عمانيات - واصلت مديرية ثقافة الكرك مساء أمس الجمعة، تقديم "أوراق ثقافية بزمن الكورونا" لنشر التوعوية والثقافة المجتمعية بطرق ووسائل التعامل مع جائحة كورونا والوقاية من مخاطرها.
وقال الدكتور حسن المجالي في ورقته المعنونة "ثقافة الرعب وحتمية المواجهة في زمن الكورونا "، انه لا بد من استثمار جائحة كورونا في مراجعة شاملة لكل أجنداتنا الشخصية والوطنية، لنعيد توجيه بوصلتنا، علّنا نصل إلى أكثر الشواطئ أمانا وسط طوفان الخوف وأمواجه العاتية. وأضاف أنه منذ الأيام الأولى لاجتياح كوفيد 19 تعالت طبول حربه الإعلامية الكبرى، وبثت الرعب ونشرت الخوف وحولت البشر إلى كائنات مذعورة عاجزة ومكتئبة ومعزولة، في تراجيديا صيّرت الأرض كل الأرض في لحظة ساحة مباحة للمرض والموت ذعراً وعجزاً.
وبين انه منذ تلك البدايات التي خجل كوفيد19 فيها أن يغزو ديار الفقراء التي يدعونها العالم الثالث، واختير العالم الأول عالم المال والأعمال ليكون مسرحه الأكثر إضاءة وجمهوراً وتأثيراً، منذئذ ٍ ساورتني الشكوك برواية الإعلام العالمي التي لم تألُ جهداً ،ولم تترك وسيلة لتكريس صورة هي الأكثر ترويعاً وإرهاباً ووحشية، مع الإقرار بحقيقة الفيروس وخطورته، وضرورة مواجهته بكل وسيلة ممكنة.
وقال :إن (كوفيد التاسع عشر) رغم استبداده ورعونته ، التي نعاني آلامها ونعاين تجلياتها على مدار 2020 ، قد أعاد إلى الواجهة أسئلة الحياة الكبرى ، وفي مقدمتها سؤال الوجود وغايته، بعد زمان من الغرق في العادي واليومي من التفاصيل والاهتمامات الصغرى ، وصراع الوسائل التي أحلناها غاياتٍ وعناوين ، تحكّمت في قراراتنا وسياساتنا كلها، عبر جدلية عدمية فجّة، دخلنا فيها حروب الهامش على أرصفة الحياة، وفي أزقتها المنسية، والعالم (الأول) يسير بكل صلفٍ نحو ما يريد ويبذل في سبيله أقصى الجهد وأنفس ما يملك.
واوضح ان كوفيد 19 أعاد (أو ينبغي أن يعيد) العناوين التي نحّيناها، إلى الصدارة، حين عبث بتفاصيلنا الأكثر حميمية وبساطة وقرباً ،كاحتساء قهوة الصباح بهدوء ،ومراقبة صغارنا الذاهبين إلى مدارسهم، وملاعبهم و مستقبلهم /مستقبلنا بأمان وفرح، والتئام عائلة حول مائدة، أو اجتماع أصدقاء في مقهى أو مناسبة،مشيرا الى ان كورونا بكل جبروتها الإعلامي وبجيوش الرعب التي نشرتها حول العالم والغايات من ورائها، حولتنا إلى كائنات افتراضية.
من جانبها اكدت مديرة الثقافة عروبة الشمايلة على تواصل تقديم الاوراق الثقافية للكتاب والمثقفين اسبوعيا لدورهم المهم والحيوي بالمساهمة بخلق بيئة مجتمعية صحية أمنة تحد من انتشار الوباء.