سلسلة في أخر الأسبوع خاطرة
(متعدد الاستعمالات)
انتشرت في الأسواق المنتجات المتعددة الاستعمالات .. (اثنين في واحد .. ثلاثة في واحد ..) من غسول للشعر .. إلى مساحيق التنظيف .. وغيرها .. ثم كثرت في الآونة الأخيرة عروض الماكينات الكهربائية متعددة الاستعمالات (ثلاثة في واحد .. أربعة في واحد .. ربما سبعة في واحد .. الخ) والمقصود منها أن لديك جهاز واحد إلا أنه يقوم بوظائف متعددة .. وهذا يوفر عليك بالسعر .. وفي طريقة التخزين .. وعملية التنظيف .. ويضيف لمسة جمالية للمنتج .. ومن أهم المميزات لهذه المنتجات والتي يهتم بها الزبون: الجهد والقدرة الكهربائية للمنتج والتي ربما تكون هذه أفضل ميزاته بالنسبة للمستهلك ..
فكلما ارتفع الجهد والطاقة دل على أن نوع المنتج أفضل .. بالإضافة لأهمية أن له سند ضمان (كفالة)، وكلما زادت مدة هذا الضمان زادت جودة المنتج، ناهيك عن بلد المنشأ واسم (الماركة) التي يحملها هذا المنتج .. فكلها خصائص تجعله أكثر غلاء وتزيد من ثمنه .. ولكن .. وبالرغم من تعدد ميزات هذا المنتج إلا أن الشركة الصانعة تحذر من سوء استخدامه .. والذي قد يؤدي إلى تلفه! ..
يُخيل إليّ أحيانًا أن بعض البشر منا تشبه إلى حد ما ذلك الجهاز المتعدد الاستعمالات .. فهو شخص واحد ولكنه يقوم بوظائف ومهام متعددة .. وقد يكون أوضح مثال لهؤلاء الأشخاص .. الأم .. نعم، إنها امرأة واحدة ولكنها تقوم بأعمال متعددة فهي: تربي .. تعلم .. تطبب .. تطبخ .. تغسل .. تكوي .. ترتب .. تنظف .. تسهر الليالي على راحتك .. تنفق من مالها على احتياجاتك .. ترعى شؤونك .. تضحي من أجلك .. تبذل فوق طاقتها، وأكثر من قدرتها لتزرع لك السعادة .. وغيرها .. وغيرها ..
عدا عما تحمله لك في نفسها من أحاسيس ومشاعر: محبة ومودة لك .. شفقة وعطف عليك .. رفق ورحمة تجاهك .. فخر واعتزاز بك .. وغيرها .. وغيرها ..
بالإضافة لأن كل ما تمتلكه مستباح لك: ملابسها .. أغراضها .. مالها .. وقتها .. وغيرها .. وغيرها ..
كل هذا وأكثر بضمان لمدى الحياة .. هذا الضمان جعل من البعض يسيء استخدامه .. -مع الأسف- فبدل أن يتم تبادل الحب والمودة بالحمد .. والشفقة والعطف بالعرفان والرفق والرحمة بالثناء .. والفخر والاعتزاز بالشكر .. ظهرت ظاهرة استغلال الأم .. فعلى سبيل المثال: تلك فتاة لا تساعد ولو بالقليل القليل من أعمال المنزل متحججة بدراستها أو وظيفتها، أو أوجاع مفتعلة .. وهذا فتى لا يتحمل مسؤولية شراء أغراض للدار، أو الوقوف مع عامل صيانة، حيث تمنحه حقوقه الإنسانية أن يخصص وقتًا لراحته وآخر للتواصل مع أصدقائه، عدا عن حقه الفطري بالاسترخاء والنوم .. وفتاة بعد أن تزوجت وفتحت بيتًا لا تزال تنتظر من أمها أن تحضر لها طبخة، أو تعتني بابنها، إذ أن هموم الحياة ومسؤولياتها متعددة .. وذلك شاب تقوقع على نفسه، وانحصر تفكيره بذاته، فكل هدفه أن يؤمن مستقبله ويرتبط بفتاة ويكون أسرة، متغافلًا حق البيت عليه، وواجبه تجاه أمه، فكل همه نفسه وقادم أيامه، وما سوى ذلك فهو وراء ظهره .. ولأن هذا الضمان كفل للأبناء أن تحكم الأم عاطفتها، وتغيب عقلها ..
فهي لن تشتكي ولن تتذمر .. وستواصل ايثار راحتهم على نفسها .. مقنعة نفسها أن الوضع سيتغير والحال سيتبدل .. وسيعرف الجميع يومًا فضلها، ويشعر بخيرها .. وعندما
تدرك ما أوهمت به نفسها ويتملكها الخذلان، وتسيطر عليها الخيبة .. عندها تتلاشى فائدة ذلك الضمان ..
لذا: لا تراهن على ضمان من أحبك .. إن لم تكن قادرًا على صون المحبة .. وإلا تركك .. وإن لم يستطع تركك .. تكون أنت من ترك في نفسه أثر جرح لا دواء له ..
يقول الله تبارك وتعالى: "وَبَرًّا بوالدتي ولم يجْعلْني جبَّارًا شَقِيَّا .." ..
