رسالة " كافكا " بقلم * طلعت شناعة




رغم أن الكاتب " التشيكي " فرانز كافكا الشهير ب " كافكا " قد عاش حياة قاسية ، وهو ما انعكس على كتاباته والتي أشهرها رواية " المسخ " التي تدور حول شخص يصحو فيجد نفسه قد تحوّل إلى " صرصار " ويبقى بسريره ويظل يرتجف.. ، الاّ انه مرّ بتجربة " إنسانية " قبل وفاته عام 1924... بسنة واحدة.
نوردها هنا لغرابتها وبراءة صاحبتها :
" في حديقة في برلين لفتت انتباهه طفلة تبكي بُحرقة ، بسبب أنها فقدت دُميتها، عرض عليها أن يساعدها في البحث لكنه لم يجد شيئًا .. فاقترح عليها أن ترجع لبيتها و أن يقابلها في اليوم التالي ليبحثوا مجددا..
لكن في البيت ، قرّر كافكا أنه يكتب رسالة على لسان الدّمية للطفلة ، ويسلّمها لها في الموعد لأنّه كان واثقًا أنّ الدّمية ضاعت للأبد .

الرّسالة كانت :
(صديقتي الغالية توقّفي عن البكاء أرجوكِ ، إنّي قرّرت السّفر لرؤية العالم و تعلٌم أشياء جديدة ، سأُخبرك بالتّفصيل عن كلّ ما يحدث لي يوميًا ) ..

عندما تقابلوا قرأ الرّسالة للطفلة التي لم تتوقف عن الابتسامة والفرحة وسط دموعها .

وهذه لم تكن الرسالة الوحيدة، كانت البداية لسلسلة لقاءات ورسائل بينهم ،تحكي فيها الدّمية للفتاة عن مغامراتها وبطولاتها بأسلوب ممتع جميل جذّاب .

بعد انتهاء المغامرات أهدى كافكا للبنت دمية جديدة كانت مختلفة تمامًا عن القديمة .
ومعها آخر رسالة على لسان الدُمية :
(الأسفار غيّرتني ، لكن هذه أنا ) ..

كَبِرت الفتاة و بقيت محتفظة بدمية كافكا إلى أن جاء يوم واكتشفت رسالة أخيرة ثانية كانت مخبّأة في معصم دميتها وجاء فيها : ( الأشياء التي نُحبّ معرّضة للفقدان دومًا ، لكن الحبّ سيعود دومًا بشكل مختلف) ..

.. المخلص : فرانز كافكا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :