (طه ٨٢)