هل ستدق كورونا المسمار الأخير في نعش الاتحاد الأوروبي
عوض الصقر
بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي وبعد تخلي معظم الدول الاوروبية في الشمال عن شقيقاتها في الجنوب في أعقاب أزمة الديون التي عصفت بمنطقة اليورو خلال السنوات الماضية وتحديدا اليونان والبرتغال وايطاليا حيث خرجت الدول الدول الغنية من خطط الانقاذ المالي (bail-out) لتلك الدول المعسرة، وبعد الجدل العنيف بين الدول الأوروبية بين مؤيد ومعارض لملف الهجرة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا الى اوروبا، وهو ما أدى إلى دفع اليمين الأوروبي المتطرف إلى الصعود.
بعد كل هذه التباينات والتجاذبات بين دول القارة العجوز جاء وباء كورونا الذي اجتاح دول العالم وأظهر تخلي دول الشمال عن دول الجنوب التي حاصرتها كورونا وتحديدا إسبانيا والبرتغال وايطاليا التي أصبحت تصارع الجائحة بلا معين ولا نصير وكأن لسان حال الدول الاوربية الثرية يقول «أنا ومن بعدى الطوفان» حيث بلغت حصيلة الاصابات والوفيات في ايطاليا واسبانيا أرقاما قياسية فاقت كل التوقعات..
وهنا أشير الى التحذير الذي أطلقه الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك دولور قبل مدة، بأن المناخ السائد بين رؤساء دول الاتحاد، وغياب مفهوم التضامن، يمثلان تهديدا حقيقيا للاتحاد الأوروبي..
كما أدلى رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي مؤخرا بتصريحات غاضبة، في غمرة عاصفة كورونا، دعا فيها الاتحاد الاوروبي بأن لا يرتكب أخطاءا مأساوية قد تؤدي الى تفككه وانهياره وقد تققده مبرر وجوده بعد أن تجاوزت حصيلة وفيات كورونا في بلاده 10 آلاف.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد عبر عن مخاوفه من عدم التغلب على هذه الأزمة دون تضامن أوروبي قوي على مستوى الصحة والموازنة مشيرا أن المشروع الأوروبي معرض للخطر وأن الاتحاد يواجه تحدي القضاء على منطقة الشنغن التي ترمز إلى الاتحاد بين الدول الأوروبية.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الهولندي مارك روتي قد عبرا عن خشيتهما في أن يصب التضامن مع دول الجنوب لصالح الأحزاب الشعبوية الصاعدة في بلديهما.
كما كان وزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غابرييل، قد دعا في وقت سابق الدول الأوروبية الى تقاسم الثروة بينها لتفادي تلك النهاية الحتمية لتفكك أوروبا.
وفيما يتعلق بأزمة الديون الأوروبية التي غالبا ما يشار إليها بأزمة منطقة اليورو أو أزمة الديون السيادية الأوروبية التي ظهرت وتفاقمت منذ العام 2009 حيث أن بعض الدول الأعضاء في منطقة اليورو (اليونان والبرتغال وأيرلندا واسبانيا وقبرص) لم تتمكن من تسديد ديونها أو إعادة تمويلها لإنقاذ بنوكها المثقلة بالديون دون وجود مساعدة من الأطراف الرئيسية المعنية بالمعضلة وهي دول منطقة اليورو الأخرى والبنك المركزي الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وكان رئيس الوزراء اليونانى قد قال بأنه ليس لديه شك بأن اليونان ستترك عملة اليورو مؤكدا أن الازمة سياسية وبدوافع مالية، كما قال رئيس الوزراء الأسباني أن أزمة السوق المالية الأخيرة في أوروبا هي محاولة لتقويض اليورو.
وعلى وقع تقصير دول الشمال الأوروبي للوقوف لجانب ايطاليا واسبانيا التي فتكت بها جائحة كورونا، يلاحظ المتابع للشأن الأوروبي أن الصين أبدت استعدادها لتوفير ثلاثة ملايين كمامة لللدول الأوروبية كما نشاهد المدرعات والعربات الروسية وهي تجوب شوارع إيطاليا حاملة على متنها مساعدات وأطقم طبية كما نلاحظ مشاهد لأطباء الكوبيين في إيطاليا وهم يلقون الترحيب الهائل بهم وهم الذين تفرض واشنطون حظرا على بلدهم، كوبا، منذ عقود.
فهل نرى تفككا حقيقيا للاتحاد الاوروبي خلال الفترة القادمة، وماهي التداعيات العالمية لهذا التفكك؟ فلننتظر ونرى!..
عوض الصقر
بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي وبعد تخلي معظم الدول الاوروبية في الشمال عن شقيقاتها في الجنوب في أعقاب أزمة الديون التي عصفت بمنطقة اليورو خلال السنوات الماضية وتحديدا اليونان والبرتغال وايطاليا حيث خرجت الدول الدول الغنية من خطط الانقاذ المالي (bail-out) لتلك الدول المعسرة، وبعد الجدل العنيف بين الدول الأوروبية بين مؤيد ومعارض لملف الهجرة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا الى اوروبا، وهو ما أدى إلى دفع اليمين الأوروبي المتطرف إلى الصعود.
بعد كل هذه التباينات والتجاذبات بين دول القارة العجوز جاء وباء كورونا الذي اجتاح دول العالم وأظهر تخلي دول الشمال عن دول الجنوب التي حاصرتها كورونا وتحديدا إسبانيا والبرتغال وايطاليا التي أصبحت تصارع الجائحة بلا معين ولا نصير وكأن لسان حال الدول الاوربية الثرية يقول «أنا ومن بعدى الطوفان» حيث بلغت حصيلة الاصابات والوفيات في ايطاليا واسبانيا أرقاما قياسية فاقت كل التوقعات..
وهنا أشير الى التحذير الذي أطلقه الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك دولور قبل مدة، بأن المناخ السائد بين رؤساء دول الاتحاد، وغياب مفهوم التضامن، يمثلان تهديدا حقيقيا للاتحاد الأوروبي..
كما أدلى رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي مؤخرا بتصريحات غاضبة، في غمرة عاصفة كورونا، دعا فيها الاتحاد الاوروبي بأن لا يرتكب أخطاءا مأساوية قد تؤدي الى تفككه وانهياره وقد تققده مبرر وجوده بعد أن تجاوزت حصيلة وفيات كورونا في بلاده 10 آلاف.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد عبر عن مخاوفه من عدم التغلب على هذه الأزمة دون تضامن أوروبي قوي على مستوى الصحة والموازنة مشيرا أن المشروع الأوروبي معرض للخطر وأن الاتحاد يواجه تحدي القضاء على منطقة الشنغن التي ترمز إلى الاتحاد بين الدول الأوروبية.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الهولندي مارك روتي قد عبرا عن خشيتهما في أن يصب التضامن مع دول الجنوب لصالح الأحزاب الشعبوية الصاعدة في بلديهما.
كما كان وزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غابرييل، قد دعا في وقت سابق الدول الأوروبية الى تقاسم الثروة بينها لتفادي تلك النهاية الحتمية لتفكك أوروبا.
وفيما يتعلق بأزمة الديون الأوروبية التي غالبا ما يشار إليها بأزمة منطقة اليورو أو أزمة الديون السيادية الأوروبية التي ظهرت وتفاقمت منذ العام 2009 حيث أن بعض الدول الأعضاء في منطقة اليورو (اليونان والبرتغال وأيرلندا واسبانيا وقبرص) لم تتمكن من تسديد ديونها أو إعادة تمويلها لإنقاذ بنوكها المثقلة بالديون دون وجود مساعدة من الأطراف الرئيسية المعنية بالمعضلة وهي دول منطقة اليورو الأخرى والبنك المركزي الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وكان رئيس الوزراء اليونانى قد قال بأنه ليس لديه شك بأن اليونان ستترك عملة اليورو مؤكدا أن الازمة سياسية وبدوافع مالية، كما قال رئيس الوزراء الأسباني أن أزمة السوق المالية الأخيرة في أوروبا هي محاولة لتقويض اليورو.
وعلى وقع تقصير دول الشمال الأوروبي للوقوف لجانب ايطاليا واسبانيا التي فتكت بها جائحة كورونا، يلاحظ المتابع للشأن الأوروبي أن الصين أبدت استعدادها لتوفير ثلاثة ملايين كمامة لللدول الأوروبية كما نشاهد المدرعات والعربات الروسية وهي تجوب شوارع إيطاليا حاملة على متنها مساعدات وأطقم طبية كما نلاحظ مشاهد لأطباء الكوبيين في إيطاليا وهم يلقون الترحيب الهائل بهم وهم الذين تفرض واشنطون حظرا على بلدهم، كوبا، منذ عقود.
فهل نرى تفككا حقيقيا للاتحاد الاوروبي خلال الفترة القادمة، وماهي التداعيات العالمية لهذا التفكك؟ فلننتظر ونرى!..
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات