حكومات "كوبي بيست" مصطفى خريسات




المتتبع لبرنامج او خطط الحكومات الاردنية المتعاقبة و منذ فترة ليست بطويلة، يلاحظ ان هذه الخطط او الكتب هي عبارة عن "كوبي بيست" عن بعضها البعض، و إذا حاولنا ان نحددها أكثر فاننا نقول بانها عناوين كبيرة بلا مضامين .

كل الحكومات تحدثت عن مكافحة و محاربة الفساد لكن أي منها لم تحاكم فاسد أو توقف طوفان الفساد.

كل الحكومات تحدثت عن الترهل الاداري، وتطالب بقطاع عام (رشيق) لكنها في واقعها تغذي البطالة المقنعة من خلال محسوبياتها و واسطاتها حتى اصبح من الاعتيادي ان ترى الاف الموظفين ياخذون رواتب بلا عمل ، و احياناً بدون ذهاب الى مكان العمل.

كل الحكومات تحدثت عن القضاء على الفقر و تقليصه و خفض نسبته، لكن في نفس اليوم أو اليوم الذي يليه ترى تصريحات المسؤولين تتصدر بتوسيع شبكة الامان الاجتماعي وتوسيع الشرائح تحت مظلة صندوق التنمية الاجتماعية.

كل الحكومات و مسؤوليها يتحدثون عن البطالة وأنها مصدر ارق و ازعاج لكنهم في المقابل يصرون على التلاعب بالارقام والنسب لغايات تخفيض حجم المشكلة مثل الذي يضحك على حاله.

و اصبحت عادة و موضة لدى تلك الحكومات الاعلان عن توفير ثلاثين الف او خمسين الف او خمسة الاف فرصة عمل لدى القطاع الخاص بدون واقع ملموس لهؤلاء المسؤولين ،و في المقابل يتم تعيين ابن رئيس وزراء براتب عشرة الاف دينار، ولا نقول دولار انطلاقاً من المبررات غير المقنعة و غير المنطقية لتلك الحكومات.

إذا اخذنا التصريحات التي تصدر عن تلك الحكومات واسقطناها على ما انجز منها، سنقف امام مشهد مخزي و مؤلم و هستيري على ما نحن به من مرارة.

هذا على الصعيد الاقتصادي الاجتماعي أما على الصعيد السياسي حدث ولا حرج ،والمواطن اصبح يدرك تماماً ان كل تصريح يصدر عن مسؤول يذهب فورا الى عكسه ،لعله يصل الى الحقيقة .

للأسف هكذا أصبحنا ندرك ان تشكيل الحكومات يعرفها القاسي و الداني من ابناء الشعب و على طريق بيانات حسني برزان (نهاد قلعي) مختارنا الجديد جداً جداً يتحدث إليكم، في ضيعة تشرين.

للأسف مرة أخرى ما يتحقق من الانجازات لا يكاد يرى بالعين المجردة وما نراه من عمل لتلك الخطط هو في واد وما نلمسه في واد اخر.

اليوم نعيش بمرحلة اختفاء الانجازات ، واختفاء عناصر المفاجأة الايجابية في تحقيق مصداقية الحكومات ،والتي تنعكس على تحقيق الامال و تقليصها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :