سلسلة في آخر الأسبوع خاطرة
لا تنتظر
كان يبكي يريد أن يتناول طعامه لوحده فمنعته أمه .. حتى يتقن مسك الملعقة .. فانتظر
تمنت أن تشارك زميلاتها اللعب .. ففكرت أن لا تبادر حتى يدعونها هن .. فانتظرت
اشترت فستانا ثميناً .. فقالت أتركه لمناسبة تستحق أناقته .. فانتظرت
حدث نفسه بأنه حالما يتخرج من التخصص الذي يرغب .. سيشعر بالفخر .. فانتظر
وعدها أنه عندما يحصل على عمل جديد .. سيتزوجا .. فانتظرت.
أكد لنفسه أنه بحصوله على هذه المهنة سيجني الكثير من الأموال وبالتالي سيكون أكثر فرحًا وسعادة .. فانتظر
فانتظر وانتظرت .. وحتى المشاعر تأجلت ..
ونجد أننا تعلمنا وتدربنا على الانتظار وأتقنا المهارة بجدارة .. واكتسبنا عادة لا خلاص منها ..
وتمر الأيام ويمضي العمر .. وتأتي بعد الانتظار الأشياء ولم تعد تحمل لها قلوبنا نفس اللهفة ..
وتأتي بعد الانتظار الأشياء وتكون رغبتنا بها قد انتهت ..
وتأتي بعد الانتظار الأشياء وتكون حاجاتنا تغيرت لغيرها .. فننتظر ..
وتعود لتدور في فلك الانتظار الأشياء لنكتشف أننا أجلنا الكثير والكثير .. وأننا ربطنا أحلامنا ورغباتنا ومشاريعنا بنتيجة لا وجود لعلاقة شرعية أو علمية بينهما .. فتجاوزت هذه الرابطة النتيجة المزعومة وعقدت ارادتنا وقوتنا .. وشوهت أفكارنا .. وغيرت أهدافنا .. وتلاعبت بمشاعرنا .. فلم نعش لحظة العمر الحقيقية .. ونعيد شريط الذكريات لنكتشف أنه لم يكن في هذه الحياة شيء مضمون .. فما انتظرناه أو انتظرنا من أجله قد لا يأتي أبدا .. ونحدث أنفسنا أنه كان ينبغي علينا أن نستغل الوقت أو الفرصة أو .. وأن نستمتع بما لدينا وبما نمتلك في كل لحظة دون أن نسوف أو نؤجل .. وأن ما تبقى من العمر لم يعد يتسع لانتظار جديد ..
وتغلبنا العادة من جديد وننتظر أن نقدم لغيرنا خلاصة تجاربنا ونهديه نصيحة العمر ونقول له: إن الحياة لا تحتمل أن تؤجل .. وأن عليك أن لا تنتظر ..
فلا تنتظر ..
لا تنتظر
كان يبكي يريد أن يتناول طعامه لوحده فمنعته أمه .. حتى يتقن مسك الملعقة .. فانتظر
تمنت أن تشارك زميلاتها اللعب .. ففكرت أن لا تبادر حتى يدعونها هن .. فانتظرت
اشترت فستانا ثميناً .. فقالت أتركه لمناسبة تستحق أناقته .. فانتظرت
حدث نفسه بأنه حالما يتخرج من التخصص الذي يرغب .. سيشعر بالفخر .. فانتظر
وعدها أنه عندما يحصل على عمل جديد .. سيتزوجا .. فانتظرت.
أكد لنفسه أنه بحصوله على هذه المهنة سيجني الكثير من الأموال وبالتالي سيكون أكثر فرحًا وسعادة .. فانتظر
فانتظر وانتظرت .. وحتى المشاعر تأجلت ..
ونجد أننا تعلمنا وتدربنا على الانتظار وأتقنا المهارة بجدارة .. واكتسبنا عادة لا خلاص منها ..
وتمر الأيام ويمضي العمر .. وتأتي بعد الانتظار الأشياء ولم تعد تحمل لها قلوبنا نفس اللهفة ..
وتأتي بعد الانتظار الأشياء وتكون رغبتنا بها قد انتهت ..
وتأتي بعد الانتظار الأشياء وتكون حاجاتنا تغيرت لغيرها .. فننتظر ..
وتعود لتدور في فلك الانتظار الأشياء لنكتشف أننا أجلنا الكثير والكثير .. وأننا ربطنا أحلامنا ورغباتنا ومشاريعنا بنتيجة لا وجود لعلاقة شرعية أو علمية بينهما .. فتجاوزت هذه الرابطة النتيجة المزعومة وعقدت ارادتنا وقوتنا .. وشوهت أفكارنا .. وغيرت أهدافنا .. وتلاعبت بمشاعرنا .. فلم نعش لحظة العمر الحقيقية .. ونعيد شريط الذكريات لنكتشف أنه لم يكن في هذه الحياة شيء مضمون .. فما انتظرناه أو انتظرنا من أجله قد لا يأتي أبدا .. ونحدث أنفسنا أنه كان ينبغي علينا أن نستغل الوقت أو الفرصة أو .. وأن نستمتع بما لدينا وبما نمتلك في كل لحظة دون أن نسوف أو نؤجل .. وأن ما تبقى من العمر لم يعد يتسع لانتظار جديد ..
وتغلبنا العادة من جديد وننتظر أن نقدم لغيرنا خلاصة تجاربنا ونهديه نصيحة العمر ونقول له: إن الحياة لا تحتمل أن تؤجل .. وأن عليك أن لا تنتظر ..
فلا تنتظر ..
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات