سلسلة في آخر الأسبوع خاطرة
الكمامة الشفافة
كنت اجري حديثا مع احداهن حول كيف أصبحت الكمامة عائقا أمام لغة الجسد التي تُقدم فيها الدورات والورش التدريبية وعلى كافة المستويات ولكافة الفئات الاجتماعية .. فالكمامة باتت حائلاً بين ايصال ما تريده بتفاصيله المقصودة للآخرين .. فقد كنت أحيانا تبتسم للاخر عوضا عن أن تشكره أو أن تعبر عن امتنانك لما قدم لك أو حتى اعتذارك بطريقة لطيفة عن خطأ غير مقصود ارتكبته في حقه.. وبعد حديث طويل في الموضوع خطرت لها فكرة أنه لم لا يتم تصنيع كمامة شفافة تقينا خطر الفيروسات من جهة وتساعدنا على التعبير عن مشاعرنا من جهة ثانية ..
ومع أني لا أنكر مدى اعجابي بالفكرة فهي جديدة وجذابة .. إلا أنني أخذت أستذكر حديث آخر أجريته مع آخرى والتي بدورها حدثتني عن مدى قسوة زوجها في تعامله معها ومع الأبناء وأسلوبه الدكتاتوري والمتسلط في طريقة توجيه الأوامر وتوزيع المهام بين أفراد الأسرة .. وبحكم طبيعة عملي فقد سمعت معاناة الكثيرين من نماذج الحلقة الأضعف في الأسرة لتعرضهم إما للصراخ الدائم في وجههم ولأتفه الأسباب أو للشتم والسب والاستهزاء .. عدا عن تسخيف مشاعرهم وتحقير آرائهم .. وغيرها.
مما يشير بوضوح لظاهرة سوء التواصل وضعف العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة والتنمر الداخلي الجلي .. والذي أيضا خصصنا له الدورات والورش التدريبية وعلى كافة المستويات ولكافة الفئات الاجتماعية ..
لذا فإنني أعتقد أننا لسنا بحاجة لتلك الكمامة الشفافة بل على العكس تماما نحن بحاجة لتصنيع كمامة مبطنة من النوع الأصلي ومن أغمق درجات الألوان نرتديها في بيوتنا .. لا تظهر ردود أفعالنا المتسرعة والقاسية تجاه من نحب بحجة أنهم (في الكيس أو في الجيبة) .. وتحتوي على فلتر جيد يغربل ما يخرج من أفواهنا عند الغضب أو عندما يصدر من الآخرين قول أو عمل لا يعجبنا أو أنه ليس الصواب من وجهة نظرنا ..
عذرا صديقتي فبقدر اعجابي بفكرتك إلا أنها قد تصلح للأسواق أو الزيارات أو تجمعات المجاملات التي لا تظهر حقيقة سلوكنا ولا نتصرف فيها على طبيعتنا لأن المقابل (ليس في الكيس أو في الجيبة)..
عذرا صديقتي نحن بحاجة لقلوب شفافة أكثر من حاجتنا للكمامة الشفافة ..
الكمامة الشفافة
كنت اجري حديثا مع احداهن حول كيف أصبحت الكمامة عائقا أمام لغة الجسد التي تُقدم فيها الدورات والورش التدريبية وعلى كافة المستويات ولكافة الفئات الاجتماعية .. فالكمامة باتت حائلاً بين ايصال ما تريده بتفاصيله المقصودة للآخرين .. فقد كنت أحيانا تبتسم للاخر عوضا عن أن تشكره أو أن تعبر عن امتنانك لما قدم لك أو حتى اعتذارك بطريقة لطيفة عن خطأ غير مقصود ارتكبته في حقه.. وبعد حديث طويل في الموضوع خطرت لها فكرة أنه لم لا يتم تصنيع كمامة شفافة تقينا خطر الفيروسات من جهة وتساعدنا على التعبير عن مشاعرنا من جهة ثانية ..
ومع أني لا أنكر مدى اعجابي بالفكرة فهي جديدة وجذابة .. إلا أنني أخذت أستذكر حديث آخر أجريته مع آخرى والتي بدورها حدثتني عن مدى قسوة زوجها في تعامله معها ومع الأبناء وأسلوبه الدكتاتوري والمتسلط في طريقة توجيه الأوامر وتوزيع المهام بين أفراد الأسرة .. وبحكم طبيعة عملي فقد سمعت معاناة الكثيرين من نماذج الحلقة الأضعف في الأسرة لتعرضهم إما للصراخ الدائم في وجههم ولأتفه الأسباب أو للشتم والسب والاستهزاء .. عدا عن تسخيف مشاعرهم وتحقير آرائهم .. وغيرها.
مما يشير بوضوح لظاهرة سوء التواصل وضعف العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة والتنمر الداخلي الجلي .. والذي أيضا خصصنا له الدورات والورش التدريبية وعلى كافة المستويات ولكافة الفئات الاجتماعية ..
لذا فإنني أعتقد أننا لسنا بحاجة لتلك الكمامة الشفافة بل على العكس تماما نحن بحاجة لتصنيع كمامة مبطنة من النوع الأصلي ومن أغمق درجات الألوان نرتديها في بيوتنا .. لا تظهر ردود أفعالنا المتسرعة والقاسية تجاه من نحب بحجة أنهم (في الكيس أو في الجيبة) .. وتحتوي على فلتر جيد يغربل ما يخرج من أفواهنا عند الغضب أو عندما يصدر من الآخرين قول أو عمل لا يعجبنا أو أنه ليس الصواب من وجهة نظرنا ..
عذرا صديقتي فبقدر اعجابي بفكرتك إلا أنها قد تصلح للأسواق أو الزيارات أو تجمعات المجاملات التي لا تظهر حقيقة سلوكنا ولا نتصرف فيها على طبيعتنا لأن المقابل (ليس في الكيس أو في الجيبة)..
عذرا صديقتي نحن بحاجة لقلوب شفافة أكثر من حاجتنا للكمامة الشفافة ..
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات