-اقام منتدى الرواد الكبار، اول من أمس محاضرة للمؤرخ والإعلامي الدكتور جورج طريف حول 'حضارة الانباط'، ادارتها المستشارة القاصة الثقافية للمنتدى. حضر المحاضرة عدد من المهتمين بالشأن الثقافي ومديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت نستضيف في هذه المحاضرة الباحث والمختص بتاريخ الاردن الدكتور جورج طريف؛ ليحدثنا عن حضارة تجذّرت في الأردن وتركت اثارها العظيمة في بلدنا، إنها حضارة الأنباط تلك المملكة التي تركت لنا مدينة البتراء الوردية شاهدة على عظمتها وعمق جذورها إذ تحمل مابين أركانها اسراراً لحضارة قوية.
قدم د. جورج طريف تعريف تاريخي بالأنباط قائلا 'قدم الانباط من شبه الجزيرة العربية في القرن الرابع قبل الميلاد بقصد التجارة وتمكنوا من الاستيلاء على المنطقة التي كان يقطنها الأدوميون (وهم من القبائل السامية التي هاجرت من اليمن وجنوب جزيرة العرب وسكنت أرض الأردن في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكانت عاصمتهم بصيرا – في منطقة الطفيلة)'. وتابع طريف حديثه 'وفي القرن الثاني قبل الميلاد اسس الأنباط مملكتهم العربية القديمة على تلك الأرض وبنوا عاصمتهم مدينة البتراء، وكانت محطة استراتيجية واقعة على طريق التجارة بين الشرق والغرب إذ إنها تقع على مفترق طرق القوافل القادمة من الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية الى بلاد الشام والعراق وأفريقيا وأوروبا'. وتحدث المحاضر عن البتراء عاصمة الأنباط، التي كانت تعد مدينة مهمة على مر العصور نظرا لأهمية موقعها الجغرافي كونها واقعة على الطريق التجاري الذي يصل الخليج العربي مع اليونان والرومان والشام ومصر وبلاد ما بين النهرين، ونظرا لسيطرتها على التجارة كتجارة البن والبخور والتوابل التي كانت تجلب من الشرق الأقصى وتصدر إلى أوروبا. وقال طريف إن البتراء كانت محصنة تحيط بها الجبال الشاهقة ما جعلها آمنة وبعيدة عن الغزوات في تلك المرحلة هذا من جهة، وجعلها آمنة للسكن والاستقرار من ناحية أخرى خصوصا مع توفر عيون الماء الأمر الذي ساعد على اتخاذها محطة للقوافل التجارية القادمة من الشرق والغرب، وقد أطلق عليها قديما اسم سلع أو الرقيم كما سميت المدينة الوردية نسبة إلى الوان صخورها. ورأى المحاضر أن موقع البتراء كانت غير مكتشف حتى اعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان بيركهارت في العام 1812م وقدمها للعالم، وقد استفاد من كتب المؤرخين والجغرافيين القدامى مثل جوزيف فلافيوس وسترابو ويوسيفوس الذي كتب عنها قبل نحو 2000عام، وأدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونيسكو عام 1985م، وأصبحت هذه المدينة الأثرية من عجائب الدنيا السبع الجديدة بتاريخ 7-7-2007وحصلت على المرتبة الثانية بين الدول المتسابقة.
واستعرض طريف ابرز الآثار والمعالم في البتراء؛ مثل السيق: وهو أول ما يواجه الزائر قبل دخوله المدينة 'السيق' وهو طريق منحوت في الصخر أرضيته مبلطة بالحجارة يؤدي إلى مركز المدينة، يبلغ طوله كيلومتر ونصف وعرضه يتراوح ما بين 3-12م مترا وعلى يساره ويمينه توجد قنوات ماء تحمل مياه عين موسى الى وسط المدينة وعلى جانبيه توجد كوات تضم تماثيل وآلهة المدينة وأنصاب ذو الشرى إضافة إلى كتابات نقشت بالخط النبطي والروماني. اما المعلم الثاني فهو الخزنة: التي يلاحظها الزائر بعد خروجه من 'السيق'، وتعد 'الخزنة'، المنحوتة في واجهة الجبل أعظم المشاهد روعة في البتراء، ويبلغ ارتفاعها نحو40 مترا وعرضها 25 مترا ويصل طول الأعمدة في الطابق الأول نحو 13 مترا وفي الثاني تسعة أمتار، أما الجرة التي تظهر في الأعلى فيبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار ونصف. اما المعلم الثالث فهو المسرح الكبير المنحوت بالصخر ويتسع لـ نحو700 شخص، والدير المحفور بالصخر أيضا ويتكون من طابقين، والمذبح الموجود على قمة جبل محاذي لوادي فرسة ومطل على السيق اقيم في الهواء الطلق، ومعبد قصر البنت (بنت فرعون) في قلب مدينة البتراء على الضفة اليسرى لوادي موسى، وقد أشاد الرومان معبد قصر البنت، وما زال قائماً في قلب المدينة حيث كان يقع السوق الكبير. كما أشار طريف إلى وجود الأضرحة الملكية (ملوك الانباط) مثل: ضريح الحرير والجرة وضريح النهضة وضريح الأسد وضريح البستان وضريح الجندي الروماني وضريح المسلات والضريح الكورنثي وضريح النصارى نسبة إلى الصلبان المحفورة على جدران المقابر بالقرب من المدرج، وهناك شارع الأعمدة والكنيسة البيزنطية ومقام النبي هارون وهو أخو سيدنا موسى في أعلى قمم الجبال التي تضم البتراء ويبعد عن البتراء 26 كيلومترا. ثم تحدث المحاضر عن الكتابة لدى الأنباط قائلا 'كان للأنباط لغتهم وحروفهم وهي تشبه الحروف العبرية، ولم يكتشف للأسف نماذج كثيرة من كتابات الأنباط ...وأطول كتاباتهم المعروفة وجدت على أوراق البردي النبطية في مغارة على شاطئ البحر الميت الغربي، ويذكر العلماء ان الكتابة العربية والكوفية ونحو خمسة عشر لغة لبلاد أخرى تعود في أصولها الى النبطية، أما لغتهم فكانت احدى اللهجات الآرامية التي تأثرت قويا باللغة العربية. ثم تحدث طريف عن أهم انجازات الأنباط في مجالات عديده منها 'تجارة البخور والعطور مما أدى إلى زيادة ثرائهم، وزراعة القطن والنخيل والزيتون والكرمة والحبوب والبقوليات، وصناعة الفخار والأعمال المعدنية بالإضافة إلى معرفتهم وعلمهم في صناعة النسيج؛ ويُعد النبطيون المهندسون مُهرة بسبب بنائهم مُدنًا جميلةً، مثل عاصمتهم البتراء ومدائن صالح التي كانت تحتوي على مقابر ضخمة صخرية، بالإضافة إلى عمل طرق واسعة، ومسارح رائعة، وأتقنوا زخرفة الواجهات الجميلة؛ وتطوير نظام معقد لجمع المياه، لكي تزّودهم بالمياه في جميع أوقات السنة. كانوا يمتلكون الخبرة في السفر عبر الأماكن القاحلة، لأنهم يعرفون مناطق الري. وفي مجال الثقافة والحضارة النبطية فالثقافة تعد من أهم المظاهر والمزايا الحضارية للأنباط، حيث استفادوا من حضارات بلاد ما بين النهرين والشام، كما قاموا بتصدير حضارتهم، مما أدى إلى انتشار وتوسع الحضارة النبطية بشكل كبير.
-اقام منتدى الرواد الكبار، اول من أمس محاضرة للمؤرخ والإعلامي الدكتور جورج طريف حول 'حضارة الانباط'، ادارتها المستشارة القاصة الثقافية للمنتدى. حضر المحاضرة عدد من المهتمين بالشأن الثقافي ومديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت نستضيف في هذه المحاضرة الباحث والمختص بتاريخ الاردن الدكتور جورج طريف؛ ليحدثنا عن حضارة تجذّرت في الأردن وتركت اثارها العظيمة في بلدنا، إنها حضارة الأنباط تلك المملكة التي تركت لنا مدينة البتراء الوردية شاهدة على عظمتها وعمق جذورها إذ تحمل مابين أركانها اسراراً لحضارة قوية.
قدم د. جورج طريف تعريف تاريخي بالأنباط قائلا 'قدم الانباط من شبه الجزيرة العربية في القرن الرابع قبل الميلاد بقصد التجارة وتمكنوا من الاستيلاء على المنطقة التي كان يقطنها الأدوميون (وهم من القبائل السامية التي هاجرت من اليمن وجنوب جزيرة العرب وسكنت أرض الأردن في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكانت عاصمتهم بصيرا – في منطقة الطفيلة)'. وتابع طريف حديثه 'وفي القرن الثاني قبل الميلاد اسس الأنباط مملكتهم العربية القديمة على تلك الأرض وبنوا عاصمتهم مدينة البتراء، وكانت محطة استراتيجية واقعة على طريق التجارة بين الشرق والغرب إذ إنها تقع على مفترق طرق القوافل القادمة من الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية الى بلاد الشام والعراق وأفريقيا وأوروبا'. وتحدث المحاضر عن البتراء عاصمة الأنباط، التي كانت تعد مدينة مهمة على مر العصور نظرا لأهمية موقعها الجغرافي كونها واقعة على الطريق التجاري الذي يصل الخليج العربي مع اليونان والرومان والشام ومصر وبلاد ما بين النهرين، ونظرا لسيطرتها على التجارة كتجارة البن والبخور والتوابل التي كانت تجلب من الشرق الأقصى وتصدر إلى أوروبا. وقال طريف إن البتراء كانت محصنة تحيط بها الجبال الشاهقة ما جعلها آمنة وبعيدة عن الغزوات في تلك المرحلة هذا من جهة، وجعلها آمنة للسكن والاستقرار من ناحية أخرى خصوصا مع توفر عيون الماء الأمر الذي ساعد على اتخاذها محطة للقوافل التجارية القادمة من الشرق والغرب، وقد أطلق عليها قديما اسم سلع أو الرقيم كما سميت المدينة الوردية نسبة إلى الوان صخورها. ورأى المحاضر أن موقع البتراء كانت غير مكتشف حتى اعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان بيركهارت في العام 1812م وقدمها للعالم، وقد استفاد من كتب المؤرخين والجغرافيين القدامى مثل جوزيف فلافيوس وسترابو ويوسيفوس الذي كتب عنها قبل نحو 2000عام، وأدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونيسكو عام 1985م، وأصبحت هذه المدينة الأثرية من عجائب الدنيا السبع الجديدة بتاريخ 7-7-2007وحصلت على المرتبة الثانية بين الدول المتسابقة.
واستعرض طريف ابرز الآثار والمعالم في البتراء؛ مثل السيق: وهو أول ما يواجه الزائر قبل دخوله المدينة 'السيق' وهو طريق منحوت في الصخر أرضيته مبلطة بالحجارة يؤدي إلى مركز المدينة، يبلغ طوله كيلومتر ونصف وعرضه يتراوح ما بين 3-12م مترا وعلى يساره ويمينه توجد قنوات ماء تحمل مياه عين موسى الى وسط المدينة وعلى جانبيه توجد كوات تضم تماثيل وآلهة المدينة وأنصاب ذو الشرى إضافة إلى كتابات نقشت بالخط النبطي والروماني. اما المعلم الثاني فهو الخزنة: التي يلاحظها الزائر بعد خروجه من 'السيق'، وتعد 'الخزنة'، المنحوتة في واجهة الجبل أعظم المشاهد روعة في البتراء، ويبلغ ارتفاعها نحو40 مترا وعرضها 25 مترا ويصل طول الأعمدة في الطابق الأول نحو 13 مترا وفي الثاني تسعة أمتار، أما الجرة التي تظهر في الأعلى فيبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار ونصف. اما المعلم الثالث فهو المسرح الكبير المنحوت بالصخر ويتسع لـ نحو700 شخص، والدير المحفور بالصخر أيضا ويتكون من طابقين، والمذبح الموجود على قمة جبل محاذي لوادي فرسة ومطل على السيق اقيم في الهواء الطلق، ومعبد قصر البنت (بنت فرعون) في قلب مدينة البتراء على الضفة اليسرى لوادي موسى، وقد أشاد الرومان معبد قصر البنت، وما زال قائماً في قلب المدينة حيث كان يقع السوق الكبير. كما أشار طريف إلى وجود الأضرحة الملكية (ملوك الانباط) مثل: ضريح الحرير والجرة وضريح النهضة وضريح الأسد وضريح البستان وضريح الجندي الروماني وضريح المسلات والضريح الكورنثي وضريح النصارى نسبة إلى الصلبان المحفورة على جدران المقابر بالقرب من المدرج، وهناك شارع الأعمدة والكنيسة البيزنطية ومقام النبي هارون وهو أخو سيدنا موسى في أعلى قمم الجبال التي تضم البتراء ويبعد عن البتراء 26 كيلومترا. ثم تحدث المحاضر عن الكتابة لدى الأنباط قائلا 'كان للأنباط لغتهم وحروفهم وهي تشبه الحروف العبرية، ولم يكتشف للأسف نماذج كثيرة من كتابات الأنباط ...وأطول كتاباتهم المعروفة وجدت على أوراق البردي النبطية في مغارة على شاطئ البحر الميت الغربي، ويذكر العلماء ان الكتابة العربية والكوفية ونحو خمسة عشر لغة لبلاد أخرى تعود في أصولها الى النبطية، أما لغتهم فكانت احدى اللهجات الآرامية التي تأثرت قويا باللغة العربية. ثم تحدث طريف عن أهم انجازات الأنباط في مجالات عديده منها 'تجارة البخور والعطور مما أدى إلى زيادة ثرائهم، وزراعة القطن والنخيل والزيتون والكرمة والحبوب والبقوليات، وصناعة الفخار والأعمال المعدنية بالإضافة إلى معرفتهم وعلمهم في صناعة النسيج؛ ويُعد النبطيون المهندسون مُهرة بسبب بنائهم مُدنًا جميلةً، مثل عاصمتهم البتراء ومدائن صالح التي كانت تحتوي على مقابر ضخمة صخرية، بالإضافة إلى عمل طرق واسعة، ومسارح رائعة، وأتقنوا زخرفة الواجهات الجميلة؛ وتطوير نظام معقد لجمع المياه، لكي تزّودهم بالمياه في جميع أوقات السنة. كانوا يمتلكون الخبرة في السفر عبر الأماكن القاحلة، لأنهم يعرفون مناطق الري. وفي مجال الثقافة والحضارة النبطية فالثقافة تعد من أهم المظاهر والمزايا الحضارية للأنباط، حيث استفادوا من حضارات بلاد ما بين النهرين والشام، كما قاموا بتصدير حضارتهم، مما أدى إلى انتشار وتوسع الحضارة النبطية بشكل كبير.
-اقام منتدى الرواد الكبار، اول من أمس محاضرة للمؤرخ والإعلامي الدكتور جورج طريف حول 'حضارة الانباط'، ادارتها المستشارة القاصة الثقافية للمنتدى. حضر المحاضرة عدد من المهتمين بالشأن الثقافي ومديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت نستضيف في هذه المحاضرة الباحث والمختص بتاريخ الاردن الدكتور جورج طريف؛ ليحدثنا عن حضارة تجذّرت في الأردن وتركت اثارها العظيمة في بلدنا، إنها حضارة الأنباط تلك المملكة التي تركت لنا مدينة البتراء الوردية شاهدة على عظمتها وعمق جذورها إذ تحمل مابين أركانها اسراراً لحضارة قوية.
قدم د. جورج طريف تعريف تاريخي بالأنباط قائلا 'قدم الانباط من شبه الجزيرة العربية في القرن الرابع قبل الميلاد بقصد التجارة وتمكنوا من الاستيلاء على المنطقة التي كان يقطنها الأدوميون (وهم من القبائل السامية التي هاجرت من اليمن وجنوب جزيرة العرب وسكنت أرض الأردن في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكانت عاصمتهم بصيرا – في منطقة الطفيلة)'. وتابع طريف حديثه 'وفي القرن الثاني قبل الميلاد اسس الأنباط مملكتهم العربية القديمة على تلك الأرض وبنوا عاصمتهم مدينة البتراء، وكانت محطة استراتيجية واقعة على طريق التجارة بين الشرق والغرب إذ إنها تقع على مفترق طرق القوافل القادمة من الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية الى بلاد الشام والعراق وأفريقيا وأوروبا'. وتحدث المحاضر عن البتراء عاصمة الأنباط، التي كانت تعد مدينة مهمة على مر العصور نظرا لأهمية موقعها الجغرافي كونها واقعة على الطريق التجاري الذي يصل الخليج العربي مع اليونان والرومان والشام ومصر وبلاد ما بين النهرين، ونظرا لسيطرتها على التجارة كتجارة البن والبخور والتوابل التي كانت تجلب من الشرق الأقصى وتصدر إلى أوروبا. وقال طريف إن البتراء كانت محصنة تحيط بها الجبال الشاهقة ما جعلها آمنة وبعيدة عن الغزوات في تلك المرحلة هذا من جهة، وجعلها آمنة للسكن والاستقرار من ناحية أخرى خصوصا مع توفر عيون الماء الأمر الذي ساعد على اتخاذها محطة للقوافل التجارية القادمة من الشرق والغرب، وقد أطلق عليها قديما اسم سلع أو الرقيم كما سميت المدينة الوردية نسبة إلى الوان صخورها. ورأى المحاضر أن موقع البتراء كانت غير مكتشف حتى اعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان بيركهارت في العام 1812م وقدمها للعالم، وقد استفاد من كتب المؤرخين والجغرافيين القدامى مثل جوزيف فلافيوس وسترابو ويوسيفوس الذي كتب عنها قبل نحو 2000عام، وأدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونيسكو عام 1985م، وأصبحت هذه المدينة الأثرية من عجائب الدنيا السبع الجديدة بتاريخ 7-7-2007وحصلت على المرتبة الثانية بين الدول المتسابقة.
واستعرض طريف ابرز الآثار والمعالم في البتراء؛ مثل السيق: وهو أول ما يواجه الزائر قبل دخوله المدينة 'السيق' وهو طريق منحوت في الصخر أرضيته مبلطة بالحجارة يؤدي إلى مركز المدينة، يبلغ طوله كيلومتر ونصف وعرضه يتراوح ما بين 3-12م مترا وعلى يساره ويمينه توجد قنوات ماء تحمل مياه عين موسى الى وسط المدينة وعلى جانبيه توجد كوات تضم تماثيل وآلهة المدينة وأنصاب ذو الشرى إضافة إلى كتابات نقشت بالخط النبطي والروماني. اما المعلم الثاني فهو الخزنة: التي يلاحظها الزائر بعد خروجه من 'السيق'، وتعد 'الخزنة'، المنحوتة في واجهة الجبل أعظم المشاهد روعة في البتراء، ويبلغ ارتفاعها نحو40 مترا وعرضها 25 مترا ويصل طول الأعمدة في الطابق الأول نحو 13 مترا وفي الثاني تسعة أمتار، أما الجرة التي تظهر في الأعلى فيبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار ونصف. اما المعلم الثالث فهو المسرح الكبير المنحوت بالصخر ويتسع لـ نحو700 شخص، والدير المحفور بالصخر أيضا ويتكون من طابقين، والمذبح الموجود على قمة جبل محاذي لوادي فرسة ومطل على السيق اقيم في الهواء الطلق، ومعبد قصر البنت (بنت فرعون) في قلب مدينة البتراء على الضفة اليسرى لوادي موسى، وقد أشاد الرومان معبد قصر البنت، وما زال قائماً في قلب المدينة حيث كان يقع السوق الكبير. كما أشار طريف إلى وجود الأضرحة الملكية (ملوك الانباط) مثل: ضريح الحرير والجرة وضريح النهضة وضريح الأسد وضريح البستان وضريح الجندي الروماني وضريح المسلات والضريح الكورنثي وضريح النصارى نسبة إلى الصلبان المحفورة على جدران المقابر بالقرب من المدرج، وهناك شارع الأعمدة والكنيسة البيزنطية ومقام النبي هارون وهو أخو سيدنا موسى في أعلى قمم الجبال التي تضم البتراء ويبعد عن البتراء 26 كيلومترا. ثم تحدث المحاضر عن الكتابة لدى الأنباط قائلا 'كان للأنباط لغتهم وحروفهم وهي تشبه الحروف العبرية، ولم يكتشف للأسف نماذج كثيرة من كتابات الأنباط ...وأطول كتاباتهم المعروفة وجدت على أوراق البردي النبطية في مغارة على شاطئ البحر الميت الغربي، ويذكر العلماء ان الكتابة العربية والكوفية ونحو خمسة عشر لغة لبلاد أخرى تعود في أصولها الى النبطية، أما لغتهم فكانت احدى اللهجات الآرامية التي تأثرت قويا باللغة العربية. ثم تحدث طريف عن أهم انجازات الأنباط في مجالات عديده منها 'تجارة البخور والعطور مما أدى إلى زيادة ثرائهم، وزراعة القطن والنخيل والزيتون والكرمة والحبوب والبقوليات، وصناعة الفخار والأعمال المعدنية بالإضافة إلى معرفتهم وعلمهم في صناعة النسيج؛ ويُعد النبطيون المهندسون مُهرة بسبب بنائهم مُدنًا جميلةً، مثل عاصمتهم البتراء ومدائن صالح التي كانت تحتوي على مقابر ضخمة صخرية، بالإضافة إلى عمل طرق واسعة، ومسارح رائعة، وأتقنوا زخرفة الواجهات الجميلة؛ وتطوير نظام معقد لجمع المياه، لكي تزّودهم بالمياه في جميع أوقات السنة. كانوا يمتلكون الخبرة في السفر عبر الأماكن القاحلة، لأنهم يعرفون مناطق الري. وفي مجال الثقافة والحضارة النبطية فالثقافة تعد من أهم المظاهر والمزايا الحضارية للأنباط، حيث استفادوا من حضارات بلاد ما بين النهرين والشام، كما قاموا بتصدير حضارتهم، مما أدى إلى انتشار وتوسع الحضارة النبطية بشكل كبير.
التعليقات
محاضرة للمؤرخ د. جورج طريف عن "حضارة الانباط" في منتدى الرواد
التعليقات