أيام وليالي " الحظر " بقلم: طلعت شناعة.



بعيدا عن لغة الأرقام، وأعني أعداد المتوفين والمصابين ب " الكورونا " والذين يدادون حتى خلتل أيام " الحظر " ، هناك إصابات " روحية " و " وجدانية " و " اجتماعية " لا تجد مَن " يحصرها او يحصيها "..
نصف سكان الاردن على الأقل، صاروا يعتبرون يوم " الحظر " فرصة للتعبير عن جوانب غريبة من تصرفاتهم ، فيمارسون " ازعاجات " مسائية بعد ان " يناموا طيلة النهار " ويستيقظون في المساء.
جيراني ، مثلا .. وهم " عيّنة " من المجتمع، ليلهم نهار ونهارهم ليل .. فقط في أيام " الحظر "..
فيستضيفون أقاربهم ويسهرون ليلة " الحظر ".. وينامون طيلة نهار اليوم التالي..
وفي المساء ، تبدأ " فعالياتهم "..
فيُطلِقون أطفالهم في " ممرات العمارة " كي يرتاحوا منهم .. ونكون نحن " الضحايا ".
فتجد الاولاد والبنات يركضون ويصرخون ويتبادلون الحرب بالأحذية.. فتارة تحيد " المناظر والشباشب " عن الهدف ، فتصيب باب بيتنا او اي بيت من الجيران.
ويستمر هذا لساعات.
بعدها .. يأتي دور الأب، الذي يمارس رياضة " الهرولة والركض وأحيانا القفز في " الممرات " ولأنه من الأوزان الثقيلة ، تشعر وكأنّ هناك " قذيفة مدفعية " سقطت على باب بيتك.
جار أخر .. يبدو أنه سعيد بسيارته الجديدة ، ينادي على حارس العمارة ويطلب منه " غسل وتنظيف السيارة بالمكنسة الكهربائية ذات الضجيج العالي.
ويجتمع اولاد وبنات العمارة في ساحة الكراج وتبدأ ( الحفلة ) عندما يضع " صاحب السيارة " موسيقى واغنية صاخبة يرقص معها الاولاد والبنات.
كل هذا يحدث في سويعات المساء والسهرة في أيام " الحظر "..
ويا ويلك وسواد ليلك اذا " اعترضت " او طلبت من الاولاد ان " يخفضوا اصواتهم " .. فتعلَق مع الأمهات.. وسط " نظرات التهديد والوعيد من السادة الاباء ".
.اروح لمين..؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :