. مع تزايد عمليات القتل التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية العام الجاري، عادت حكومة الاحتلال إلى الاعتماد في عمليات الاغتيال التي ينفذها في الضفة الغربية المحتلة بشكل كامل على الوحدات الإسرائيلية الخاصة والتي يطلق عليها اسم 'وحدات المستعربين'، وهي كنية أعطيت إلى رجال ووحدات من العصابات الاجرامية الصهيونية، ويخفون أنفسهم باللباس العربي، أو يتخذوا أشكالًا شبيهة بالعرب، وينفلتون كالذئاب لترسيخ وجودهم على الأرض. وقد بدأت منذ الثلاثينيات من القرن الماضي من خلال عصابات الهاجانا وغيرها من العصابات الصهيونبة. عادت هذه الوحدات الخاصة إلى الواجهة مجددا مع تنفيذها العديد من عمليات القتل والإعدام والاعتقال التي حدثت أخيرا حيث تزايدت عمليات القتل في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ردا تصاعد المقاومة الفلسطينية التي نشطت مؤخرا وتشكيل مجموعات من المقاومين في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، كما حصل مع 'عرين الأسود' التي تشكلت في نابلس. يوم أمس استشهد 4 مقاومين فلسطينيين في جنين بعملية نفذتها الوحدات الخاصة بحق الشهيد يوسف شريم ٢٩ عاماً (القيادي في كتائب القسام)، والشهيد نضال أمين زيدان خازم ٢٨ عاماً (القيادي في سرايا القدس)، والشهيد عمر محمد عوادين، والشهيد لؤي خليل الزغير، وقد دخلت هذه الوحدات بلباس مدني لتعيد المستعربين الى الواجهة من جديد. وحدات المستعربين كانت قد نشطت خلال الانتفاضة الأولى لاستهداف ملقي الحجارة أولا، وبعدها لاستهداف نشطاء العمل المسلح، حيث عرف عنها تأقلمها مع المحيط المزروعة فيه، وإتقانها عادات وتقاليد المكان بالإضافة لإتقانها للكنات المحلية والانخراط السريع في البيئة المحلية. وتمارس عصابات المستعربين الاعتقال والخطف والإعدام والقتل؛ والاقتحامات والمداهمات، أحيانا تقوم بهذه المهمات وحدها وأحيانا ترافق قوات الشرطة، ولكنها تبقى متخفية،كما تستخدم في مظاهرات العرب كي يتم التخريب واعتقال متظاهرين ، وكذلك مهمات التجسس بالاراضي الفلسطينية، وهي ترتدي اللباس العربي الفلسطيني للتمويه والتخفي، ولها مهام أيضا في الحصول على معلومات استخباراتية وتصفيات دموية ضد الفلسطينيين، وتشويه صورة المناضلين العرب. وتوصف هذه العصابات المستعربة بأنها أكثر خسة وأشد بأسا وحقدا من الشرطة. يعود أصل تسمية 'المستعربين' إلى يهود الدول العربية الذين أخفى بعضهم يهوديتهم، وتمت تسميتهم بالمستعربين إلى أن تم تشكيل وحدات خاصة بهذا الاسم والتي تحافظ على سرية عمل كبيرة جدًا ومستوى عال من التخفي وابتكار الأساليب الجديدة مع مرور الوقت سعياً للوصول إلى أهدافها، وفي كثير من العمليات يلجأ الاحتلال الصهيوني إلى وحدات المستعربين عندما يعجز عن اعتقال أو اغتيال أحد الناشطين الفلسطينيين. كان المستعربون ينشطون في مراحل مبكرة خلال الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وتشكيل عصابات القتل الصهيونى وزاد نشاطها قبيل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بين عامي ، لتحقيق سياسات الحركة الصهيونبة ، فكانت منظمة 'البالماخ' التي تخفى أعضاؤها على هيئة فلسطينيين، ونفذوا عملياتهم الإجرامية داخل فلسطين، وفي سبعينيات القرن الماضي نشطت وحدة المستعربين 'شكيد' وهي وحدة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي ونفذت عمليات خاصة كثيرة وبخاصة في قطاع غزة خلال سبعينيات القرن الماضي. فيما بعد تم تشكيل وحدة المستعربين 'حرميش' والتي عملت حتى عام 1994 ونفذت العديد من العمليات الخاصة في الضفة والقطاع. ظلت الوحدات المستعربة تعمل وتمارس مهماتها وبمختلف الأشكال، إذ جرى تشكيل وحدة مستعربين جديدة إبان انتفاضة الحجارة عام 1987 واستمرت في عملها حتى عام 1996. في حين، عملت بالتوازي معها وحدة 'ريمون' منذ عام 1970 وحتى عام 2005 وكان تركيزها على العمليات الخاصة في قطاع غزة. أما في الوقت الحاضر فتنشط 7 وحدات خاصة وهي: وحدة هيئة الأركان 'سييرت متكال' التابعة لشعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال، وتضم أيضا فرقاً من المستعربين. ونفذت هذه الوحدة عمليات كثيرة منها عملية خانيونس في نوفمبر عام 2018 والتي اكتشف أمرها فقتل قائدها وأصيب آخر من أعضائها برصاص مقاومين من كتائب القسام، فيما استشهد عدد من المقاومين بينهم القائد بالقسام نور بركة. أما وحدة المستعربين الثانية والتي لا زالت تنشط في الأراضي الفلسطيني فهي وحدة 'دوفدفان' التي انخرطت في إطار لواء الكوماندو منذ عام 2015. ونفذت الوحدة الكثير من العمليات مؤخراً وعلى رأسها الحملة العسكرية على خلايا حماس العسكرية في الضفة خلال أيلول/سبتمبر 2021. بينما منيت الوحدة بضربة قاتلة عام 2000 عندما حاولت اعتقال القائد العام لكتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة آنذاك محمود أبو هنود في بلدة عصيرة الشمالية شمالي مدينة نابلس، حيث اشتبكت الوحدة مع بعضها عن طريق الخطأ فقتل ثلاثة من أفرادها وأصيب 9 آخرون ووصف الحادث بالكارثة ونجا الشهيد أبو هنود من الكمين بإصابات متوسطة. كما تنشط أيضًا في الضفة الغربية والداخل والقدس وحدة المستعربين التابعة لقوات ما تسمى بـ'حرس الحدود' المنبثق عن الشرطة الإسرائيلية 'يماس' وهي ذات الوحدة التي قتلت قبل أيام ثلاثة فلسطينيين في مخيم بلاطة بنابلس ومخيم قلنديا ومدينة راهط. كما شارك عناصرها في عملية خاصة وسط جنين شمال الضفة الغربية المحتلة واعتقلوا مطلوباً بعد تخفيهم بمركبات مدنية. وبرزت خلال السنوات الأخيرة الوحدة الخاصة رقم (1) في الأراضي المحتلة والتي أنيطت بها أعقد العمليات الخاصة وسميت وحدة مكافحة الإرهاب 'يمام' التابعة لحرس الحدود المنبثق عن شرطة الاحتلال ونفذت عشرات العمليات الخاصة خلال الأشهر الأخيرة. ولعل أبرزها استهداف ثلاثة من نشطاء كتائب الأقصى في نابلس الشهر الماضي بعد دخولهم المدينة بمركبة عمومية وأخرى خاصة واعتراضهم طريق مركبة المطلوبين وإمطارها بوابل من الرصاص. كما تم تكليف الوحدة بمهمة اعتقال الأسرى الفارين من النفق في سجن 'جلبوع' في أيلول/سبتمبر 2021. وما يزال جيش الاحتلال يحتفظ بوحدة تشغيل العملاء، وهي وحدة خاصة تضم فرقة مستعربين وتسمى الوحدة '504'. وهي وحدة لتشغيل العملاء خارج الحدود وتنشط في دول الطوق وكذلك بشكل محدود في الضفة الغربية وعلى الحدود مع قطاع غزة. وعلى صعيد جهاز الشاباك 'المخابرات الإسرائيلية' فيحتفظ الجهاز بوحدة عمليات خاصة تشترك في الكثير من العمليات برفقة جيش الاحتلال ومهمتها القيام بعمليات سرية خاصة في عمق الأراضي الفلسطينية. وتعرف عن وحدات المستعربين أنها سريعة التكيف على بيئة الهدف والتطور السريع، في ظل التقدم التكنولوجي العالمي حيث تنتهج وحدات المستعربين أساليب عمل متجددة وغير كلاسيكية. كما لا تعتمد على وحدة عملياتية واحدة في الميدان، بل تتعمد تلك الوحدات العمل بعدة خلايا حول الهدف بحيث تشترك جميعًا في الوصول إلى الهدف، وفي حال فشل إحداها تكمل الأخرى
