رزان انصاعت لرغبات صديقاتها المدخنات للأرجيلة فكانت النتيجة .. سرطان في ثديها
عمانيات - رزان انصاعت لرغبات صديقاتها المدخنات للأرجيلة
فكانت النتيجة .. سرطان في ثديها
كتبت: آية الجعفري
كيف لأرجيلة ( الشيشة ) أن تُخضعني لجرعات كيماوي ؟ وكيف لها أن تحرمني من ثديي ؟ هل إصابتي بسرطان الثدي سينهي حياتي؟ هل عدم رجوعي للتدخين سيُنجيني ؟ ما هو المآل والمصير ؟
هذه التساؤلات رافقت رزان قبل وخلال فترة علاجها من سرطان الثدي، وسيطر عليها التفكير وكاد يقضي عليها.
رزان إبنة الثلاثين ربيعاً، تروي رحلتها مع مرض سرطان الثدي، قبل ما يقارب السبع سنوات... بدأت مرحلة الخروج مع الصديقات مع نهاية كل أسبوع ، وهو السبب الذي جعل رزان تبدأ بداية رحلتها مع التدخين بتأثير من صديقاتها بدون علم أهلها ، رزان لم تكن تدخن أي نوع من الدخان ، إلا أن صديقاتها أُصررن عليها أن تُجرب ، يقُلن لها بإصرار : " هو هالنفس بدو يموتك يعني ! جربي عاد".
تصف رزان هذه الحادثة بأنها كانت لحظة ضعف، أستسلمت لها وأرادت أن تجرب من باب الفضول، رغم علمها بأضرار الأرجيلة، وهو السبب الذي أرادت عائلة رزان عدم دخول أي نوع من الدخان إلى بيتها ، للأسف أن صديقات رزان ست بنات مدخنات، وأصبحت رزان السابعة، فيما صديقتهن الثامنة أيضاً حزمت أمرها على أن لا تضعف لمثل هذه اللحظات، وأصرت على موقفها الرافض لتجربة أي نوع من انواع السجائر أو التدخين.
ومع مرور الأيام أدمنت رزان تدخين الأراجيل، واستمرت هي وصديقاتها على تدخينها في كل مرة تخرج فيها نهاية الأسبوع والجلوس مع الصديقات في المقهى طيلة سنين ، وخاضت رزان مرحلة الخطوبة إلا أنها لم تكملها، لأن خطيبها رفض أن يكمل حياته مع مدخنة، قائلاً " لن أسمح لأبنائي أن يتضرروا حتى من رائحة الدخان.
دخلت رزان في حالة إكتئاب بعد فسخ الخطوبة، فيما أهلها لم يكونوا على دراية بالسبب، وشعرت أنها بحاجة إلى نفس أرجيلة، ما دفعها لشراء أرجيلة إلكترونية حتى تستطيع تدخينها سراً في المنزل.
وفي أحد الأيام لم يكن هناك بالمنزل إلا رزان وإبن أختها، فبادرت إلى تشغيل الأرجيلة الألكترونية، وسحبت ما يقارب الأربعين نفساً من الأرجيلة، ابن أختها الذي كان إلى جانبها ..استنشق الدخان وكاد أن يختنق، ونقل إلى المستشفى وهو الظرف الذي كشف لأهل رزان عن وجود أرجيلة إلكترونية في المنزل.
وبعد ثلاثة أشهر من هذه الحادثة شعرت رزان بتعب عام، وانتشار السواد على وجهها، وصعوبة في التنفس والأرهاق الدائم، وأرادت أن تذهب وتجري تحاليل وأخذ خزعة أولية لها في الثدي ، بعد يوم خرجت رزان لأستلام التحاليل بعد منع الطبيبة من إعطائها نتيجة التحاليل على الهاتف وصدمت من جملة الطبية التي بادرتها " للأسف معك سرطان ثدي ولازم تبلشي كيماوي وتقطعي الدخان لأنه سبب إصابتك بالمرض " ، رزان لا تعلم مصيرها إلى أين بعد الأن وتقول أن هذه الجملة جعلتني أشعر في أرق وقلق وخوف من القادم وبلغ التوتر مني مبلغه.
وتصف رزان هذه اللحظة بالقول "خرجت وجلست لوحدي .. لقد كانت صدمة كبيرة ، خاصة بعد أن أعلمتني الطبيبة أن المرض في درجته الثانية، ويجب علي البدء في مرحلة العلاج".
تتابع رزان في وصف تلك اللحظات بأن : " الأمر لم يكن سهلاً على أي مريض سيبدأ مرحلة جلسات العلاج الكيماوي، وعشت شعور الإحباط وخيبة الأمل منذ معرفة النتيجة، وندمت على اللحظة الأولى التي أراد فضولي فيها تجربة الأرجيلة، الأمر الذي أوجب علي أن أواجه الأمر بكل ثقة، وعدم فقدان الأمل وأن أواجه جميع الجلسات دون خوف، وعدم التفكير أبداً بماذا سيحصل لاحقا"
وتابعت .. أن عائلتي لم تتخل عني في محنتي، بل رافقتني طوال مرحلة العلاج، وصنعت لي أجواءً لتحسين نفسيتي ورفع معنوياتي لمواجهة المرض، وكانوا لي السند الحقيقي، وهذا ما دفعني إلى أن ابدأ رحلتي العلاجية بجلسات الكيماوي بكل قوة وعزيمة وإصرار، وأردت حلق شعري وانا رابطة الجأش وكلي ثقة بنفسي ، لأني أعلم أن هذه المرحلة ستمضي وسأنجوا.
تقول رزان بكل ثقة ... لقد نجوت الأن بعد سنتين من العلاج ، ومضت تلك الايام وكانت بمثابة امتحان لقوتي وصبري وايماني ، وأنا الأن متعافية والحمدلله، فيما أواضب على إجراء الفحوصات والتحاليل كل ستة أشهر، بعد استئصال العضو المصاب، لغايات الاطمئنان على صحتي وعافيتي.
وتقول رزان.. رغم كل الألام التي عشتها وعايشتها، إلا أنه كان لهذه التجربة إيجابيات ، " ففي الاشهر الثلاثة الاولى من العلاج، عانيت كثيراً لدرجة أنه كان يخرج من حلقي ورئتي بلغم أسود اللون وتخلصت منه، والصداع الذي كان لم يفارقني قد فارقني الى غير رجعة بعد انقطاعي عن الأرجيلة ، واستطعت توفير مايقارب الأربعون دينار في الشهر بدل مصروف الأرجيلة". "
عادت رزان إلى عائلتها بكل أمل وقوة، بعد أن سيطرت على المرض بعد فترة علاج استمرت سنتين، وكانت قصتها سببا في ترك التدخين لجميع صديقاتها، وأطلقت رسالة للجميع : " لا تكونوا سببا بالقضاء على أنفسكم وعلى غيركم، صحتكم غالية حافظوا عليها، ولا تسمحوا لشهوة أرجيلة أو أي نوع من انواع التبغ، يقضي عليكم، ويخليكم تخوضوا هيك تجربة ، وتذكروا دائما انكم قدها زي ما كنت أنا قدها وسيطرت عالمرض".
قصة رزان ومواجهتها للمرض بشجاعة وقوة وصبر وعنفوان، شكلت مثالاً يحتذى لست فتيات، ومنحتهن دافعاً قوياً للتغلب على عادة ضارة بالصحة وهي تدخين الأرجيلة ، ولولا ذلك لكان اصابتهن بسرطان الثدي أمراً محتملا.
وتؤكد دراسات لمنظمة الصحة العالمية، أجريت على التبغ المستخدم في الشيشة أو الأرجيلة عام 2017، بأنه يحتوي على كميات كبيرة من المواد السامة التي تسبب السرطان ومنها : سرطان الثدي والفم والمريء والرئة والمعدة والمثانة، وأن بعض هذه المواد السامة تدخل جسم المدخن ويمتصها بفعالية ، وتظهر عندهم في النفس والدم والبول.
كما بينت تلك الدراسات، أن هناك أيضاً أدلة على إرتباط تدخين تبغ الأرجيلة بأمراض القلب واللثة، والتهاب الأنف المزمن، والعقم عند الذكور، ومرض الجزر الارتجاعي المعدي المريئي .
فكانت النتيجة .. سرطان في ثديها
كتبت: آية الجعفري
كيف لأرجيلة ( الشيشة ) أن تُخضعني لجرعات كيماوي ؟ وكيف لها أن تحرمني من ثديي ؟ هل إصابتي بسرطان الثدي سينهي حياتي؟ هل عدم رجوعي للتدخين سيُنجيني ؟ ما هو المآل والمصير ؟
هذه التساؤلات رافقت رزان قبل وخلال فترة علاجها من سرطان الثدي، وسيطر عليها التفكير وكاد يقضي عليها.
رزان إبنة الثلاثين ربيعاً، تروي رحلتها مع مرض سرطان الثدي، قبل ما يقارب السبع سنوات... بدأت مرحلة الخروج مع الصديقات مع نهاية كل أسبوع ، وهو السبب الذي جعل رزان تبدأ بداية رحلتها مع التدخين بتأثير من صديقاتها بدون علم أهلها ، رزان لم تكن تدخن أي نوع من الدخان ، إلا أن صديقاتها أُصررن عليها أن تُجرب ، يقُلن لها بإصرار : " هو هالنفس بدو يموتك يعني ! جربي عاد".
تصف رزان هذه الحادثة بأنها كانت لحظة ضعف، أستسلمت لها وأرادت أن تجرب من باب الفضول، رغم علمها بأضرار الأرجيلة، وهو السبب الذي أرادت عائلة رزان عدم دخول أي نوع من الدخان إلى بيتها ، للأسف أن صديقات رزان ست بنات مدخنات، وأصبحت رزان السابعة، فيما صديقتهن الثامنة أيضاً حزمت أمرها على أن لا تضعف لمثل هذه اللحظات، وأصرت على موقفها الرافض لتجربة أي نوع من انواع السجائر أو التدخين.
ومع مرور الأيام أدمنت رزان تدخين الأراجيل، واستمرت هي وصديقاتها على تدخينها في كل مرة تخرج فيها نهاية الأسبوع والجلوس مع الصديقات في المقهى طيلة سنين ، وخاضت رزان مرحلة الخطوبة إلا أنها لم تكملها، لأن خطيبها رفض أن يكمل حياته مع مدخنة، قائلاً " لن أسمح لأبنائي أن يتضرروا حتى من رائحة الدخان.
دخلت رزان في حالة إكتئاب بعد فسخ الخطوبة، فيما أهلها لم يكونوا على دراية بالسبب، وشعرت أنها بحاجة إلى نفس أرجيلة، ما دفعها لشراء أرجيلة إلكترونية حتى تستطيع تدخينها سراً في المنزل.
وفي أحد الأيام لم يكن هناك بالمنزل إلا رزان وإبن أختها، فبادرت إلى تشغيل الأرجيلة الألكترونية، وسحبت ما يقارب الأربعين نفساً من الأرجيلة، ابن أختها الذي كان إلى جانبها ..استنشق الدخان وكاد أن يختنق، ونقل إلى المستشفى وهو الظرف الذي كشف لأهل رزان عن وجود أرجيلة إلكترونية في المنزل.
وبعد ثلاثة أشهر من هذه الحادثة شعرت رزان بتعب عام، وانتشار السواد على وجهها، وصعوبة في التنفس والأرهاق الدائم، وأرادت أن تذهب وتجري تحاليل وأخذ خزعة أولية لها في الثدي ، بعد يوم خرجت رزان لأستلام التحاليل بعد منع الطبيبة من إعطائها نتيجة التحاليل على الهاتف وصدمت من جملة الطبية التي بادرتها " للأسف معك سرطان ثدي ولازم تبلشي كيماوي وتقطعي الدخان لأنه سبب إصابتك بالمرض " ، رزان لا تعلم مصيرها إلى أين بعد الأن وتقول أن هذه الجملة جعلتني أشعر في أرق وقلق وخوف من القادم وبلغ التوتر مني مبلغه.
وتصف رزان هذه اللحظة بالقول "خرجت وجلست لوحدي .. لقد كانت صدمة كبيرة ، خاصة بعد أن أعلمتني الطبيبة أن المرض في درجته الثانية، ويجب علي البدء في مرحلة العلاج".
تتابع رزان في وصف تلك اللحظات بأن : " الأمر لم يكن سهلاً على أي مريض سيبدأ مرحلة جلسات العلاج الكيماوي، وعشت شعور الإحباط وخيبة الأمل منذ معرفة النتيجة، وندمت على اللحظة الأولى التي أراد فضولي فيها تجربة الأرجيلة، الأمر الذي أوجب علي أن أواجه الأمر بكل ثقة، وعدم فقدان الأمل وأن أواجه جميع الجلسات دون خوف، وعدم التفكير أبداً بماذا سيحصل لاحقا"
وتابعت .. أن عائلتي لم تتخل عني في محنتي، بل رافقتني طوال مرحلة العلاج، وصنعت لي أجواءً لتحسين نفسيتي ورفع معنوياتي لمواجهة المرض، وكانوا لي السند الحقيقي، وهذا ما دفعني إلى أن ابدأ رحلتي العلاجية بجلسات الكيماوي بكل قوة وعزيمة وإصرار، وأردت حلق شعري وانا رابطة الجأش وكلي ثقة بنفسي ، لأني أعلم أن هذه المرحلة ستمضي وسأنجوا.
تقول رزان بكل ثقة ... لقد نجوت الأن بعد سنتين من العلاج ، ومضت تلك الايام وكانت بمثابة امتحان لقوتي وصبري وايماني ، وأنا الأن متعافية والحمدلله، فيما أواضب على إجراء الفحوصات والتحاليل كل ستة أشهر، بعد استئصال العضو المصاب، لغايات الاطمئنان على صحتي وعافيتي.
وتقول رزان.. رغم كل الألام التي عشتها وعايشتها، إلا أنه كان لهذه التجربة إيجابيات ، " ففي الاشهر الثلاثة الاولى من العلاج، عانيت كثيراً لدرجة أنه كان يخرج من حلقي ورئتي بلغم أسود اللون وتخلصت منه، والصداع الذي كان لم يفارقني قد فارقني الى غير رجعة بعد انقطاعي عن الأرجيلة ، واستطعت توفير مايقارب الأربعون دينار في الشهر بدل مصروف الأرجيلة". "
عادت رزان إلى عائلتها بكل أمل وقوة، بعد أن سيطرت على المرض بعد فترة علاج استمرت سنتين، وكانت قصتها سببا في ترك التدخين لجميع صديقاتها، وأطلقت رسالة للجميع : " لا تكونوا سببا بالقضاء على أنفسكم وعلى غيركم، صحتكم غالية حافظوا عليها، ولا تسمحوا لشهوة أرجيلة أو أي نوع من انواع التبغ، يقضي عليكم، ويخليكم تخوضوا هيك تجربة ، وتذكروا دائما انكم قدها زي ما كنت أنا قدها وسيطرت عالمرض".
قصة رزان ومواجهتها للمرض بشجاعة وقوة وصبر وعنفوان، شكلت مثالاً يحتذى لست فتيات، ومنحتهن دافعاً قوياً للتغلب على عادة ضارة بالصحة وهي تدخين الأرجيلة ، ولولا ذلك لكان اصابتهن بسرطان الثدي أمراً محتملا.
وتؤكد دراسات لمنظمة الصحة العالمية، أجريت على التبغ المستخدم في الشيشة أو الأرجيلة عام 2017، بأنه يحتوي على كميات كبيرة من المواد السامة التي تسبب السرطان ومنها : سرطان الثدي والفم والمريء والرئة والمعدة والمثانة، وأن بعض هذه المواد السامة تدخل جسم المدخن ويمتصها بفعالية ، وتظهر عندهم في النفس والدم والبول.
كما بينت تلك الدراسات، أن هناك أيضاً أدلة على إرتباط تدخين تبغ الأرجيلة بأمراض القلب واللثة، والتهاب الأنف المزمن، والعقم عند الذكور، ومرض الجزر الارتجاعي المعدي المريئي .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات