سلسلة في آخر الأسبوع خاطرة
الحرية
في فترة من الفترات كانت تشدني وتستهويني مشاهدة أفلام الثمانينات .. مع أنها كانت إنتاج متواضع، واخراج ساذج لقصة بسيطة .. مكررة في الغالب .. فهي لا تخرج عن حكاية حب البطل الفقير لفتاة أحلامه الغنية .. وتمسكها به لأنه يمثل لها البطولة والشهامة والشجاعة غير المتوفرة في أسرتها على الرغم من الأموال الطائلة للعائلة الغنية التي تنتمي لها.. أو البطل الغني الذي يتعلق بفتاة فقيرة ترفض أسرته ارتباطه بها لأنها دون المستوى الاجتماعي اللائق بالعائلة .. وتتسارع أحداث القصة وتتأزم ما بين شد وجذب وقتال وضرب وغيرها...
والملفت أنها كانت لا بُد تودي بأحدهم إلى السجن في مشهد متكرر يكاد لا يخلو منه أي فيلم .. وكان دائما ما يجذبني هذا المشهد بشكل عجيب: .. يخرج البطل من باب السجن ويتلفت حوله بكل الاتجاهات .. ببريق نظرة من عينه تجمع ما بين السرور والكبرياء .. وابتسامة تلمح في ثناياها بعض من شماتة لا تعرف أسبابها .. وأكثر ما كان يشدني عندما كان يرفع رأسه إلى السماء ويستنشق الهواء بشهيق طويل .. يتبعه صوت الزفير الواحد تلو الأخر .. يقع صداه على أذنيه كأنه صوتٌ لموسيقى صاخبة تدعوه للرقص على أنغامها .. فيحرك كتفيه بعجب واختيال .. ويتسمر في مكانه للحظة وكأنه وليد جديد يحاول استكشاف المكان .. وما يلبث أن يحرك قدميه ماشيا بعيدا عن بوابة السجن بحركة تذكرني برقصة الشركس .. ليتوقف فجأة بعدها ويرجع إلى الوراء بنظرة أخيرة إلى باب السجن وكأنه يجري معه حديثا طويل فحواه أن لن أعود لأمكث خلفك أبدا فلقد بدأت أتذوق طعم الحرية ..
ولا أخفيكم أكاد لا تمر بي لحظة الآن إلا وأستذكر ذلك المشهد وكأن الكاميرا توقفت صوتًا وصورة عند آخر كلمة منه انها الحرية واحدة من النعم المنسية .. مستغرقون فيها ونكاد لا نستشعرها لاعتيادنا عليها.. إلى أن دق ناقوسها لتذكرنا بما نمر به حاليا من أحداث .. فأن تصبح إحدى أمانينا أن نخرج من بيوتنا متى نشاء ونشتري ما نريد ونقابل من نرغب ونسير في الشارع متى احتجنا وبرفقة من نحب .. وأن نتمنى أن نستقل سيارتنا الخاصة ولا نستطيع .. ثم نشعر بالعجز والضيق لأننا لا نقدر على تأمين مستلزماتنا فهناك من يجلب لنا حاجياتنا أو ما تيسر لنا منها .. وأن نشعر بالخوف والتهديد لمجرد خروجنا من المنزل و و.. مما يقيد حريتنا أو على الأقل يقننها ..
هذه الأحداث أحيت في ذاكرتي ذلك المشهد من جديد .. ودغدغت مشاعري لاختباره .. وجعلتني أتطلع بشوق لخلاص يتبعه حرية ..
وأدعو لحرية لا قيود بعدها أبدا ..
الحرية
في فترة من الفترات كانت تشدني وتستهويني مشاهدة أفلام الثمانينات .. مع أنها كانت إنتاج متواضع، واخراج ساذج لقصة بسيطة .. مكررة في الغالب .. فهي لا تخرج عن حكاية حب البطل الفقير لفتاة أحلامه الغنية .. وتمسكها به لأنه يمثل لها البطولة والشهامة والشجاعة غير المتوفرة في أسرتها على الرغم من الأموال الطائلة للعائلة الغنية التي تنتمي لها.. أو البطل الغني الذي يتعلق بفتاة فقيرة ترفض أسرته ارتباطه بها لأنها دون المستوى الاجتماعي اللائق بالعائلة .. وتتسارع أحداث القصة وتتأزم ما بين شد وجذب وقتال وضرب وغيرها...
والملفت أنها كانت لا بُد تودي بأحدهم إلى السجن في مشهد متكرر يكاد لا يخلو منه أي فيلم .. وكان دائما ما يجذبني هذا المشهد بشكل عجيب: .. يخرج البطل من باب السجن ويتلفت حوله بكل الاتجاهات .. ببريق نظرة من عينه تجمع ما بين السرور والكبرياء .. وابتسامة تلمح في ثناياها بعض من شماتة لا تعرف أسبابها .. وأكثر ما كان يشدني عندما كان يرفع رأسه إلى السماء ويستنشق الهواء بشهيق طويل .. يتبعه صوت الزفير الواحد تلو الأخر .. يقع صداه على أذنيه كأنه صوتٌ لموسيقى صاخبة تدعوه للرقص على أنغامها .. فيحرك كتفيه بعجب واختيال .. ويتسمر في مكانه للحظة وكأنه وليد جديد يحاول استكشاف المكان .. وما يلبث أن يحرك قدميه ماشيا بعيدا عن بوابة السجن بحركة تذكرني برقصة الشركس .. ليتوقف فجأة بعدها ويرجع إلى الوراء بنظرة أخيرة إلى باب السجن وكأنه يجري معه حديثا طويل فحواه أن لن أعود لأمكث خلفك أبدا فلقد بدأت أتذوق طعم الحرية ..
ولا أخفيكم أكاد لا تمر بي لحظة الآن إلا وأستذكر ذلك المشهد وكأن الكاميرا توقفت صوتًا وصورة عند آخر كلمة منه انها الحرية واحدة من النعم المنسية .. مستغرقون فيها ونكاد لا نستشعرها لاعتيادنا عليها.. إلى أن دق ناقوسها لتذكرنا بما نمر به حاليا من أحداث .. فأن تصبح إحدى أمانينا أن نخرج من بيوتنا متى نشاء ونشتري ما نريد ونقابل من نرغب ونسير في الشارع متى احتجنا وبرفقة من نحب .. وأن نتمنى أن نستقل سيارتنا الخاصة ولا نستطيع .. ثم نشعر بالعجز والضيق لأننا لا نقدر على تأمين مستلزماتنا فهناك من يجلب لنا حاجياتنا أو ما تيسر لنا منها .. وأن نشعر بالخوف والتهديد لمجرد خروجنا من المنزل و و.. مما يقيد حريتنا أو على الأقل يقننها ..
هذه الأحداث أحيت في ذاكرتي ذلك المشهد من جديد .. ودغدغت مشاعري لاختباره .. وجعلتني أتطلع بشوق لخلاص يتبعه حرية ..
وأدعو لحرية لا قيود بعدها أبدا ..
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات