الاحزاب والرغبة بالتمثيل السياسي محمد الجبور


الاحزاب السياسيه والرغبه في التمثيل السياسي
بقلم المخرج محمد الجبور
من المفارقات ان الاحزاب السياسيه تطمح لان تحكم دولا على الرغم من أن الاحزاب ذاتها كثيرآ ما تفتقد القدرة ، لان تحكم نفسها ،وهناك دوما حالة من الشد والجذب داخل الاحزاب السياسية بين الحاجه بتجاوب على المدى القصير وبين تطوير الاستراتيجيات والأهداف الطويله الأمد، وعلى وجهه الخصوص فكثيرا ما تضطر الاحزاب السياسيه التركيز على ازمات خارجية تواجهها في الأمد القصير على حساب وضع استراتيجياتها للأمدين المتوسط والطويل ، وتطوير هياكلها التنظيميه بما يدعم تحقيق تلك الاستراتيجيات، ويودي ذلك إلى أضعاف فرص الاحزاب السياسية بالبقاء على المسرح السياسي المتقلب في أغلب الأحوال ،لا سيما بالانظمة الديمقراطية الناشئة.
وفي المقابل فإن ذلك يؤدي إلى أضعاف ثقة الجمهور في الاحزاب السياسيه باعتبارها قناة للتمثيل السياسي وممارسة الحكم، إلا ان امتلاك القدرة على النظر للمستقبل وتوقع التطورات هو وحده، ما يتيح للاحزاب ان تستعد بما يكفي لمواكبة ما يستجد من مطالب مجتمعية وتغييرات ديمقراطية .
تقدم هذه الادله وسيلة عملية لمعادلة الاحزاب والتخطيط الاستراتيجي إذ تقدم للجهات المتعاونة والاحزاب السياسية على حد سواء منهجية القيام بذلك التخطيط خطوة بخطوة، اذا كانت الاحزاب تود ان تستعد على نحو ملائم لما قد يأتي به الغد من تطورات سياسية تستعين عليها بان تستثمر في هياكلها التنظيمية واساساتها ، الا اذا كانت هياكل الحزب السياسية وأساليبه التنظيمية تعكس بالقدر الكافي على المشهد السياسي المتقلب الذي نحيط به، ويعني ذلك ضرورة التحليل المتميز للبيئة المحيطهة والتاقلم على التطورات الجديدة بالاستعانه بمساهمات قطاع عريض داخل الحزب .
وقد راينا في جميع أنحاء العالم ان الاحزاب بوسعها أن تعيد بناء نفسها لتصبح مستدامة، إذ أن التوقعات المتكررة في العقول الماضية وقرب انقطاع عهد الحزب ووضعه بالكيان السياسي بالمشاركه والتمثيل في الانظمة الديمقراطيه ثبت خطاؤها حتى الان.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :