توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أدائه القسم لعهدة ثانية 'باستعادة' قناة بنما، متذرعا بأن 'الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكا بالكامل'. وكان ترامب يشير هنا تحديدا إلى الصفقة التي أبرمها الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في 1977، وتمخض عنها نقل السيطرة على القناة إلى بنما في 1999. كما قال الرئيس ترامب في خطاب أعقب تأديته اليمين الدستورية: 'تعرضنا لمعاملة سيئة للغاية من خلال هذه الهدية' التي 'ما كان يجب تقديمها أبدا. لم يتم الوفاء بالوعد الذي قطعته لنا بنما'. وأضاف: 'الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكا بالكامل. السفن الأمريكية تخضع لضرائب مرتفعة على نحو خطير ولا تتلقى معاملة عادلة، بما في ذلك البحرية الأمريكية'.
قناة بنما.. مشروع فرنسي جسدته الولايات المتحدة تاريخيا، تم بناء قناة بنما من قبل الولايات المتحدة وافتتحت في 1914. وسلّمت إلى بنما في 31 ديسمبر/كانون الأول 1999 بموجب معاهدات وقّعت في سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس جيمي كارتر والزعيم القومي البنمي عمر توريخوس. وتعتبر القناة ممرا بحريا يمتد على مسافة حوالي 82 كيلومترا تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ. ووفق موقعها الإلكتروني الرسمي بنما كانال دوت كوم، فقد كانت فرنسا هي صاحبة الفكرة حيث باشرت بناءها في 1881، قبل أن تتخلى عن طموحها في 1888 لصالح الولايات المتحدة التي قررت تحمل هذا المشروع الهندسي العملاق بموجب قرار للكونغرس في 19 يونيو/حزيران 1902. وقناة بنما تخضع لسيادة دولة بنما الذي تعد إحدى دول جنوب أمريكا الوسطى، الكاملة بموجب معاهدات توريخوس-كارتر التي تشمل حقوقا أعطيت لبنما بما في ذلك 'سيادتها عليها والحق الحصري في إدارتها وتشغيلها وهي تعتبر بالتالي من الأراضي السيادية'. وهذه 'القناة تخضع لمبدأ الحيادية، أي أنها تبقى مفتوحة ومحايدة أمام جميع الدول في أوقات السلم والحرب، بالنظر إلى موقعها الحساس'. لكن لماذا يصر ترامب على المطالبة باستعادة السيطرة على قناة بنما؟ وكيف يمكن أن يبرر موقفه أقله من الناحية القانونية؟ يجيب الباحث في القانون بجامعة باريس بأنه ورغم أن حق التدخل الأمريكي في القناة مقيّد، إلا أن الولايات المتحدة تحتفظ بحق التدخل ضمن شروط معينة، منها في حال 'تعرضت القناة إلى خطر يهدد حيادها أو أمنها، حق يخضع لتفصيلات قانونية صارمة'. وتعتبر القناة حيوية جدا بالنسبة إلى الأمريكيين خصوصا وأنها 'تختصر المسافة بين نيويورك غرب الولايات المتحدة وشرقها في سان فرانسيسكو من 21 ألف كلم إلى 8 آلاف كلم'، وبالتالي فهو ممر حيوي للاقتصاد الأمريكي، خصوصا مع قدرته الاستيعابية السنوية المقدرة بحوالي 18 إلى 20 ألف ناقلة سنويا تعبر في الاتجاهين. تحرك عسكري أمريكي؟
وحتى قبيل عودته إلى سدة الحكم مجددا، كرر ترامب مرارا أنه يريد استعادة قناة بنما. فمنذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، طالب بضم أراض جديدة شملت حتى كندا وغرينلاند التابعة للدانمارك.
ولم يتوان الرئيس الأمريكي عن التلويح باستخدام القوة العسكرية 'لاستعادة' قناة بنما. ورفض في 7 يناير/كانون الثاني استبعاد القيام بتحرك عسكري بشأن القناة وغرينلاند اللتين يرى بأن على بلاده السيطرة عليهما. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في منتجعه مارالاغو بولاية فلوريدا: 'لن أعلن التزامي بذلك (أي عدم القيام بتحرك عسكري). قد نضطر للقيام بأمر ما'. مضيفا: 'يمكنني أن أقول ذلك: نحتاج إليهما من أجل الأمن الاقتصادي'. أثار ذلك انتقادات كبيرة في بنما التي رفضت الإثنين تصريحاته مشددة على أن الممر المائي سيبقى تحت سيطرتها. وجاء في بيان للرئيس خوسيه راول مولينو: 'أرفض بالكامل كلام الرئيس دونالد ترامب'. وتظاهر العشرات أمام مقر إقامة السفير الأمريكي في بنما سيتي، وأحرقوا الأعلام الأمريكية ورفعوا لافتات كتب عليها: 'قناة بنما ليست للبيع'. وقال الزعيم النقابي سول مينديز: 'ما هو موجود في بنما ملك للبنميين. القناة بنمية والسيادة لبنما وحق تقرير المصير بنمي (...) لا شيء لهم هنا'
توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أدائه القسم لعهدة ثانية 'باستعادة' قناة بنما، متذرعا بأن 'الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكا بالكامل'. وكان ترامب يشير هنا تحديدا إلى الصفقة التي أبرمها الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في 1977، وتمخض عنها نقل السيطرة على القناة إلى بنما في 1999. كما قال الرئيس ترامب في خطاب أعقب تأديته اليمين الدستورية: 'تعرضنا لمعاملة سيئة للغاية من خلال هذه الهدية' التي 'ما كان يجب تقديمها أبدا. لم يتم الوفاء بالوعد الذي قطعته لنا بنما'. وأضاف: 'الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكا بالكامل. السفن الأمريكية تخضع لضرائب مرتفعة على نحو خطير ولا تتلقى معاملة عادلة، بما في ذلك البحرية الأمريكية'.
قناة بنما.. مشروع فرنسي جسدته الولايات المتحدة تاريخيا، تم بناء قناة بنما من قبل الولايات المتحدة وافتتحت في 1914. وسلّمت إلى بنما في 31 ديسمبر/كانون الأول 1999 بموجب معاهدات وقّعت في سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس جيمي كارتر والزعيم القومي البنمي عمر توريخوس. وتعتبر القناة ممرا بحريا يمتد على مسافة حوالي 82 كيلومترا تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ. ووفق موقعها الإلكتروني الرسمي بنما كانال دوت كوم، فقد كانت فرنسا هي صاحبة الفكرة حيث باشرت بناءها في 1881، قبل أن تتخلى عن طموحها في 1888 لصالح الولايات المتحدة التي قررت تحمل هذا المشروع الهندسي العملاق بموجب قرار للكونغرس في 19 يونيو/حزيران 1902. وقناة بنما تخضع لسيادة دولة بنما الذي تعد إحدى دول جنوب أمريكا الوسطى، الكاملة بموجب معاهدات توريخوس-كارتر التي تشمل حقوقا أعطيت لبنما بما في ذلك 'سيادتها عليها والحق الحصري في إدارتها وتشغيلها وهي تعتبر بالتالي من الأراضي السيادية'. وهذه 'القناة تخضع لمبدأ الحيادية، أي أنها تبقى مفتوحة ومحايدة أمام جميع الدول في أوقات السلم والحرب، بالنظر إلى موقعها الحساس'. لكن لماذا يصر ترامب على المطالبة باستعادة السيطرة على قناة بنما؟ وكيف يمكن أن يبرر موقفه أقله من الناحية القانونية؟ يجيب الباحث في القانون بجامعة باريس بأنه ورغم أن حق التدخل الأمريكي في القناة مقيّد، إلا أن الولايات المتحدة تحتفظ بحق التدخل ضمن شروط معينة، منها في حال 'تعرضت القناة إلى خطر يهدد حيادها أو أمنها، حق يخضع لتفصيلات قانونية صارمة'. وتعتبر القناة حيوية جدا بالنسبة إلى الأمريكيين خصوصا وأنها 'تختصر المسافة بين نيويورك غرب الولايات المتحدة وشرقها في سان فرانسيسكو من 21 ألف كلم إلى 8 آلاف كلم'، وبالتالي فهو ممر حيوي للاقتصاد الأمريكي، خصوصا مع قدرته الاستيعابية السنوية المقدرة بحوالي 18 إلى 20 ألف ناقلة سنويا تعبر في الاتجاهين. تحرك عسكري أمريكي؟
وحتى قبيل عودته إلى سدة الحكم مجددا، كرر ترامب مرارا أنه يريد استعادة قناة بنما. فمنذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، طالب بضم أراض جديدة شملت حتى كندا وغرينلاند التابعة للدانمارك.
ولم يتوان الرئيس الأمريكي عن التلويح باستخدام القوة العسكرية 'لاستعادة' قناة بنما. ورفض في 7 يناير/كانون الثاني استبعاد القيام بتحرك عسكري بشأن القناة وغرينلاند اللتين يرى بأن على بلاده السيطرة عليهما. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في منتجعه مارالاغو بولاية فلوريدا: 'لن أعلن التزامي بذلك (أي عدم القيام بتحرك عسكري). قد نضطر للقيام بأمر ما'. مضيفا: 'يمكنني أن أقول ذلك: نحتاج إليهما من أجل الأمن الاقتصادي'. أثار ذلك انتقادات كبيرة في بنما التي رفضت الإثنين تصريحاته مشددة على أن الممر المائي سيبقى تحت سيطرتها. وجاء في بيان للرئيس خوسيه راول مولينو: 'أرفض بالكامل كلام الرئيس دونالد ترامب'. وتظاهر العشرات أمام مقر إقامة السفير الأمريكي في بنما سيتي، وأحرقوا الأعلام الأمريكية ورفعوا لافتات كتب عليها: 'قناة بنما ليست للبيع'. وقال الزعيم النقابي سول مينديز: 'ما هو موجود في بنما ملك للبنميين. القناة بنمية والسيادة لبنما وحق تقرير المصير بنمي (...) لا شيء لهم هنا'
توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أدائه القسم لعهدة ثانية 'باستعادة' قناة بنما، متذرعا بأن 'الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكا بالكامل'. وكان ترامب يشير هنا تحديدا إلى الصفقة التي أبرمها الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في 1977، وتمخض عنها نقل السيطرة على القناة إلى بنما في 1999. كما قال الرئيس ترامب في خطاب أعقب تأديته اليمين الدستورية: 'تعرضنا لمعاملة سيئة للغاية من خلال هذه الهدية' التي 'ما كان يجب تقديمها أبدا. لم يتم الوفاء بالوعد الذي قطعته لنا بنما'. وأضاف: 'الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكا بالكامل. السفن الأمريكية تخضع لضرائب مرتفعة على نحو خطير ولا تتلقى معاملة عادلة، بما في ذلك البحرية الأمريكية'.
قناة بنما.. مشروع فرنسي جسدته الولايات المتحدة تاريخيا، تم بناء قناة بنما من قبل الولايات المتحدة وافتتحت في 1914. وسلّمت إلى بنما في 31 ديسمبر/كانون الأول 1999 بموجب معاهدات وقّعت في سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس جيمي كارتر والزعيم القومي البنمي عمر توريخوس. وتعتبر القناة ممرا بحريا يمتد على مسافة حوالي 82 كيلومترا تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ. ووفق موقعها الإلكتروني الرسمي بنما كانال دوت كوم، فقد كانت فرنسا هي صاحبة الفكرة حيث باشرت بناءها في 1881، قبل أن تتخلى عن طموحها في 1888 لصالح الولايات المتحدة التي قررت تحمل هذا المشروع الهندسي العملاق بموجب قرار للكونغرس في 19 يونيو/حزيران 1902. وقناة بنما تخضع لسيادة دولة بنما الذي تعد إحدى دول جنوب أمريكا الوسطى، الكاملة بموجب معاهدات توريخوس-كارتر التي تشمل حقوقا أعطيت لبنما بما في ذلك 'سيادتها عليها والحق الحصري في إدارتها وتشغيلها وهي تعتبر بالتالي من الأراضي السيادية'. وهذه 'القناة تخضع لمبدأ الحيادية، أي أنها تبقى مفتوحة ومحايدة أمام جميع الدول في أوقات السلم والحرب، بالنظر إلى موقعها الحساس'. لكن لماذا يصر ترامب على المطالبة باستعادة السيطرة على قناة بنما؟ وكيف يمكن أن يبرر موقفه أقله من الناحية القانونية؟ يجيب الباحث في القانون بجامعة باريس بأنه ورغم أن حق التدخل الأمريكي في القناة مقيّد، إلا أن الولايات المتحدة تحتفظ بحق التدخل ضمن شروط معينة، منها في حال 'تعرضت القناة إلى خطر يهدد حيادها أو أمنها، حق يخضع لتفصيلات قانونية صارمة'. وتعتبر القناة حيوية جدا بالنسبة إلى الأمريكيين خصوصا وأنها 'تختصر المسافة بين نيويورك غرب الولايات المتحدة وشرقها في سان فرانسيسكو من 21 ألف كلم إلى 8 آلاف كلم'، وبالتالي فهو ممر حيوي للاقتصاد الأمريكي، خصوصا مع قدرته الاستيعابية السنوية المقدرة بحوالي 18 إلى 20 ألف ناقلة سنويا تعبر في الاتجاهين. تحرك عسكري أمريكي؟
وحتى قبيل عودته إلى سدة الحكم مجددا، كرر ترامب مرارا أنه يريد استعادة قناة بنما. فمنذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، طالب بضم أراض جديدة شملت حتى كندا وغرينلاند التابعة للدانمارك.
ولم يتوان الرئيس الأمريكي عن التلويح باستخدام القوة العسكرية 'لاستعادة' قناة بنما. ورفض في 7 يناير/كانون الثاني استبعاد القيام بتحرك عسكري بشأن القناة وغرينلاند اللتين يرى بأن على بلاده السيطرة عليهما. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في منتجعه مارالاغو بولاية فلوريدا: 'لن أعلن التزامي بذلك (أي عدم القيام بتحرك عسكري). قد نضطر للقيام بأمر ما'. مضيفا: 'يمكنني أن أقول ذلك: نحتاج إليهما من أجل الأمن الاقتصادي'. أثار ذلك انتقادات كبيرة في بنما التي رفضت الإثنين تصريحاته مشددة على أن الممر المائي سيبقى تحت سيطرتها. وجاء في بيان للرئيس خوسيه راول مولينو: 'أرفض بالكامل كلام الرئيس دونالد ترامب'. وتظاهر العشرات أمام مقر إقامة السفير الأمريكي في بنما سيتي، وأحرقوا الأعلام الأمريكية ورفعوا لافتات كتب عليها: 'قناة بنما ليست للبيع'. وقال الزعيم النقابي سول مينديز: 'ما هو موجود في بنما ملك للبنميين. القناة بنمية والسيادة لبنما وحق تقرير المصير بنمي (...) لا شيء لهم هنا'
التعليقات