بعد ما يزيد قليلا عن شهرين لاختيار يحيى السنوار زعيما للمكتب السياسي لحركة حماس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، أنه تمكّن من اغتياله. وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن قوة تابعة له من اللواء 828 رصدت وقتلت 3 من مقاتلي حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار 'قد قُتل'. وأكّدت تقارير إسرائيلية أنه اغتيل في تل السلطان في رفح. يأتي ذلك فيما لم يصدر عن حماس، تأكيد أو نفي لما أعلنه الجيش الإسرائيلي. وأعلنت حماس في 6 آب/ أغسطس الماضي، اختيار السنوار، رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي تم اغتياله بالعاصمة الإيرانية طهران، في 31 تموز/ يوليو، بهجوم إسرائيليّ، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك. وتعدّ 'إسرائيل' السنوار، مهندس عملية 'طوفان الأقصى'، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و'الجهاد الإسلامي'، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة. بعد ذلك، أعلنت 'إسرائيل ' أن القضاء عليه يُعدّ أحد أبرز أهداف الحرب على غزة. محاولات اغتيال سابقة وسابقا، نجا السنوار من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله، منها محاولة في 11 نيسان/ أبريل 2003 بواسطة زرع جسم ملغم في جدار منزله بمدينة خانيونس جنوبي غزة، وأخرى في أيار/ مايو 2021، خلال الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة. وخلال الأشهر الماضية، قال الجيش الإسرائيلي، مرات عدة، إنه يقترب منه، لكن المطلوب الأول في 'إسرائيل' نجا في كل مرة. ورغم اختفاء السنوار منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، إلا أنه ظهر في 4 مناسبات عبر بيانات ورسائل رسمية. ففي 28 أكتوبر 2023، أصدر بيانا أعلن فيه جهوزية حركته لصفقة تبادل أسرى مع 'إسرائيل'. وفي 11 أيلول/ سبتمبر 2024، بعث برسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه.
كما وجّه السنوار، رسالة إلى الأمين العام الراحل لـ'حزب الله' اللبناني حسن نصر الله، لشكره على مشاركته في المواجهة ضد إسرائيل ضمن معركة 'طوفان الأقصى'، وهي الرسالة التي أكد 'حزب الله' تلقيها في 13 سبتمبر.
وبعدها بثلاثة أيام، وبالتحديد في 16 سبتمبر، وجه السنوار رسالة إلى زعيم جماعة 'الحوثي' باليمن عبد الملك الحوثي، بارك فيها وصول صواريخ الجماعة إلى 'عمق الكيان (الإسرائيلي) متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض'.
مولده ونشاطه
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار، في 19 أكتوبر 1962، في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي غزة. تعود أصول عائلته إلى مدينة مجدل عسقلان، الواقعة جنوبي إسرائيل، حيث هجروا منها قسرا عام 1948. ودرس في مدارس خانيونس، حتى أنهى المرحلة الثانوية، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، ويحصل منها على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية. وانضم السنوار، منذ صغره لـ'الإخوان المسلمين'، ودرس بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس باللغة العربية. وخلال دراسته الجامعية، ترأس 'الكتلة الإسلامية'، الذراع الطلابي لـ'الإخوان'. وفي عام 1985، أسس السنوار الجهاز الأمني لـ'لإخوان المسلمين'، الذي عُرف باسم 'المجد' آنذاك. وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ومكافحة المتعاونين معه. وساعد النشاط الطلابي السنوار، على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حماس، بعد تأسيسها عام 1987. ويجيد السنوار اللغة العبرية، وله العديد من المؤلفات والترجمات السياسية والأمنية، من أبرزها: كتاب 'حماس التجربة والخطأ'، وكتاب 'المجد' الذي يرصد عمل جهاز 'الشاباك'.
كما ألّف العديد من الأدبيات الأمنية التي أسست للتجربة الأمنية لحماس.
محاولات فاشلة للاعتقال
في 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار، لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حُكم عليه بالسجن لـ6 أشهر، بتهمة 'المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل'. وفي 20 كانون الثاني/ يناير 1988، اعتقلت إسرائيل السنوار، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى 30 سنة، بعد أن وجهت له تهمة 'تأسيس جهاز (المجد) الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم (المجاهدون الفلسطينيون)'.
وقضى السنوار 23 سنة متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، منها نحو 4 سنوات في العزل الانفرادي.
وخلال فترة سجنه الطويلة، تولّى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية دورات عدة.
وقاد سلسلة من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بحقوق الأسرى، والتي كانت أبرز محطاتها في أعوام 1992، و1996، و2000، و2004.
وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، أطلقت إسرائيل سراح السنوار ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، عُرفت باسم 'صفقة شاليط'.
وبموجب الصفقة أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرا مقابل إطلاق حماس، سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط.
قيادة حماس بغزة عقب خروجه من السجن في 2011، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس في 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولّى مسؤولية الإشراف على الذراع العسكري 'كتائب القسام'. وفي 2012، تزوج السنوار، وأنجب ولدين هما إبراهيم وعبد الله، وبنتا تُدعى رضا.
وفي أيلول/ سبتمبر 2015، أدرجت الولايات المتحدة، السنوار في لائحة 'الإرهابيين الدوليين'، فيما وضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السنوار، على قائمة المطلوبين للتصفية في غزة. وفي 2017، وقع الاختيار على السنوار، لتزعُّم حماس في غزة، ثم لخلافة هنية، رئيسا للمكتب السياسي للحركة في آب/ أغسطس الماضي. وبدعم أميركي مطلَق، خلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أكثر من 141 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل، ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين.
وتواصِل تل أبيب هذه الحرب، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
بعد ما يزيد قليلا عن شهرين لاختيار يحيى السنوار زعيما للمكتب السياسي لحركة حماس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، أنه تمكّن من اغتياله. وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن قوة تابعة له من اللواء 828 رصدت وقتلت 3 من مقاتلي حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار 'قد قُتل'. وأكّدت تقارير إسرائيلية أنه اغتيل في تل السلطان في رفح. يأتي ذلك فيما لم يصدر عن حماس، تأكيد أو نفي لما أعلنه الجيش الإسرائيلي. وأعلنت حماس في 6 آب/ أغسطس الماضي، اختيار السنوار، رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي تم اغتياله بالعاصمة الإيرانية طهران، في 31 تموز/ يوليو، بهجوم إسرائيليّ، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك. وتعدّ 'إسرائيل' السنوار، مهندس عملية 'طوفان الأقصى'، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و'الجهاد الإسلامي'، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة. بعد ذلك، أعلنت 'إسرائيل ' أن القضاء عليه يُعدّ أحد أبرز أهداف الحرب على غزة. محاولات اغتيال سابقة وسابقا، نجا السنوار من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله، منها محاولة في 11 نيسان/ أبريل 2003 بواسطة زرع جسم ملغم في جدار منزله بمدينة خانيونس جنوبي غزة، وأخرى في أيار/ مايو 2021، خلال الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة. وخلال الأشهر الماضية، قال الجيش الإسرائيلي، مرات عدة، إنه يقترب منه، لكن المطلوب الأول في 'إسرائيل' نجا في كل مرة. ورغم اختفاء السنوار منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، إلا أنه ظهر في 4 مناسبات عبر بيانات ورسائل رسمية. ففي 28 أكتوبر 2023، أصدر بيانا أعلن فيه جهوزية حركته لصفقة تبادل أسرى مع 'إسرائيل'. وفي 11 أيلول/ سبتمبر 2024، بعث برسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه.
كما وجّه السنوار، رسالة إلى الأمين العام الراحل لـ'حزب الله' اللبناني حسن نصر الله، لشكره على مشاركته في المواجهة ضد إسرائيل ضمن معركة 'طوفان الأقصى'، وهي الرسالة التي أكد 'حزب الله' تلقيها في 13 سبتمبر.
وبعدها بثلاثة أيام، وبالتحديد في 16 سبتمبر، وجه السنوار رسالة إلى زعيم جماعة 'الحوثي' باليمن عبد الملك الحوثي، بارك فيها وصول صواريخ الجماعة إلى 'عمق الكيان (الإسرائيلي) متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض'.
مولده ونشاطه
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار، في 19 أكتوبر 1962، في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي غزة. تعود أصول عائلته إلى مدينة مجدل عسقلان، الواقعة جنوبي إسرائيل، حيث هجروا منها قسرا عام 1948. ودرس في مدارس خانيونس، حتى أنهى المرحلة الثانوية، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، ويحصل منها على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية. وانضم السنوار، منذ صغره لـ'الإخوان المسلمين'، ودرس بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس باللغة العربية. وخلال دراسته الجامعية، ترأس 'الكتلة الإسلامية'، الذراع الطلابي لـ'الإخوان'. وفي عام 1985، أسس السنوار الجهاز الأمني لـ'لإخوان المسلمين'، الذي عُرف باسم 'المجد' آنذاك. وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ومكافحة المتعاونين معه. وساعد النشاط الطلابي السنوار، على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حماس، بعد تأسيسها عام 1987. ويجيد السنوار اللغة العبرية، وله العديد من المؤلفات والترجمات السياسية والأمنية، من أبرزها: كتاب 'حماس التجربة والخطأ'، وكتاب 'المجد' الذي يرصد عمل جهاز 'الشاباك'.
كما ألّف العديد من الأدبيات الأمنية التي أسست للتجربة الأمنية لحماس.
محاولات فاشلة للاعتقال
في 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار، لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حُكم عليه بالسجن لـ6 أشهر، بتهمة 'المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل'. وفي 20 كانون الثاني/ يناير 1988، اعتقلت إسرائيل السنوار، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى 30 سنة، بعد أن وجهت له تهمة 'تأسيس جهاز (المجد) الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم (المجاهدون الفلسطينيون)'.
وقضى السنوار 23 سنة متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، منها نحو 4 سنوات في العزل الانفرادي.
وخلال فترة سجنه الطويلة، تولّى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية دورات عدة.
وقاد سلسلة من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بحقوق الأسرى، والتي كانت أبرز محطاتها في أعوام 1992، و1996، و2000، و2004.
وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، أطلقت إسرائيل سراح السنوار ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، عُرفت باسم 'صفقة شاليط'.
وبموجب الصفقة أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرا مقابل إطلاق حماس، سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط.
قيادة حماس بغزة عقب خروجه من السجن في 2011، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس في 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولّى مسؤولية الإشراف على الذراع العسكري 'كتائب القسام'. وفي 2012، تزوج السنوار، وأنجب ولدين هما إبراهيم وعبد الله، وبنتا تُدعى رضا.
وفي أيلول/ سبتمبر 2015، أدرجت الولايات المتحدة، السنوار في لائحة 'الإرهابيين الدوليين'، فيما وضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السنوار، على قائمة المطلوبين للتصفية في غزة. وفي 2017، وقع الاختيار على السنوار، لتزعُّم حماس في غزة، ثم لخلافة هنية، رئيسا للمكتب السياسي للحركة في آب/ أغسطس الماضي. وبدعم أميركي مطلَق، خلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أكثر من 141 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل، ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين.
وتواصِل تل أبيب هذه الحرب، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
بعد ما يزيد قليلا عن شهرين لاختيار يحيى السنوار زعيما للمكتب السياسي لحركة حماس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، أنه تمكّن من اغتياله. وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن قوة تابعة له من اللواء 828 رصدت وقتلت 3 من مقاتلي حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار 'قد قُتل'. وأكّدت تقارير إسرائيلية أنه اغتيل في تل السلطان في رفح. يأتي ذلك فيما لم يصدر عن حماس، تأكيد أو نفي لما أعلنه الجيش الإسرائيلي. وأعلنت حماس في 6 آب/ أغسطس الماضي، اختيار السنوار، رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي تم اغتياله بالعاصمة الإيرانية طهران، في 31 تموز/ يوليو، بهجوم إسرائيليّ، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك. وتعدّ 'إسرائيل' السنوار، مهندس عملية 'طوفان الأقصى'، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و'الجهاد الإسلامي'، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة. بعد ذلك، أعلنت 'إسرائيل ' أن القضاء عليه يُعدّ أحد أبرز أهداف الحرب على غزة. محاولات اغتيال سابقة وسابقا، نجا السنوار من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله، منها محاولة في 11 نيسان/ أبريل 2003 بواسطة زرع جسم ملغم في جدار منزله بمدينة خانيونس جنوبي غزة، وأخرى في أيار/ مايو 2021، خلال الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة. وخلال الأشهر الماضية، قال الجيش الإسرائيلي، مرات عدة، إنه يقترب منه، لكن المطلوب الأول في 'إسرائيل' نجا في كل مرة. ورغم اختفاء السنوار منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، إلا أنه ظهر في 4 مناسبات عبر بيانات ورسائل رسمية. ففي 28 أكتوبر 2023، أصدر بيانا أعلن فيه جهوزية حركته لصفقة تبادل أسرى مع 'إسرائيل'. وفي 11 أيلول/ سبتمبر 2024، بعث برسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه.
كما وجّه السنوار، رسالة إلى الأمين العام الراحل لـ'حزب الله' اللبناني حسن نصر الله، لشكره على مشاركته في المواجهة ضد إسرائيل ضمن معركة 'طوفان الأقصى'، وهي الرسالة التي أكد 'حزب الله' تلقيها في 13 سبتمبر.
وبعدها بثلاثة أيام، وبالتحديد في 16 سبتمبر، وجه السنوار رسالة إلى زعيم جماعة 'الحوثي' باليمن عبد الملك الحوثي، بارك فيها وصول صواريخ الجماعة إلى 'عمق الكيان (الإسرائيلي) متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض'.
مولده ونشاطه
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار، في 19 أكتوبر 1962، في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي غزة. تعود أصول عائلته إلى مدينة مجدل عسقلان، الواقعة جنوبي إسرائيل، حيث هجروا منها قسرا عام 1948. ودرس في مدارس خانيونس، حتى أنهى المرحلة الثانوية، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، ويحصل منها على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية. وانضم السنوار، منذ صغره لـ'الإخوان المسلمين'، ودرس بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس باللغة العربية. وخلال دراسته الجامعية، ترأس 'الكتلة الإسلامية'، الذراع الطلابي لـ'الإخوان'. وفي عام 1985، أسس السنوار الجهاز الأمني لـ'لإخوان المسلمين'، الذي عُرف باسم 'المجد' آنذاك. وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ومكافحة المتعاونين معه. وساعد النشاط الطلابي السنوار، على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حماس، بعد تأسيسها عام 1987. ويجيد السنوار اللغة العبرية، وله العديد من المؤلفات والترجمات السياسية والأمنية، من أبرزها: كتاب 'حماس التجربة والخطأ'، وكتاب 'المجد' الذي يرصد عمل جهاز 'الشاباك'.
كما ألّف العديد من الأدبيات الأمنية التي أسست للتجربة الأمنية لحماس.
محاولات فاشلة للاعتقال
في 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار، لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حُكم عليه بالسجن لـ6 أشهر، بتهمة 'المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل'. وفي 20 كانون الثاني/ يناير 1988، اعتقلت إسرائيل السنوار، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى 30 سنة، بعد أن وجهت له تهمة 'تأسيس جهاز (المجد) الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم (المجاهدون الفلسطينيون)'.
وقضى السنوار 23 سنة متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، منها نحو 4 سنوات في العزل الانفرادي.
وخلال فترة سجنه الطويلة، تولّى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية دورات عدة.
وقاد سلسلة من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بحقوق الأسرى، والتي كانت أبرز محطاتها في أعوام 1992، و1996، و2000، و2004.
وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، أطلقت إسرائيل سراح السنوار ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، عُرفت باسم 'صفقة شاليط'.
وبموجب الصفقة أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرا مقابل إطلاق حماس، سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط.
قيادة حماس بغزة عقب خروجه من السجن في 2011، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس في 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولّى مسؤولية الإشراف على الذراع العسكري 'كتائب القسام'. وفي 2012، تزوج السنوار، وأنجب ولدين هما إبراهيم وعبد الله، وبنتا تُدعى رضا.
وفي أيلول/ سبتمبر 2015، أدرجت الولايات المتحدة، السنوار في لائحة 'الإرهابيين الدوليين'، فيما وضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السنوار، على قائمة المطلوبين للتصفية في غزة. وفي 2017، وقع الاختيار على السنوار، لتزعُّم حماس في غزة، ثم لخلافة هنية، رئيسا للمكتب السياسي للحركة في آب/ أغسطس الماضي. وبدعم أميركي مطلَق، خلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أكثر من 141 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل، ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين.
وتواصِل تل أبيب هذه الحرب، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
التعليقات
السنوار .. حياته من النضال والاعتقال وقيادة حماس والشهادة
التعليقات