رسالة وطن بقلم : سالم الكورة


دريد لحام ... رسالة وطن

لقد لفت انتباهي لقاء تلفزيوني مع الفنان السوري الكبير دريد لحام ،والذي عرفناه من خلال الشاشة الصغيرة الابيض والاسود في فترة مبكرة بشخصيته الشعبية غوار الطوشة، وهو الاسم الذي التصق به طيلة عمله في المسلسلات العربية السورية منذ بداياته وتعود عليها المشاهد العربي بشخصيته الساخرة من خلال مسلسلاته ومسرحياته والتي تحاكي الواقع العربي الاجتماعي والسياسي .
والفنان دريد لحام من كبار فناني الدراما السورية الذي تشهد لهم الساحة الفنية بإنجازات كبيرة في هذا المجال وهو من مواليد ١٩٣٤ ، حيث عمل بالإذاعة والتفزيون السوري مقدما للبرامج،وهو إعلامي وفنان دراما جسد في أعماله الفنية العديد من الشخصيات الساخرة ، التي تتمرد على الواقع الذي يعيشه المواطن العربي.
دخل الفنان لحام القلوب دون قرع الجرس، حيث كسب حب وإعجاب المشاهد العربي من خلال مسرحياته ومسلسلاته التي تعود عليها عبر سنين مضت ومعظمها تحاكي الهم الوطني ، مثلما عبر عنه في اللقاء التلفزيوني، عندما سألته المذيعة المحاورة عن عدم مغادرته للوطن رغم الظروف التي مر بها بلده ، ليرد بحزن وألم قائلا:" انا متصالح مع نفسي ونحن كما قال القرآن الكريم التين والزيتون وطور السنين فنحن التين والزيتون ،فإذا الواحد امه مرضت بداويها، ما بدور على أم غيرها ..يساعدها في الشفاء فالوطن هو الام" .
ويقول ...الشجرة التي تتخلى عن جذورها تموت ويستشهد بالأديبة غاده السمان بقولها لا تحاول ان تأخذ شجرتك إلى الغربة كي تحظى بظلها فالاشجار لا تهاجر ...واذا وطني غلطان انا معه ،وإذا بردان انا ثيابه ،وإذا وطني ختيار انا عكازته" (وإذا وطني حفيان انا نعاله )، وقد اجهش الفنان الكبير بالبكاء اثناء اللقاء ويقول سرير الذهب لا يبعد عني الاحلام المزعجة.
نعم دريد لحام الذهب لا يغنينا عن الوطن لقد جسدتم رؤياكم للوطن بأجمل صورة ،فالوطن ليس له ثمن ، لا يباع ولا يشرى، الوطن هو الأم والابن والصديق والحبيب، فالوطن يسكن في القلب .
ابكيتني يا غوار الطوشة حمى الله وطني بالقيادة الهاشمية الحكيمة وحمى الله سوريا الحبيبة سوريا التاريخ والحضارة سوريا دريد لحام وقاسيون والشام سوريا عبق التاريخ.
سالم محمود الكورة..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :