كنتُ أمس في محال بيع قطع السيارات المستعملة. أي أنني «منذور» للأشياء»المُسْتعملة»، من «سوق الملابس» في «سقف السيل» الى «سوق السّكراب» وهو «بالة السيّارات». طبعا، «تُهْت» وانا أبحث عن الرجل الذي يُفْترض أنه «واسطتي» في «السّكراب»، بحيث يدلني على القطع المطلوبة من المحال التي يعرفها وبأسعار «طريّة». بعد أكثر من نصف ساعة وانا «أحوس» في المكان، وجدتُ الرجل الذي يستعد الصّبْيَة او الشباب العاملون عنده لتناول وجبة لا أدري إن كانت «الغداء» أو «الإفطار». كان ثمّة بندورة وبصل وقلاّية وغاز «طبّاخ بعين واحدة»، يعني «مشروع قلاّية». قدّمتُ له نفسي، وقال: تفضل، شو المطلوب؟ شرحتُ له «قصّة سيّارتي»، وهزّ رأسه ونادى أحد الشباب الصغار، وقال له: «شوف عمّك، شو بدّه» وروح معاه عند جارنا. دخلتُ محلا يحتوي على «أرتال من قطع السيارات: مرايات وابواب وشبابيك وموتورات واجنحة واكزوزتات وأضوية وكل ما تحتاجه السيارة «الكوريّة». عاينتُ ما أريد، واتفقنا على السعر وقال: «عشان أبو فلان» بالناقص دينارين. قلتُ له: شكرا يا طيّب. وأخذتُ أنتظر، تبديل القطع التالفة والقديمة والمهترئة، وجلستُ على كرسي بلاستيك يعلوه الدهان الناشف. كان الولد يعمل بنشاط ويمسح وينظّف فراغ الأضوية الأمامية، وإذا بمجموعة من «الغجريات» ممن كنّ يسكنّ في الجوار، يعبرن من أمامي بفساتينهن المزركشة والملوّنة، وكان ثمة أقراط في انوفهنّ وآذانهن، وثرثرة لم أفهمها، وخطوات عجولة. «نفسي اقترب من عالم الغجر، وخاصة الغجريات، فمنذ شاهدتُ فيلم «الغجر يصعدون الى السماء» وأنا أتمنى اكتشاف هذا العالم وهذه الكائنات الجميلة». نسيتُ سيّاراتي والقطع التي تحتاجها وكنتُ أهمّ أن ألحق بـ»الغجريات»، لولا نداء الولد «ميني/ ميكانيكي» الذي أشار الى ان السيارة جاهزة. بعدها اكتشفتُ أن سيارتي ربما كانت الوحيدة في العالم التي لا يعمل فيها «جهاز التكييف» لا صيفا ولا شتاء، واحيانا كنتُ اضطرّ لفتح الشبابيك في الشتاء لطرد البخار المتصاعد من فمي أثناء قيادة السيارة. قال الرجل: شوف جارنا بجوز تلاقي عنده، لوحة تكييف، وقل له انا من طَرف أبو بسّام. فعلا، رحت، ورأيتُ ارتالا من القطع الكورية، وقال صاحب المحل: على فكرة «الكوري» أرخص شيء . قلتُ: أريد قطعة جيدة. قال: بدّك نص عمُر والا اشي نظيف؟ قلت: أي شيء، يعني شايفها سيارة «لامبرغيني»! قال وهو ينظر الى السماء: شوف، جاييني إشي نظيف بعد «العيد»، يعني اسبوعين ومرّ عليّ! سرحتُ وانا ارى احد السائقين يكاد يفتك بسيارتي، ما فيش عندكم «قطع أخلاق، قطع للضمير، قِطع غيار للمشاعر؟ رد: للأسف، لا يوجد. وغادرتُ «السكراب».
كنتُ أمس في محال بيع قطع السيارات المستعملة. أي أنني «منذور» للأشياء»المُسْتعملة»، من «سوق الملابس» في «سقف السيل» الى «سوق السّكراب» وهو «بالة السيّارات». طبعا، «تُهْت» وانا أبحث عن الرجل الذي يُفْترض أنه «واسطتي» في «السّكراب»، بحيث يدلني على القطع المطلوبة من المحال التي يعرفها وبأسعار «طريّة». بعد أكثر من نصف ساعة وانا «أحوس» في المكان، وجدتُ الرجل الذي يستعد الصّبْيَة او الشباب العاملون عنده لتناول وجبة لا أدري إن كانت «الغداء» أو «الإفطار». كان ثمّة بندورة وبصل وقلاّية وغاز «طبّاخ بعين واحدة»، يعني «مشروع قلاّية». قدّمتُ له نفسي، وقال: تفضل، شو المطلوب؟ شرحتُ له «قصّة سيّارتي»، وهزّ رأسه ونادى أحد الشباب الصغار، وقال له: «شوف عمّك، شو بدّه» وروح معاه عند جارنا. دخلتُ محلا يحتوي على «أرتال من قطع السيارات: مرايات وابواب وشبابيك وموتورات واجنحة واكزوزتات وأضوية وكل ما تحتاجه السيارة «الكوريّة». عاينتُ ما أريد، واتفقنا على السعر وقال: «عشان أبو فلان» بالناقص دينارين. قلتُ له: شكرا يا طيّب. وأخذتُ أنتظر، تبديل القطع التالفة والقديمة والمهترئة، وجلستُ على كرسي بلاستيك يعلوه الدهان الناشف. كان الولد يعمل بنشاط ويمسح وينظّف فراغ الأضوية الأمامية، وإذا بمجموعة من «الغجريات» ممن كنّ يسكنّ في الجوار، يعبرن من أمامي بفساتينهن المزركشة والملوّنة، وكان ثمة أقراط في انوفهنّ وآذانهن، وثرثرة لم أفهمها، وخطوات عجولة. «نفسي اقترب من عالم الغجر، وخاصة الغجريات، فمنذ شاهدتُ فيلم «الغجر يصعدون الى السماء» وأنا أتمنى اكتشاف هذا العالم وهذه الكائنات الجميلة». نسيتُ سيّاراتي والقطع التي تحتاجها وكنتُ أهمّ أن ألحق بـ»الغجريات»، لولا نداء الولد «ميني/ ميكانيكي» الذي أشار الى ان السيارة جاهزة. بعدها اكتشفتُ أن سيارتي ربما كانت الوحيدة في العالم التي لا يعمل فيها «جهاز التكييف» لا صيفا ولا شتاء، واحيانا كنتُ اضطرّ لفتح الشبابيك في الشتاء لطرد البخار المتصاعد من فمي أثناء قيادة السيارة. قال الرجل: شوف جارنا بجوز تلاقي عنده، لوحة تكييف، وقل له انا من طَرف أبو بسّام. فعلا، رحت، ورأيتُ ارتالا من القطع الكورية، وقال صاحب المحل: على فكرة «الكوري» أرخص شيء . قلتُ: أريد قطعة جيدة. قال: بدّك نص عمُر والا اشي نظيف؟ قلت: أي شيء، يعني شايفها سيارة «لامبرغيني»! قال وهو ينظر الى السماء: شوف، جاييني إشي نظيف بعد «العيد»، يعني اسبوعين ومرّ عليّ! سرحتُ وانا ارى احد السائقين يكاد يفتك بسيارتي، ما فيش عندكم «قطع أخلاق، قطع للضمير، قِطع غيار للمشاعر؟ رد: للأسف، لا يوجد. وغادرتُ «السكراب».
كنتُ أمس في محال بيع قطع السيارات المستعملة. أي أنني «منذور» للأشياء»المُسْتعملة»، من «سوق الملابس» في «سقف السيل» الى «سوق السّكراب» وهو «بالة السيّارات». طبعا، «تُهْت» وانا أبحث عن الرجل الذي يُفْترض أنه «واسطتي» في «السّكراب»، بحيث يدلني على القطع المطلوبة من المحال التي يعرفها وبأسعار «طريّة». بعد أكثر من نصف ساعة وانا «أحوس» في المكان، وجدتُ الرجل الذي يستعد الصّبْيَة او الشباب العاملون عنده لتناول وجبة لا أدري إن كانت «الغداء» أو «الإفطار». كان ثمّة بندورة وبصل وقلاّية وغاز «طبّاخ بعين واحدة»، يعني «مشروع قلاّية». قدّمتُ له نفسي، وقال: تفضل، شو المطلوب؟ شرحتُ له «قصّة سيّارتي»، وهزّ رأسه ونادى أحد الشباب الصغار، وقال له: «شوف عمّك، شو بدّه» وروح معاه عند جارنا. دخلتُ محلا يحتوي على «أرتال من قطع السيارات: مرايات وابواب وشبابيك وموتورات واجنحة واكزوزتات وأضوية وكل ما تحتاجه السيارة «الكوريّة». عاينتُ ما أريد، واتفقنا على السعر وقال: «عشان أبو فلان» بالناقص دينارين. قلتُ له: شكرا يا طيّب. وأخذتُ أنتظر، تبديل القطع التالفة والقديمة والمهترئة، وجلستُ على كرسي بلاستيك يعلوه الدهان الناشف. كان الولد يعمل بنشاط ويمسح وينظّف فراغ الأضوية الأمامية، وإذا بمجموعة من «الغجريات» ممن كنّ يسكنّ في الجوار، يعبرن من أمامي بفساتينهن المزركشة والملوّنة، وكان ثمة أقراط في انوفهنّ وآذانهن، وثرثرة لم أفهمها، وخطوات عجولة. «نفسي اقترب من عالم الغجر، وخاصة الغجريات، فمنذ شاهدتُ فيلم «الغجر يصعدون الى السماء» وأنا أتمنى اكتشاف هذا العالم وهذه الكائنات الجميلة». نسيتُ سيّاراتي والقطع التي تحتاجها وكنتُ أهمّ أن ألحق بـ»الغجريات»، لولا نداء الولد «ميني/ ميكانيكي» الذي أشار الى ان السيارة جاهزة. بعدها اكتشفتُ أن سيارتي ربما كانت الوحيدة في العالم التي لا يعمل فيها «جهاز التكييف» لا صيفا ولا شتاء، واحيانا كنتُ اضطرّ لفتح الشبابيك في الشتاء لطرد البخار المتصاعد من فمي أثناء قيادة السيارة. قال الرجل: شوف جارنا بجوز تلاقي عنده، لوحة تكييف، وقل له انا من طَرف أبو بسّام. فعلا، رحت، ورأيتُ ارتالا من القطع الكورية، وقال صاحب المحل: على فكرة «الكوري» أرخص شيء . قلتُ: أريد قطعة جيدة. قال: بدّك نص عمُر والا اشي نظيف؟ قلت: أي شيء، يعني شايفها سيارة «لامبرغيني»! قال وهو ينظر الى السماء: شوف، جاييني إشي نظيف بعد «العيد»، يعني اسبوعين ومرّ عليّ! سرحتُ وانا ارى احد السائقين يكاد يفتك بسيارتي، ما فيش عندكم «قطع أخلاق، قطع للضمير، قِطع غيار للمشاعر؟ رد: للأسف، لا يوجد. وغادرتُ «السكراب».
التعليقات