(متعدد الاستعمالات)
انتشرت في الأسواق المنتجات المتعددة الاستعمالات .. (اثنين في واحد .. ثلاثة في واحد ..) من غسول للشعر .. إلى مساحيق التنظيف .. وغيرها .. ثم كثرت في الآونة الأخيرة عروض الماكينات الكهربائية متعددة الاستعمالات (ثلاثة في واحد .. أربعة في واحد .. ربما سبعة في واحد .. الخ) والمقصود منها أن لديك جهاز واحد إلا أنه يقوم بوظائف متعددة .. وهذا يوفر عليك بالسعر .. وفي طريقة التخزين .. وعملية التنظيف .. ويضيف لمسة جمالية للمنتج .. ومن أهم المميزات لهذه المنتجات والتي يهتم بها الزبون: الجهد والقدرة الكهربائية للمنتج والتي ربما تكون هذه أفضل ميزاته بالنسبة للمستهلك ..
فكلما ارتفع الجهد والطاقة دل على أن نوع المنتج أفضل .. بالإضافة لأهمية أن له سند ضمان (كفالة)، وكلما زادت مدة هذا الضمان زادت جودة المنتج، ناهيك عن بلد المنشأ واسم (الماركة) التي يحملها هذا المنتج .. فكلها خصائص تجعله أكثر غلاء وتزيد من ثمنه .. ولكن .. وبالرغم من تعدد ميزات هذا المنتج إلا أن الشركة الصانعة تحذر من سوء استخدامه .. والذي قد يؤدي إلى تلفه! ..
يُخيل إليّ أحيانًا أن بعض البشر منا تشبه إلى حد ما ذلك الجهاز المتعدد الاستعمالات .. فهو شخص واحد ولكنه يقوم بوظائف ومهام متعددة .. وقد يكون أوضح مثال لهؤلاء الأشخاص .. الأم .. نعم، إنها امرأة واحدة ولكنها تقوم بأعمال متعددة فهي: تربي .. تعلم .. تطبب .. تطبخ .. تغسل .. تكوي .. ترتب .. تنظف .. تسهر الليالي على راحتك .. تنفق من مالها على احتياجاتك .. ترعى شؤونك .. تضحي من أجلك .. تبذل فوق طاقتها، وأكثر من قدرتها لتزرع لك السعادة .. وغيرها .. وغيرها ..
عدا عما تحمله لك في نفسها من أحاسيس ومشاعر: محبة ومودة لك .. شفقة وعطف عليك .. رفق ورحمة تجاهك .. فخر واعتزاز بك .. وغيرها .. وغيرها ..
بالإضافة لأن كل ما تمتلكه مستباح لك: ملابسها .. أغراضها .. مالها .. وقتها .. وغيرها .. وغيرها ..
كل هذا وأكثر بضمان لمدى الحياة .. هذا الضمان جعل من البعض يسيء استخدامه .. -مع الأسف- فبدل أن يتم تبادل الحب والمودة بالحمد .. والشفقة والعطف بالعرفان والرفق والرحمة بالثناء .. والفخر والاعتزاز بالشكر .. ظهرت ظاهرة استغلال الأم .. فعلى سبيل المثال: تلك فتاة لا تساعد ولو بالقليل القليل من أعمال المنزل متحججة بدراستها أو وظيفتها، أو أوجاع مفتعلة .. وهذا فتى لا يتحمل مسؤولية شراء أغراض للدار، أو الوقوف مع عامل صيانة، حيث تمنحه حقوقه الإنسانية أن يخصص وقتًا لراحته وآخر للتواصل مع أصدقائه، عدا عن حقه الفطري بالاسترخاء والنوم .. وفتاة بعد أن تزوجت وفتحت بيتًا لا تزال تنتظر من أمها أن تحضر لها طبخة، أو تعتني بابنها، إذ أن هموم الحياة ومسؤولياتها متعددة .. وذلك شاب تقوقع على نفسه، وانحصر تفكيره بذاته، فكل هدفه أن يؤمن مستقبله ويرتبط بفتاة ويكون أسرة، متغافلًا حق البيت عليه، وواجبه تجاه أمه، فكل همه نفسه وقادم أيامه، وما سوى ذلك فهو وراء ظهره .. ولأن هذا الضمان كفل للأبناء أن تحكم الأم عاطفتها، وتغيب عقلها ..
فهي لن تشتكي ولن تتذمر .. وستواصل ايثار راحتهم على نفسها .. مقنعة نفسها أن الوضع سيتغير والحال سيتبدل .. وسيعرف الجميع يومًا فضلها، ويشعر بخيرها .. وعندما
تدرك ما أوهمت به نفسها ويتملكها الخذلان، وتسيطر عليها الخيبة .. عندها تتلاشى فائدة ذلك الضمان ..
لذا: لا تراهن على ضمان من أحبك .. إن لم تكن قادرًا على صون المحبة .. وإلا تركك .. وإن لم يستطع تركك .. تكون أنت من ترك في نفسه أثر جرح لا دواء له ..
يقول الله تبارك وتعالى: "وَبَرًّا بوالدتي ولم يجْعلْني جبَّارًا شَقِيَّا .." ..
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات