سلسلة في آخر الأسبوع خاطرة
عيديتي
عندما كنا صغارًا .. كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر .. نعد لقدومه الأيام والليالي .. ونتشوق إلى ساعة تحري الهلال .. كنا نفرح بقدوم العيد .. فكل ما فيه جميل وسعيد .. ملابس جديدة .. رؤية الأحبة .. زيارات وخروجات .. ملاهي وألعاب .. ومن أجمل طقوس العيد العيدية، التي كانت لها نكهتها الخاصة: فهي من جهة مبلغ مالي لك وحدك (وأنت لا تملك مصدرًا للمال خاص بك)، ومن جهة اخرى فهي من شخص عزيز عليك .. كنا نتعامل معها بفرح وحرص شديد .. فكنت أنا وصديقتي تجمع كل منا ما تحصل عليه من عيديات .. وتخبر كل منا الأخرى كم جمعت من عيدية .. ونبدأ الترتيبات لإنفاقها على الألعاب والرحلات والمطاعم وغيرها.. (ونحوش) ما تبقى منها لأنشطة أخرى قادمة ..
ولأن الفترة الأخيرة (فترة الكورونا بحظرها وحجرها) حملتنا أحزانًا وأوجاعًا كثيرة .. أضافت إلى همومنا همًا جديدًا .. وضيّعت بهجة عيد فطرنا .. وجعلت أضحانا يأتي هذه المرة بشكل مختلف ..
لذا أردت أن تكون عيديتي مختلفة، أردتها عيدية ثمينة .. تضفي على العيد نكهة أيام زمان .. عيدية تحمل شغف الأطفال ومحبة الكبار ..
في هذا العيد سأقدم لنفسي - ولمن يرغب - قبل العيد عيدية .. وفي صباح كل يوم من أيام العيد عيدية .. فلن أكتفي هذه المرة بأن تكون العيدية في اليوم الأول للعيد فقط .. سأقدم مبادرة أتمنى أن تعيد للعيد فرحته وبهجته .. سأرتب لها قبل العيد .. أريد أن أكرر طقوس العيد .. وأحتفل بمناسكه .. أريد أن أذكر الأطفال بأيام وليالٍ عشر وما تحمله من أجر .. أريد أن أصطحب الأطفال لاختيار الأضحية، أريدهم أن يتعرفوا على شروطها، وعلى كيفية ذبحها وعلى طريقة توزيعها وعلى مستحقيها .. أريد أن أذكر الأطفال بأن هذا العيد هو عيد الحج (طواف وسعي .. مِنى ومزدلفة .. عرفة وما أدراك ما عرفة) ..
أريد أن أخبرهم أن صلاة العيد توقفت في العيد السابق لظرف استثنائي .. لكنها ستعود الآن وفيما بعد .. أريدهم أن يعرفوا أن المشي إلى المسجد طاعة وعبادة .. والخروج منه يحمل معه أجر وهدية ..
أريد أن أحثهم على التكبير والتسبيح والتهليل طيلة أيام العيد ..
أريد أن أضع لهم في كل ليلة من ليالي العيد بجانب سريرهم عيدية .. يفتحوا عيونهم في صبيحة اليوم التالي عليها ..
ففي ليلة العيد الأولى وقبل خلودهم إلى النوم سأقص عليهم مواقف وحكايا حصلت معنا عندما كنا صغار أثناء زيارات الأرحام فأضحكتنا وأسعدتنا .. وجعلتنا أكثر قربًا من بعضنا .. وسأقرأ لهم آيات صلة الرحم وأحاديثها .. وأتركها مدونة بجانب أسرتهم .. وبمجرد استيقاظنا من النوم في صبيحة أول يوم .. سنزور ونستقبل الأرحام ..
وفي ثاني ليالي العيد .. سأقص عليهم قصص الجيران .. حقوقهم وحُسن جوارهم والإحسان اليهم .. وسأقرأ لهم آيات وأحاديث عن حسن الجوار .. وأتركها مدونة بجانب أسرتهم .. وفي صباح اليوم الثاني نسأل عن الجيران ونهديهم صحنًا من كعك العيد أو ثمرًا من أشجارنا أو ..
أما في الليلة الثالثة وقبل النوم سأقص عليهم كيف كنا نحتفل سابقًا بالعيد .. يصطحبنا الأهل إلى أرض خالية، صغيرة وجميلة .. تتوسطها (سحاسيل) ومراجيح بسيطة .. نلعب عليها تارة ونتسابق ونركض تارة أخرى.. ثم نشتري من بائع متجول البوظة والحلوى .. ونعود للجري والركض مرة أخرى .. والغريب والجميل أننا لم نكن نشعر بالتعب .. وفي صباح اليوم الثالث نأخذهم للمرح واللعب ..
وفي آخر ليالي العيد وقبل الخلود إلى النوم .. سأرسم معهم على ورقة خارطة لما يحيط بيتنا من معالم .. وفي صباح آخر أيام العيد سنختار معًا من الخارطة نقطة لأحد المعالم المحيطة للبيت، ونجعلها هدفًا نسير اليه .. ثم نخرج من البيت ونمشي باتجاه الهدف ساعة أو نصف ساعة .. نتدرب خلالها على التدبر في صنع الله والتأمل في جمال الأشياء حولنا من سماء ومدها .. وشمس وضيائها .. وشتى أنواع الشجر .. ومختلف أشكال الحجر .. وعدد أصناف البشر ..
ومع غروب شمس آخر أيام عيد الأضحى المبارك سأطلب منهم أن يختموا العيد بالدعاء إلى الله .. بعد تعرفهم إلى آداب الدعاء ونفعه .. وأسباب إجابته .. أن يجعله الله عيدًا سعيدًا .. وأن يعيده علينا أعوامًا عديدة ونحن بصحة وعافية..
عيديتي
عندما كنا صغارًا .. كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر .. نعد لقدومه الأيام والليالي .. ونتشوق إلى ساعة تحري الهلال .. كنا نفرح بقدوم العيد .. فكل ما فيه جميل وسعيد .. ملابس جديدة .. رؤية الأحبة .. زيارات وخروجات .. ملاهي وألعاب .. ومن أجمل طقوس العيد العيدية، التي كانت لها نكهتها الخاصة: فهي من جهة مبلغ مالي لك وحدك (وأنت لا تملك مصدرًا للمال خاص بك)، ومن جهة اخرى فهي من شخص عزيز عليك .. كنا نتعامل معها بفرح وحرص شديد .. فكنت أنا وصديقتي تجمع كل منا ما تحصل عليه من عيديات .. وتخبر كل منا الأخرى كم جمعت من عيدية .. ونبدأ الترتيبات لإنفاقها على الألعاب والرحلات والمطاعم وغيرها.. (ونحوش) ما تبقى منها لأنشطة أخرى قادمة ..
ولأن الفترة الأخيرة (فترة الكورونا بحظرها وحجرها) حملتنا أحزانًا وأوجاعًا كثيرة .. أضافت إلى همومنا همًا جديدًا .. وضيّعت بهجة عيد فطرنا .. وجعلت أضحانا يأتي هذه المرة بشكل مختلف ..
لذا أردت أن تكون عيديتي مختلفة، أردتها عيدية ثمينة .. تضفي على العيد نكهة أيام زمان .. عيدية تحمل شغف الأطفال ومحبة الكبار ..
في هذا العيد سأقدم لنفسي - ولمن يرغب - قبل العيد عيدية .. وفي صباح كل يوم من أيام العيد عيدية .. فلن أكتفي هذه المرة بأن تكون العيدية في اليوم الأول للعيد فقط .. سأقدم مبادرة أتمنى أن تعيد للعيد فرحته وبهجته .. سأرتب لها قبل العيد .. أريد أن أكرر طقوس العيد .. وأحتفل بمناسكه .. أريد أن أذكر الأطفال بأيام وليالٍ عشر وما تحمله من أجر .. أريد أن أصطحب الأطفال لاختيار الأضحية، أريدهم أن يتعرفوا على شروطها، وعلى كيفية ذبحها وعلى طريقة توزيعها وعلى مستحقيها .. أريد أن أذكر الأطفال بأن هذا العيد هو عيد الحج (طواف وسعي .. مِنى ومزدلفة .. عرفة وما أدراك ما عرفة) ..
أريد أن أخبرهم أن صلاة العيد توقفت في العيد السابق لظرف استثنائي .. لكنها ستعود الآن وفيما بعد .. أريدهم أن يعرفوا أن المشي إلى المسجد طاعة وعبادة .. والخروج منه يحمل معه أجر وهدية ..
أريد أن أحثهم على التكبير والتسبيح والتهليل طيلة أيام العيد ..
أريد أن أضع لهم في كل ليلة من ليالي العيد بجانب سريرهم عيدية .. يفتحوا عيونهم في صبيحة اليوم التالي عليها ..
ففي ليلة العيد الأولى وقبل خلودهم إلى النوم سأقص عليهم مواقف وحكايا حصلت معنا عندما كنا صغار أثناء زيارات الأرحام فأضحكتنا وأسعدتنا .. وجعلتنا أكثر قربًا من بعضنا .. وسأقرأ لهم آيات صلة الرحم وأحاديثها .. وأتركها مدونة بجانب أسرتهم .. وبمجرد استيقاظنا من النوم في صبيحة أول يوم .. سنزور ونستقبل الأرحام ..
وفي ثاني ليالي العيد .. سأقص عليهم قصص الجيران .. حقوقهم وحُسن جوارهم والإحسان اليهم .. وسأقرأ لهم آيات وأحاديث عن حسن الجوار .. وأتركها مدونة بجانب أسرتهم .. وفي صباح اليوم الثاني نسأل عن الجيران ونهديهم صحنًا من كعك العيد أو ثمرًا من أشجارنا أو ..
أما في الليلة الثالثة وقبل النوم سأقص عليهم كيف كنا نحتفل سابقًا بالعيد .. يصطحبنا الأهل إلى أرض خالية، صغيرة وجميلة .. تتوسطها (سحاسيل) ومراجيح بسيطة .. نلعب عليها تارة ونتسابق ونركض تارة أخرى.. ثم نشتري من بائع متجول البوظة والحلوى .. ونعود للجري والركض مرة أخرى .. والغريب والجميل أننا لم نكن نشعر بالتعب .. وفي صباح اليوم الثالث نأخذهم للمرح واللعب ..
وفي آخر ليالي العيد وقبل الخلود إلى النوم .. سأرسم معهم على ورقة خارطة لما يحيط بيتنا من معالم .. وفي صباح آخر أيام العيد سنختار معًا من الخارطة نقطة لأحد المعالم المحيطة للبيت، ونجعلها هدفًا نسير اليه .. ثم نخرج من البيت ونمشي باتجاه الهدف ساعة أو نصف ساعة .. نتدرب خلالها على التدبر في صنع الله والتأمل في جمال الأشياء حولنا من سماء ومدها .. وشمس وضيائها .. وشتى أنواع الشجر .. ومختلف أشكال الحجر .. وعدد أصناف البشر ..
ومع غروب شمس آخر أيام عيد الأضحى المبارك سأطلب منهم أن يختموا العيد بالدعاء إلى الله .. بعد تعرفهم إلى آداب الدعاء ونفعه .. وأسباب إجابته .. أن يجعله الله عيدًا سعيدًا .. وأن يعيده علينا أعوامًا عديدة ونحن بصحة وعافية..
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات