في حركة فتح، السلطة وباقي التسميات...»غاضِبون» على حركة حماس,ويرَون في كل ما جرى من مُحاولات لإصلاح «ذات البَيْن»,بين حركَتين توشِكان على إعلان افلاسهما السياسي والاخلاقي والوطني,بانه مُجرّد»حوار طرشان»،وقد آن الآوان – في اعتقاد فتح – الى إغلاق «الباب»بصورة تامة أمام أيِّ «مُبادَرات» للمصالحة،وذلك لعدم جدوى حوارات كهذه,تَغلب عليها المُراوَغة وانعدام الجدِّية وغياب الصِدقية وسيادة الفهلَوة والإدّعاءات فارغة المضمون من اي انجاز سياسي ملموس,يحول دون تصفية «القضية» التي باتت تُواجِه أقسى وأَسوأ مرحلة تآمر في تاريخها,تُشارِك فيها أطراف عدّة,بعضها يرطُن بالعربِية وغيرها الكثير من أحفاد المُستَعمِرين والمُتصهينين وجوقة الذين يستنِدون في تفسيراتهم المُنحازَة,من خلال عيون تَواراتِية وغيرها من الأساطير الصهيونية المؤسِّسة.
وإذا كانت العلاقات بين حركتين احتكرَتا القضية الفلسطينية,وأوصلتاها الى ما هي عليه الآن من تراجُع,الى حَدِّ إسقاطِها عن جدول الأعمال العربِي – وهذا مؤكّد ومُثبَت – رغم ما حظيّت به مؤخراً من «دعم» دبلوماسي,تمثّل في استصدار عدد من القرارات الدولية المُؤيِّدة للحق الفلسطيني في الجمعية العامة للامم المتحدة,في إشارة الى ان ثمة ما تبقّى من ضمير عالمي,يُمثّل أضعف الايمان,في عصر ازداد فيه تحالف الأشرار قوة وشراسة، فإن «مشروع» القرار الذي تستعِد فيه واشنطن طرحه لإدانة حركة حماس (والجهاد الاسلامي),جرّاء إطلاقهما «صواريخ» على دولة العدو,وتحريضهما على العنف,مُعرِّضتان حياة «المدنيين» الإسرائيليين للخطر(كما جاء في نصّ المشروع الاميركي,الذي حظي «للمفارَقة» بدعم اوروبي (28 دولة),سيحمِل في دلالاته وضمن امور اخرى,مدى وحجم الهجمة الشرسة على القضية الفلسطينية ومِن مُختلف الميادين والساحات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، حتّى إن تغطّت او تقنّعَت هذه المرة,بالمواجَهة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وجيش الأحتلال، إلاّ انها تُؤشّر الى استعداد الأُوروبيين للتخلّي عن «القناع» الذي طالما ظهروا بها – او حاولوا – في مقارباتِهم للمسألة الفلسطينية,عندما كانوا يتمسّكون ولو إعلامِياً بـ»حل الدولتين»,الذي يَغيب عن نصّ المشروع الاميركي.
ما علينا..
اوساط فتح وخصوصاً المندوب الفلسطيني في الامم المتحدة رياض منصور, يرى في تصريحات له ان مشروع القرار الاميركي لإدانة المقاومة الفلسطينية وحركة حماس على وجه الخصوص,يهدِف الى تصفية القضية ومُوجَّه ضد «كل» الشعب الفلسطيني وليس ضد فصيل بعينِه،كما تدّعي السفيرة الاميركية نيكي هيلي،وإذا ما دقننا بين سطور تصريح السفير الفلسطيني نجدها تنسجم تماماً مع المنطق والقراءة الصحيحة لما ترومه ادارة ترمب من خلف قرار كهذا,يأتي قبل أسابيع قليلة من طرح مشروع تصفية القضية الفلسطينية المسمى «صفقة القرن»,وخصوصاً في غمرة الخلاف المحتدم بين فتح وحماس,حيث قيادة الاولى وِفق ما هو مُعلَن من تصريحات مسؤوليها وليس فقط تسريباتهم المُبرمَجَة,بصدد اتّخاذ «قرارات» مهمة هذا الاسبوع,تتضمن عقوبات جديدة تطال ما وصَفَته مصادر فتحاوية»سُلطة الأمر الواقِع في قطاع غزّة».
هذه العقوبات إن حصلت وتم إعلانها,ستكون مثابة رصاصة الرحمة على الوساطة «المصرية» المقبولة رسمياً من قِبل الحركتين,وإن كانت فتح على وجه الخصوص تبدو مُنزعِجة من وساطة كهذه,يشعر مسؤولوها بأن القاهرة بدأت تميل لِـ»مواقف» حماس,وهو ما تستبطنه تصريحات بعض قادتها.وبخاصة بعد التصريحات «الغاضِبة» بل المنفلِتة,التي ادلى بها رئيس وفد فتح التفاوضي عزام الأحمد,الذي أعلن في تصريحات «إنقلابية» ان حركته»لا تثِق بحماس,وان الاسبوع المُقبل (هذا الاسبوع) سيشهَد اجتماعاً لِـ»لجنة» تقوم بوضع خطوات,تقُوّض» سلطة حماس في غزة». ولم ينس بالطبع تذكيرَنا بالقول:ان «لدى فتح شهداء في مسيرات العود,أكثر من حماس».
ليست غريبة أو مُفاجِئة تصريحات كهذه تصدر عن مسؤول «ملف» المصالَحة في فتح،إلاّ ان اللافت هنا هو ما تستبطِنه هذه العبارات والمواقف,من شعور بالعجز والعُزلة,إزاء كل ما يمور به الشارع الفلسطيني من تحوّلات,وبخاصة مع «الانحياز» المصري المزعوم لمواقف حماس,التي ناوَرَت جيداً عندما قبِلَت المبادرة المصرية(وِفق تلميحات فتح) و»الإختراق»الذي حقّقه ما يُسمى «التيار الإصلاحي» في فتح,الذي يقوده الرجل اللُّغز وصاحب المواقف الإقليمية والدولية المُلتبِسمة محمد دحلان,في قطاع غزة مُؤخّراً,عبر المهرجان الذي نظّمَه أنصاره لإحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات,فضلاً – وخصوصاً – الدعوَة المدوّية والمفاجِئة وغير المسبوقة التي وجّهتها الخارِجية الروسِية لرئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية لزيارة موسكو.دعوة حملَها السفير لدى «دولة فلسطين» حيدر رشيد,وفق ما أعلنَت حركة حماس.
هذا يعني...إن تمّت الزيارة واستطاع هنية «الخروج» من القطاع,ان بمقدورِه القيام بجولة خارجية قد تشمل عواصم اخرى,سَتصّب «عوائِدها» السياسية والدبلوماسية والإعلامية في طاحونة حماس وخطابِها,وتزيد من عزلة السلطة وفتح وتقلّص من خياراتِها وهوامش مناوراتها المُقلّصة والمتآكِلة أصلاً,والتي تجلّت في بعض جوانِبها باعلان كيان العدو الصهيوني,وقف التنسيق الأمني مع السلطة/ فتح في منطقة القدس,لان «السُلطة خرَقَت بنود اتفاق اوسلو» (كذا).
فهل ثمة أفق لتجاوز مرحلة الإنتحار المَجّانِي,الذي تُمارسه حرَكتان استمّرأتا لُعبة الرقص على كافة الساحات والميادين المُتاحة تمسّكاً بمصالحهما الفصائلية,رغم كل ما ألحقتاه وتُلحقانِه من أضرار جسيمة –ليست مُجرّد أضرارٍ جانبية – بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه؟
...المُعطيات تشي بأن الأُفق مسدود,رغم كل ما تضخّه فتح وحماس مِن تصريحات....عرَمرَمِيّة.
بقلم :محمد خروب
في حركة فتح، السلطة وباقي التسميات...»غاضِبون» على حركة حماس,ويرَون في كل ما جرى من مُحاولات لإصلاح «ذات البَيْن»,بين حركَتين توشِكان على إعلان افلاسهما السياسي والاخلاقي والوطني,بانه مُجرّد»حوار طرشان»،وقد آن الآوان – في اعتقاد فتح – الى إغلاق «الباب»بصورة تامة أمام أيِّ «مُبادَرات» للمصالحة،وذلك لعدم جدوى حوارات كهذه,تَغلب عليها المُراوَغة وانعدام الجدِّية وغياب الصِدقية وسيادة الفهلَوة والإدّعاءات فارغة المضمون من اي انجاز سياسي ملموس,يحول دون تصفية «القضية» التي باتت تُواجِه أقسى وأَسوأ مرحلة تآمر في تاريخها,تُشارِك فيها أطراف عدّة,بعضها يرطُن بالعربِية وغيرها الكثير من أحفاد المُستَعمِرين والمُتصهينين وجوقة الذين يستنِدون في تفسيراتهم المُنحازَة,من خلال عيون تَواراتِية وغيرها من الأساطير الصهيونية المؤسِّسة.
وإذا كانت العلاقات بين حركتين احتكرَتا القضية الفلسطينية,وأوصلتاها الى ما هي عليه الآن من تراجُع,الى حَدِّ إسقاطِها عن جدول الأعمال العربِي – وهذا مؤكّد ومُثبَت – رغم ما حظيّت به مؤخراً من «دعم» دبلوماسي,تمثّل في استصدار عدد من القرارات الدولية المُؤيِّدة للحق الفلسطيني في الجمعية العامة للامم المتحدة,في إشارة الى ان ثمة ما تبقّى من ضمير عالمي,يُمثّل أضعف الايمان,في عصر ازداد فيه تحالف الأشرار قوة وشراسة، فإن «مشروع» القرار الذي تستعِد فيه واشنطن طرحه لإدانة حركة حماس (والجهاد الاسلامي),جرّاء إطلاقهما «صواريخ» على دولة العدو,وتحريضهما على العنف,مُعرِّضتان حياة «المدنيين» الإسرائيليين للخطر(كما جاء في نصّ المشروع الاميركي,الذي حظي «للمفارَقة» بدعم اوروبي (28 دولة),سيحمِل في دلالاته وضمن امور اخرى,مدى وحجم الهجمة الشرسة على القضية الفلسطينية ومِن مُختلف الميادين والساحات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، حتّى إن تغطّت او تقنّعَت هذه المرة,بالمواجَهة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وجيش الأحتلال، إلاّ انها تُؤشّر الى استعداد الأُوروبيين للتخلّي عن «القناع» الذي طالما ظهروا بها – او حاولوا – في مقارباتِهم للمسألة الفلسطينية,عندما كانوا يتمسّكون ولو إعلامِياً بـ»حل الدولتين»,الذي يَغيب عن نصّ المشروع الاميركي.
ما علينا..
اوساط فتح وخصوصاً المندوب الفلسطيني في الامم المتحدة رياض منصور, يرى في تصريحات له ان مشروع القرار الاميركي لإدانة المقاومة الفلسطينية وحركة حماس على وجه الخصوص,يهدِف الى تصفية القضية ومُوجَّه ضد «كل» الشعب الفلسطيني وليس ضد فصيل بعينِه،كما تدّعي السفيرة الاميركية نيكي هيلي،وإذا ما دقننا بين سطور تصريح السفير الفلسطيني نجدها تنسجم تماماً مع المنطق والقراءة الصحيحة لما ترومه ادارة ترمب من خلف قرار كهذا,يأتي قبل أسابيع قليلة من طرح مشروع تصفية القضية الفلسطينية المسمى «صفقة القرن»,وخصوصاً في غمرة الخلاف المحتدم بين فتح وحماس,حيث قيادة الاولى وِفق ما هو مُعلَن من تصريحات مسؤوليها وليس فقط تسريباتهم المُبرمَجَة,بصدد اتّخاذ «قرارات» مهمة هذا الاسبوع,تتضمن عقوبات جديدة تطال ما وصَفَته مصادر فتحاوية»سُلطة الأمر الواقِع في قطاع غزّة».
هذه العقوبات إن حصلت وتم إعلانها,ستكون مثابة رصاصة الرحمة على الوساطة «المصرية» المقبولة رسمياً من قِبل الحركتين,وإن كانت فتح على وجه الخصوص تبدو مُنزعِجة من وساطة كهذه,يشعر مسؤولوها بأن القاهرة بدأت تميل لِـ»مواقف» حماس,وهو ما تستبطنه تصريحات بعض قادتها.وبخاصة بعد التصريحات «الغاضِبة» بل المنفلِتة,التي ادلى بها رئيس وفد فتح التفاوضي عزام الأحمد,الذي أعلن في تصريحات «إنقلابية» ان حركته»لا تثِق بحماس,وان الاسبوع المُقبل (هذا الاسبوع) سيشهَد اجتماعاً لِـ»لجنة» تقوم بوضع خطوات,تقُوّض» سلطة حماس في غزة». ولم ينس بالطبع تذكيرَنا بالقول:ان «لدى فتح شهداء في مسيرات العود,أكثر من حماس».
ليست غريبة أو مُفاجِئة تصريحات كهذه تصدر عن مسؤول «ملف» المصالَحة في فتح،إلاّ ان اللافت هنا هو ما تستبطِنه هذه العبارات والمواقف,من شعور بالعجز والعُزلة,إزاء كل ما يمور به الشارع الفلسطيني من تحوّلات,وبخاصة مع «الانحياز» المصري المزعوم لمواقف حماس,التي ناوَرَت جيداً عندما قبِلَت المبادرة المصرية(وِفق تلميحات فتح) و»الإختراق»الذي حقّقه ما يُسمى «التيار الإصلاحي» في فتح,الذي يقوده الرجل اللُّغز وصاحب المواقف الإقليمية والدولية المُلتبِسمة محمد دحلان,في قطاع غزة مُؤخّراً,عبر المهرجان الذي نظّمَه أنصاره لإحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات,فضلاً – وخصوصاً – الدعوَة المدوّية والمفاجِئة وغير المسبوقة التي وجّهتها الخارِجية الروسِية لرئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية لزيارة موسكو.دعوة حملَها السفير لدى «دولة فلسطين» حيدر رشيد,وفق ما أعلنَت حركة حماس.
هذا يعني...إن تمّت الزيارة واستطاع هنية «الخروج» من القطاع,ان بمقدورِه القيام بجولة خارجية قد تشمل عواصم اخرى,سَتصّب «عوائِدها» السياسية والدبلوماسية والإعلامية في طاحونة حماس وخطابِها,وتزيد من عزلة السلطة وفتح وتقلّص من خياراتِها وهوامش مناوراتها المُقلّصة والمتآكِلة أصلاً,والتي تجلّت في بعض جوانِبها باعلان كيان العدو الصهيوني,وقف التنسيق الأمني مع السلطة/ فتح في منطقة القدس,لان «السُلطة خرَقَت بنود اتفاق اوسلو» (كذا).
فهل ثمة أفق لتجاوز مرحلة الإنتحار المَجّانِي,الذي تُمارسه حرَكتان استمّرأتا لُعبة الرقص على كافة الساحات والميادين المُتاحة تمسّكاً بمصالحهما الفصائلية,رغم كل ما ألحقتاه وتُلحقانِه من أضرار جسيمة –ليست مُجرّد أضرارٍ جانبية – بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه؟
...المُعطيات تشي بأن الأُفق مسدود,رغم كل ما تضخّه فتح وحماس مِن تصريحات....عرَمرَمِيّة.
بقلم :محمد خروب
في حركة فتح، السلطة وباقي التسميات...»غاضِبون» على حركة حماس,ويرَون في كل ما جرى من مُحاولات لإصلاح «ذات البَيْن»,بين حركَتين توشِكان على إعلان افلاسهما السياسي والاخلاقي والوطني,بانه مُجرّد»حوار طرشان»،وقد آن الآوان – في اعتقاد فتح – الى إغلاق «الباب»بصورة تامة أمام أيِّ «مُبادَرات» للمصالحة،وذلك لعدم جدوى حوارات كهذه,تَغلب عليها المُراوَغة وانعدام الجدِّية وغياب الصِدقية وسيادة الفهلَوة والإدّعاءات فارغة المضمون من اي انجاز سياسي ملموس,يحول دون تصفية «القضية» التي باتت تُواجِه أقسى وأَسوأ مرحلة تآمر في تاريخها,تُشارِك فيها أطراف عدّة,بعضها يرطُن بالعربِية وغيرها الكثير من أحفاد المُستَعمِرين والمُتصهينين وجوقة الذين يستنِدون في تفسيراتهم المُنحازَة,من خلال عيون تَواراتِية وغيرها من الأساطير الصهيونية المؤسِّسة.
وإذا كانت العلاقات بين حركتين احتكرَتا القضية الفلسطينية,وأوصلتاها الى ما هي عليه الآن من تراجُع,الى حَدِّ إسقاطِها عن جدول الأعمال العربِي – وهذا مؤكّد ومُثبَت – رغم ما حظيّت به مؤخراً من «دعم» دبلوماسي,تمثّل في استصدار عدد من القرارات الدولية المُؤيِّدة للحق الفلسطيني في الجمعية العامة للامم المتحدة,في إشارة الى ان ثمة ما تبقّى من ضمير عالمي,يُمثّل أضعف الايمان,في عصر ازداد فيه تحالف الأشرار قوة وشراسة، فإن «مشروع» القرار الذي تستعِد فيه واشنطن طرحه لإدانة حركة حماس (والجهاد الاسلامي),جرّاء إطلاقهما «صواريخ» على دولة العدو,وتحريضهما على العنف,مُعرِّضتان حياة «المدنيين» الإسرائيليين للخطر(كما جاء في نصّ المشروع الاميركي,الذي حظي «للمفارَقة» بدعم اوروبي (28 دولة),سيحمِل في دلالاته وضمن امور اخرى,مدى وحجم الهجمة الشرسة على القضية الفلسطينية ومِن مُختلف الميادين والساحات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، حتّى إن تغطّت او تقنّعَت هذه المرة,بالمواجَهة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وجيش الأحتلال، إلاّ انها تُؤشّر الى استعداد الأُوروبيين للتخلّي عن «القناع» الذي طالما ظهروا بها – او حاولوا – في مقارباتِهم للمسألة الفلسطينية,عندما كانوا يتمسّكون ولو إعلامِياً بـ»حل الدولتين»,الذي يَغيب عن نصّ المشروع الاميركي.
ما علينا..
اوساط فتح وخصوصاً المندوب الفلسطيني في الامم المتحدة رياض منصور, يرى في تصريحات له ان مشروع القرار الاميركي لإدانة المقاومة الفلسطينية وحركة حماس على وجه الخصوص,يهدِف الى تصفية القضية ومُوجَّه ضد «كل» الشعب الفلسطيني وليس ضد فصيل بعينِه،كما تدّعي السفيرة الاميركية نيكي هيلي،وإذا ما دقننا بين سطور تصريح السفير الفلسطيني نجدها تنسجم تماماً مع المنطق والقراءة الصحيحة لما ترومه ادارة ترمب من خلف قرار كهذا,يأتي قبل أسابيع قليلة من طرح مشروع تصفية القضية الفلسطينية المسمى «صفقة القرن»,وخصوصاً في غمرة الخلاف المحتدم بين فتح وحماس,حيث قيادة الاولى وِفق ما هو مُعلَن من تصريحات مسؤوليها وليس فقط تسريباتهم المُبرمَجَة,بصدد اتّخاذ «قرارات» مهمة هذا الاسبوع,تتضمن عقوبات جديدة تطال ما وصَفَته مصادر فتحاوية»سُلطة الأمر الواقِع في قطاع غزّة».
هذه العقوبات إن حصلت وتم إعلانها,ستكون مثابة رصاصة الرحمة على الوساطة «المصرية» المقبولة رسمياً من قِبل الحركتين,وإن كانت فتح على وجه الخصوص تبدو مُنزعِجة من وساطة كهذه,يشعر مسؤولوها بأن القاهرة بدأت تميل لِـ»مواقف» حماس,وهو ما تستبطنه تصريحات بعض قادتها.وبخاصة بعد التصريحات «الغاضِبة» بل المنفلِتة,التي ادلى بها رئيس وفد فتح التفاوضي عزام الأحمد,الذي أعلن في تصريحات «إنقلابية» ان حركته»لا تثِق بحماس,وان الاسبوع المُقبل (هذا الاسبوع) سيشهَد اجتماعاً لِـ»لجنة» تقوم بوضع خطوات,تقُوّض» سلطة حماس في غزة». ولم ينس بالطبع تذكيرَنا بالقول:ان «لدى فتح شهداء في مسيرات العود,أكثر من حماس».
ليست غريبة أو مُفاجِئة تصريحات كهذه تصدر عن مسؤول «ملف» المصالَحة في فتح،إلاّ ان اللافت هنا هو ما تستبطِنه هذه العبارات والمواقف,من شعور بالعجز والعُزلة,إزاء كل ما يمور به الشارع الفلسطيني من تحوّلات,وبخاصة مع «الانحياز» المصري المزعوم لمواقف حماس,التي ناوَرَت جيداً عندما قبِلَت المبادرة المصرية(وِفق تلميحات فتح) و»الإختراق»الذي حقّقه ما يُسمى «التيار الإصلاحي» في فتح,الذي يقوده الرجل اللُّغز وصاحب المواقف الإقليمية والدولية المُلتبِسمة محمد دحلان,في قطاع غزة مُؤخّراً,عبر المهرجان الذي نظّمَه أنصاره لإحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات,فضلاً – وخصوصاً – الدعوَة المدوّية والمفاجِئة وغير المسبوقة التي وجّهتها الخارِجية الروسِية لرئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية لزيارة موسكو.دعوة حملَها السفير لدى «دولة فلسطين» حيدر رشيد,وفق ما أعلنَت حركة حماس.
هذا يعني...إن تمّت الزيارة واستطاع هنية «الخروج» من القطاع,ان بمقدورِه القيام بجولة خارجية قد تشمل عواصم اخرى,سَتصّب «عوائِدها» السياسية والدبلوماسية والإعلامية في طاحونة حماس وخطابِها,وتزيد من عزلة السلطة وفتح وتقلّص من خياراتِها وهوامش مناوراتها المُقلّصة والمتآكِلة أصلاً,والتي تجلّت في بعض جوانِبها باعلان كيان العدو الصهيوني,وقف التنسيق الأمني مع السلطة/ فتح في منطقة القدس,لان «السُلطة خرَقَت بنود اتفاق اوسلو» (كذا).
فهل ثمة أفق لتجاوز مرحلة الإنتحار المَجّانِي,الذي تُمارسه حرَكتان استمّرأتا لُعبة الرقص على كافة الساحات والميادين المُتاحة تمسّكاً بمصالحهما الفصائلية,رغم كل ما ألحقتاه وتُلحقانِه من أضرار جسيمة –ليست مُجرّد أضرارٍ جانبية – بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه؟
...المُعطيات تشي بأن الأُفق مسدود,رغم كل ما تضخّه فتح وحماس مِن تصريحات....عرَمرَمِيّة.
بقلم :محمد خروب
التعليقات
«فتح» إذ تُغلِق بابَ «المُصالَحة» .. ماذا عن «القضية» وإلى أيْن؟
التعليقات