. مع تزايد عمليات القتل التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية العام الجاري، عادت حكومة الاحتلال إلى الاعتماد في عمليات الاغتيال التي ينفذها في الضفة الغربية المحتلة بشكل كامل على الوحدات الإسرائيلية الخاصة والتي يطلق عليها اسم 'وحدات المستعربين'، وهي كنية أعطيت إلى رجال ووحدات من العصابات الاجرامية الصهيونية، ويخفون أنفسهم باللباس العربي، أو يتخذوا أشكالًا شبيهة بالعرب، وينفلتون كالذئاب لترسيخ وجودهم على الأرض. وقد بدأت منذ الثلاثينيات من القرن الماضي من خلال عصابات الهاجانا وغيرها من العصابات الصهيونبة. عادت هذه الوحدات الخاصة إلى الواجهة مجددا مع تنفيذها العديد من عمليات القتل والإعدام والاعتقال التي حدثت أخيرا حيث تزايدت عمليات القتل في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ردا تصاعد المقاومة الفلسطينية التي نشطت مؤخرا وتشكيل مجموعات من المقاومين في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، كما حصل مع 'عرين الأسود' التي تشكلت في نابلس. يوم أمس استشهد 4 مقاومين فلسطينيين في جنين بعملية نفذتها الوحدات الخاصة بحق الشهيد يوسف شريم ٢٩ عاماً (القيادي في كتائب القسام)، والشهيد نضال أمين زيدان خازم ٢٨ عاماً (القيادي في سرايا القدس)، والشهيد عمر محمد عوادين، والشهيد لؤي خليل الزغير، وقد دخلت هذه الوحدات بلباس مدني لتعيد المستعربين الى الواجهة من جديد. وحدات المستعربين كانت قد نشطت خلال الانتفاضة الأولى لاستهداف ملقي الحجارة أولا، وبعدها لاستهداف نشطاء العمل المسلح، حيث عرف عنها تأقلمها مع المحيط المزروعة فيه، وإتقانها عادات وتقاليد المكان بالإضافة لإتقانها للكنات المحلية والانخراط السريع في البيئة المحلية. وتمارس عصابات المستعربين الاعتقال والخطف والإعدام والقتل؛ والاقتحامات والمداهمات، أحيانا تقوم بهذه المهمات وحدها وأحيانا ترافق قوات الشرطة، ولكنها تبقى متخفية،كما تستخدم في مظاهرات العرب كي يتم التخريب واعتقال متظاهرين ، وكذلك مهمات التجسس بالاراضي الفلسطينية، وهي ترتدي اللباس العربي الفلسطيني للتمويه والتخفي، ولها مهام أيضا في الحصول على معلومات استخباراتية وتصفيات دموية ضد الفلسطينيين، وتشويه صورة المناضلين العرب. وتوصف هذه العصابات المستعربة بأنها أكثر خسة وأشد بأسا وحقدا من الشرطة. يعود أصل تسمية 'المستعربين' إلى يهود الدول العربية الذين أخفى بعضهم يهوديتهم، وتمت تسميتهم بالمستعربين إلى أن تم تشكيل وحدات خاصة بهذا الاسم والتي تحافظ على سرية عمل كبيرة جدًا ومستوى عال من التخفي وابتكار الأساليب الجديدة مع مرور الوقت سعياً للوصول إلى أهدافها، وفي كثير من العمليات يلجأ الاحتلال الصهيوني إلى وحدات المستعربين عندما يعجز عن اعتقال أو اغتيال أحد الناشطين الفلسطينيين. كان المستعربون ينشطون في مراحل مبكرة خلال الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وتشكيل عصابات القتل الصهيونى وزاد نشاطها قبيل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بين عامي ، لتحقيق سياسات الحركة الصهيونبة ، فكانت منظمة 'البالماخ' التي تخفى أعضاؤها على هيئة فلسطينيين، ونفذوا عملياتهم الإجرامية داخل فلسطين، وفي سبعينيات القرن الماضي نشطت وحدة المستعربين 'شكيد' وهي وحدة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي ونفذت عمليات خاصة كثيرة وبخاصة في قطاع غزة خلال سبعينيات القرن الماضي. فيما بعد تم تشكيل وحدة المستعربين 'حرميش' والتي عملت حتى عام 1994 ونفذت العديد من العمليات الخاصة في الضفة والقطاع. ظلت الوحدات المستعربة تعمل وتمارس مهماتها وبمختلف الأشكال، إذ جرى تشكيل وحدة مستعربين جديدة إبان انتفاضة الحجارة عام 1987 واستمرت في عملها حتى عام 1996. في حين، عملت بالتوازي معها وحدة 'ريمون' منذ عام 1970 وحتى عام 2005 وكان تركيزها على العمليات الخاصة في قطاع غزة. أما في الوقت الحاضر فتنشط 7 وحدات خاصة وهي: وحدة هيئة الأركان 'سييرت متكال' التابعة لشعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال، وتضم أيضا فرقاً من المستعربين. ونفذت هذه الوحدة عمليات كثيرة منها عملية خانيونس في نوفمبر عام 2018 والتي اكتشف أمرها فقتل قائدها وأصيب آخر من أعضائها برصاص مقاومين من كتائب القسام، فيما استشهد عدد من المقاومين بينهم القائد بالقسام نور بركة. أما وحدة المستعربين الثانية والتي لا زالت تنشط في الأراضي الفلسطيني فهي وحدة 'دوفدفان' التي انخرطت في إطار لواء الكوماندو منذ عام 2015. ونفذت الوحدة الكثير من العمليات مؤخراً وعلى رأسها الحملة العسكرية على خلايا حماس العسكرية في الضفة خلال أيلول/سبتمبر 2021. بينما منيت الوحدة بضربة قاتلة عام 2000 عندما حاولت اعتقال القائد العام لكتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة آنذاك محمود أبو هنود في بلدة عصيرة الشمالية شمالي مدينة نابلس، حيث اشتبكت الوحدة مع بعضها عن طريق الخطأ فقتل ثلاثة من أفرادها وأصيب 9 آخرون ووصف الحادث بالكارثة ونجا الشهيد أبو هنود من الكمين بإصابات متوسطة. كما تنشط أيضًا في الضفة الغربية والداخل والقدس وحدة المستعربين التابعة لقوات ما تسمى بـ'حرس الحدود' المنبثق عن الشرطة الإسرائيلية 'يماس' وهي ذات الوحدة التي قتلت قبل أيام ثلاثة فلسطينيين في مخيم بلاطة بنابلس ومخيم قلنديا ومدينة راهط. كما شارك عناصرها في عملية خاصة وسط جنين شمال الضفة الغربية المحتلة واعتقلوا مطلوباً بعد تخفيهم بمركبات مدنية. وبرزت خلال السنوات الأخيرة الوحدة الخاصة رقم (1) في الأراضي المحتلة والتي أنيطت بها أعقد العمليات الخاصة وسميت وحدة مكافحة الإرهاب 'يمام' التابعة لحرس الحدود المنبثق عن شرطة الاحتلال ونفذت عشرات العمليات الخاصة خلال الأشهر الأخيرة. ولعل أبرزها استهداف ثلاثة من نشطاء كتائب الأقصى في نابلس الشهر الماضي بعد دخولهم المدينة بمركبة عمومية وأخرى خاصة واعتراضهم طريق مركبة المطلوبين وإمطارها بوابل من الرصاص. كما تم تكليف الوحدة بمهمة اعتقال الأسرى الفارين من النفق في سجن 'جلبوع' في أيلول/سبتمبر 2021. وما يزال جيش الاحتلال يحتفظ بوحدة تشغيل العملاء، وهي وحدة خاصة تضم فرقة مستعربين وتسمى الوحدة '504'. وهي وحدة لتشغيل العملاء خارج الحدود وتنشط في دول الطوق وكذلك بشكل محدود في الضفة الغربية وعلى الحدود مع قطاع غزة. وعلى صعيد جهاز الشاباك 'المخابرات الإسرائيلية' فيحتفظ الجهاز بوحدة عمليات خاصة تشترك في الكثير من العمليات برفقة جيش الاحتلال ومهمتها القيام بعمليات سرية خاصة في عمق الأراضي الفلسطينية. وتعرف عن وحدات المستعربين أنها سريعة التكيف على بيئة الهدف والتطور السريع، في ظل التقدم التكنولوجي العالمي حيث تنتهج وحدات المستعربين أساليب عمل متجددة وغير كلاسيكية. كما لا تعتمد على وحدة عملياتية واحدة في الميدان، بل تتعمد تلك الوحدات العمل بعدة خلايا حول الهدف بحيث تشترك جميعًا في الوصول إلى الهدف، وفي حال فشل إحداها تكمل الأخرى
. مع تزايد عمليات القتل التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية العام الجاري، عادت حكومة الاحتلال إلى الاعتماد في عمليات الاغتيال التي ينفذها في الضفة الغربية المحتلة بشكل كامل على الوحدات الإسرائيلية الخاصة والتي يطلق عليها اسم 'وحدات المستعربين'، وهي كنية أعطيت إلى رجال ووحدات من العصابات الاجرامية الصهيونية، ويخفون أنفسهم باللباس العربي، أو يتخذوا أشكالًا شبيهة بالعرب، وينفلتون كالذئاب لترسيخ وجودهم على الأرض. وقد بدأت منذ الثلاثينيات من القرن الماضي من خلال عصابات الهاجانا وغيرها من العصابات الصهيونبة. عادت هذه الوحدات الخاصة إلى الواجهة مجددا مع تنفيذها العديد من عمليات القتل والإعدام والاعتقال التي حدثت أخيرا حيث تزايدت عمليات القتل في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ردا تصاعد المقاومة الفلسطينية التي نشطت مؤخرا وتشكيل مجموعات من المقاومين في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، كما حصل مع 'عرين الأسود' التي تشكلت في نابلس. يوم أمس استشهد 4 مقاومين فلسطينيين في جنين بعملية نفذتها الوحدات الخاصة بحق الشهيد يوسف شريم ٢٩ عاماً (القيادي في كتائب القسام)، والشهيد نضال أمين زيدان خازم ٢٨ عاماً (القيادي في سرايا القدس)، والشهيد عمر محمد عوادين، والشهيد لؤي خليل الزغير، وقد دخلت هذه الوحدات بلباس مدني لتعيد المستعربين الى الواجهة من جديد. وحدات المستعربين كانت قد نشطت خلال الانتفاضة الأولى لاستهداف ملقي الحجارة أولا، وبعدها لاستهداف نشطاء العمل المسلح، حيث عرف عنها تأقلمها مع المحيط المزروعة فيه، وإتقانها عادات وتقاليد المكان بالإضافة لإتقانها للكنات المحلية والانخراط السريع في البيئة المحلية. وتمارس عصابات المستعربين الاعتقال والخطف والإعدام والقتل؛ والاقتحامات والمداهمات، أحيانا تقوم بهذه المهمات وحدها وأحيانا ترافق قوات الشرطة، ولكنها تبقى متخفية،كما تستخدم في مظاهرات العرب كي يتم التخريب واعتقال متظاهرين ، وكذلك مهمات التجسس بالاراضي الفلسطينية، وهي ترتدي اللباس العربي الفلسطيني للتمويه والتخفي، ولها مهام أيضا في الحصول على معلومات استخباراتية وتصفيات دموية ضد الفلسطينيين، وتشويه صورة المناضلين العرب. وتوصف هذه العصابات المستعربة بأنها أكثر خسة وأشد بأسا وحقدا من الشرطة. يعود أصل تسمية 'المستعربين' إلى يهود الدول العربية الذين أخفى بعضهم يهوديتهم، وتمت تسميتهم بالمستعربين إلى أن تم تشكيل وحدات خاصة بهذا الاسم والتي تحافظ على سرية عمل كبيرة جدًا ومستوى عال من التخفي وابتكار الأساليب الجديدة مع مرور الوقت سعياً للوصول إلى أهدافها، وفي كثير من العمليات يلجأ الاحتلال الصهيوني إلى وحدات المستعربين عندما يعجز عن اعتقال أو اغتيال أحد الناشطين الفلسطينيين. كان المستعربون ينشطون في مراحل مبكرة خلال الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وتشكيل عصابات القتل الصهيونى وزاد نشاطها قبيل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بين عامي ، لتحقيق سياسات الحركة الصهيونبة ، فكانت منظمة 'البالماخ' التي تخفى أعضاؤها على هيئة فلسطينيين، ونفذوا عملياتهم الإجرامية داخل فلسطين، وفي سبعينيات القرن الماضي نشطت وحدة المستعربين 'شكيد' وهي وحدة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي ونفذت عمليات خاصة كثيرة وبخاصة في قطاع غزة خلال سبعينيات القرن الماضي. فيما بعد تم تشكيل وحدة المستعربين 'حرميش' والتي عملت حتى عام 1994 ونفذت العديد من العمليات الخاصة في الضفة والقطاع. ظلت الوحدات المستعربة تعمل وتمارس مهماتها وبمختلف الأشكال، إذ جرى تشكيل وحدة مستعربين جديدة إبان انتفاضة الحجارة عام 1987 واستمرت في عملها حتى عام 1996. في حين، عملت بالتوازي معها وحدة 'ريمون' منذ عام 1970 وحتى عام 2005 وكان تركيزها على العمليات الخاصة في قطاع غزة. أما في الوقت الحاضر فتنشط 7 وحدات خاصة وهي: وحدة هيئة الأركان 'سييرت متكال' التابعة لشعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال، وتضم أيضا فرقاً من المستعربين. ونفذت هذه الوحدة عمليات كثيرة منها عملية خانيونس في نوفمبر عام 2018 والتي اكتشف أمرها فقتل قائدها وأصيب آخر من أعضائها برصاص مقاومين من كتائب القسام، فيما استشهد عدد من المقاومين بينهم القائد بالقسام نور بركة. أما وحدة المستعربين الثانية والتي لا زالت تنشط في الأراضي الفلسطيني فهي وحدة 'دوفدفان' التي انخرطت في إطار لواء الكوماندو منذ عام 2015. ونفذت الوحدة الكثير من العمليات مؤخراً وعلى رأسها الحملة العسكرية على خلايا حماس العسكرية في الضفة خلال أيلول/سبتمبر 2021. بينما منيت الوحدة بضربة قاتلة عام 2000 عندما حاولت اعتقال القائد العام لكتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة آنذاك محمود أبو هنود في بلدة عصيرة الشمالية شمالي مدينة نابلس، حيث اشتبكت الوحدة مع بعضها عن طريق الخطأ فقتل ثلاثة من أفرادها وأصيب 9 آخرون ووصف الحادث بالكارثة ونجا الشهيد أبو هنود من الكمين بإصابات متوسطة. كما تنشط أيضًا في الضفة الغربية والداخل والقدس وحدة المستعربين التابعة لقوات ما تسمى بـ'حرس الحدود' المنبثق عن الشرطة الإسرائيلية 'يماس' وهي ذات الوحدة التي قتلت قبل أيام ثلاثة فلسطينيين في مخيم بلاطة بنابلس ومخيم قلنديا ومدينة راهط. كما شارك عناصرها في عملية خاصة وسط جنين شمال الضفة الغربية المحتلة واعتقلوا مطلوباً بعد تخفيهم بمركبات مدنية. وبرزت خلال السنوات الأخيرة الوحدة الخاصة رقم (1) في الأراضي المحتلة والتي أنيطت بها أعقد العمليات الخاصة وسميت وحدة مكافحة الإرهاب 'يمام' التابعة لحرس الحدود المنبثق عن شرطة الاحتلال ونفذت عشرات العمليات الخاصة خلال الأشهر الأخيرة. ولعل أبرزها استهداف ثلاثة من نشطاء كتائب الأقصى في نابلس الشهر الماضي بعد دخولهم المدينة بمركبة عمومية وأخرى خاصة واعتراضهم طريق مركبة المطلوبين وإمطارها بوابل من الرصاص. كما تم تكليف الوحدة بمهمة اعتقال الأسرى الفارين من النفق في سجن 'جلبوع' في أيلول/سبتمبر 2021. وما يزال جيش الاحتلال يحتفظ بوحدة تشغيل العملاء، وهي وحدة خاصة تضم فرقة مستعربين وتسمى الوحدة '504'. وهي وحدة لتشغيل العملاء خارج الحدود وتنشط في دول الطوق وكذلك بشكل محدود في الضفة الغربية وعلى الحدود مع قطاع غزة. وعلى صعيد جهاز الشاباك 'المخابرات الإسرائيلية' فيحتفظ الجهاز بوحدة عمليات خاصة تشترك في الكثير من العمليات برفقة جيش الاحتلال ومهمتها القيام بعمليات سرية خاصة في عمق الأراضي الفلسطينية. وتعرف عن وحدات المستعربين أنها سريعة التكيف على بيئة الهدف والتطور السريع، في ظل التقدم التكنولوجي العالمي حيث تنتهج وحدات المستعربين أساليب عمل متجددة وغير كلاسيكية. كما لا تعتمد على وحدة عملياتية واحدة في الميدان، بل تتعمد تلك الوحدات العمل بعدة خلايا حول الهدف بحيث تشترك جميعًا في الوصول إلى الهدف، وفي حال فشل إحداها تكمل الأخرى
التعليقات
المستعربون ينشطون بأدوات الاحتلال الخفية لاعتقال وقتل الفلسطينيين
التعليقات