الهوية الشخصية، والهوية الاجتماعية، والهوية الوطنية، مكون ثلاثي الأبعاد، يتعلق بقضية العلاقة ما بين الجماعية والفردية، والحتمية الاجتماعية، والفردية والتفرد.
وبما أننا نعيش اليوم في حالة رمادية غير واضحة الملامح لشبابنا، يراها المراقب بموضوعية، فإننا نتطلع كلنا لفهم هويتنا الذاتية.
فالهوية الذاتية أو 'الشخصية' فهي تقترب أكثر أو أقل من تلك التي عُرضت في العلوم التربوية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، أما 'الهوية الاجتماعية' أو الهوية للآخرين فهي تقدم من خلال التصنيفات، أو الحالة الاجتماعية أو المهنية للفرد.
ولقد طرحنا في المقال السابق مجموعة من الأسئلة حول من أنت؟ وما هو هدفك ...؟.ولكي تساعدنا تلك التساؤلات على فهم ما نحن عليه، وما هي ملامح هويتنا التى نريد؟!.
أيها الشاب، أيتها الشابة ... في البدء لا بد من الإجابة أولًا عن تساؤل واضح حول هويتك! من أنت؟. فإذا ما أردت أن تعرف عن نفسك ! فماذا تقول...؟. أنا فلان ابن فلان أسكن في ....، وولدت لأب وأم من أصول...، جنسيتي...، ولديّ أخوة وإخوات، وعشيرتي.....الخ. إن المتمحص لحال شبابنا اليوم يجدهم سجناء للهوية المعطاة، فكل ما سبق تم الحصول عليه مع ولادتهم، منحته لهم الطبيعة التى وجدوا فيها، لم يبذلوا جهدًا لأي مما ذكر، فلا يستطيع أحدهم أن يختار ابن من سيكون، أو يختار جنسيته أو عشيرته، أو مكان وجوده الجغرافي؛ لطالما واجهنا العديد من شبابنا يُعرِف نفسه وعن هويته هكذا...، فما هو ذنبه إذا كان أسير الواقع المفروض عليه؟. ما أود توضيحه والإشارة إليه من خلال ما طُرح سابقًا، أنها إحدى من مكونات الهوية الشخصية للفرد، وليس هويته كما يعتقد، لذا نقدم مزيدًا من المعلومات لمساعدة الآخرين على تأكيد هويتهم، بما هو حقيقي ليعبر عنها، وعن ذاتهم . ولغايات فهم آلية تشكل الهوية الاجتماعية لدى الفرد فإننا نُعرِض ثلاثة مكونات رئيسة هي : - الهوية المعطاة : وقد تم ذكرها سابقًا. - الهوية الاختيارية: وهي حصيلة ما عاشه الفرد من تجارب وخبرات مكتسبة شكلت له نمطًا سلوكيًا. - الهوية المحورية: وهي ما استقر عليه الفرد من مبادئ وأفكار إنعكست على حياته فكريًا وسلوكيًا ليُعرَف بها بين الناس. ولكي نترك للمهتمين باكتشاف هويتهم، سنتطرق مستقبلًا لكل مكون بشكل أوسع - بإذن الله تعالى -، لذا وجب علينا هنا التنويه للباحثين عن إجابات حول سبب أزمة الهوية الاجتماعية بين شبابنا، ومن تسبب في وجودها...؟. نقول، وبشكل مباشر للمنظرين في منظومة العمل الشبابي، ماذا فعلتم بشبابنا منذ عقود؟ لكي نَرِثَّ واقع مهزوم، وضياع للهوية، أين برامجكم عندما كُنتُم في موقع المسؤولية ترسمون الخطط التنموية، وتقدمون الدراسات والأبحاث، وتتقاضون المكافآت والتمويل...؟!.
أن تصدِّقوا أنفسكم أسوأُ من أن تكذبوا على غيركم...!.
تعالوا بنا نتحاكم أمام الواقع، والشباب، تعالوا نتاحكم دون التذرع بحجج واهية، ومصطلحات رنانة لم تطبقوا منها إلا الإنتقاد، وكثرة الأقوال وقلة الأفعال.
أقسم لكم بأن الشباب في حاضرنا سيحكمون عليكم بالنفي والجر، ولن تتوانى صفحات الوطن عن كنسكم إلى القوائم السوداء، حيث ينبغي أن تصنفوا، ولن يعبأ الشباب أبداً بالمتسكعين على هامش إنجازته الناصعة التي ستحقق – بإذن الله تعالى – فلا تحاولوا أن تحشروا أنفسكم بين سطورها. أيها الشباب والشابات ...
خطابنا اليوم في عام الشباب عام التغيير، ليس شعارات ولا محاضرات، بل نجعل الأفعال تسبق الأقوال، لأننا نؤمن بأن جيلكم- جيل المستقبل- قد حضر، فأنتم الحاضر، وغيركم الماضي، وعلى الذين أوصلوا الشباب إلى هذا الواقع أن يصمتوا ويتواروا خجلاً من سوء ما اقترفت أيديهم بحقكم - سامحهم الله- فالتاريخ لن يسامح.
حمى الله الأردن ومليكه، وعاش الشعب، عاش الشباب .
بقلم : د. ثابت النابلسي
الهوية الشخصية، والهوية الاجتماعية، والهوية الوطنية، مكون ثلاثي الأبعاد، يتعلق بقضية العلاقة ما بين الجماعية والفردية، والحتمية الاجتماعية، والفردية والتفرد.
وبما أننا نعيش اليوم في حالة رمادية غير واضحة الملامح لشبابنا، يراها المراقب بموضوعية، فإننا نتطلع كلنا لفهم هويتنا الذاتية.
فالهوية الذاتية أو 'الشخصية' فهي تقترب أكثر أو أقل من تلك التي عُرضت في العلوم التربوية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، أما 'الهوية الاجتماعية' أو الهوية للآخرين فهي تقدم من خلال التصنيفات، أو الحالة الاجتماعية أو المهنية للفرد.
ولقد طرحنا في المقال السابق مجموعة من الأسئلة حول من أنت؟ وما هو هدفك ...؟.ولكي تساعدنا تلك التساؤلات على فهم ما نحن عليه، وما هي ملامح هويتنا التى نريد؟!.
أيها الشاب، أيتها الشابة ... في البدء لا بد من الإجابة أولًا عن تساؤل واضح حول هويتك! من أنت؟. فإذا ما أردت أن تعرف عن نفسك ! فماذا تقول...؟. أنا فلان ابن فلان أسكن في ....، وولدت لأب وأم من أصول...، جنسيتي...، ولديّ أخوة وإخوات، وعشيرتي.....الخ. إن المتمحص لحال شبابنا اليوم يجدهم سجناء للهوية المعطاة، فكل ما سبق تم الحصول عليه مع ولادتهم، منحته لهم الطبيعة التى وجدوا فيها، لم يبذلوا جهدًا لأي مما ذكر، فلا يستطيع أحدهم أن يختار ابن من سيكون، أو يختار جنسيته أو عشيرته، أو مكان وجوده الجغرافي؛ لطالما واجهنا العديد من شبابنا يُعرِف نفسه وعن هويته هكذا...، فما هو ذنبه إذا كان أسير الواقع المفروض عليه؟. ما أود توضيحه والإشارة إليه من خلال ما طُرح سابقًا، أنها إحدى من مكونات الهوية الشخصية للفرد، وليس هويته كما يعتقد، لذا نقدم مزيدًا من المعلومات لمساعدة الآخرين على تأكيد هويتهم، بما هو حقيقي ليعبر عنها، وعن ذاتهم . ولغايات فهم آلية تشكل الهوية الاجتماعية لدى الفرد فإننا نُعرِض ثلاثة مكونات رئيسة هي : - الهوية المعطاة : وقد تم ذكرها سابقًا. - الهوية الاختيارية: وهي حصيلة ما عاشه الفرد من تجارب وخبرات مكتسبة شكلت له نمطًا سلوكيًا. - الهوية المحورية: وهي ما استقر عليه الفرد من مبادئ وأفكار إنعكست على حياته فكريًا وسلوكيًا ليُعرَف بها بين الناس. ولكي نترك للمهتمين باكتشاف هويتهم، سنتطرق مستقبلًا لكل مكون بشكل أوسع - بإذن الله تعالى -، لذا وجب علينا هنا التنويه للباحثين عن إجابات حول سبب أزمة الهوية الاجتماعية بين شبابنا، ومن تسبب في وجودها...؟. نقول، وبشكل مباشر للمنظرين في منظومة العمل الشبابي، ماذا فعلتم بشبابنا منذ عقود؟ لكي نَرِثَّ واقع مهزوم، وضياع للهوية، أين برامجكم عندما كُنتُم في موقع المسؤولية ترسمون الخطط التنموية، وتقدمون الدراسات والأبحاث، وتتقاضون المكافآت والتمويل...؟!.
أن تصدِّقوا أنفسكم أسوأُ من أن تكذبوا على غيركم...!.
تعالوا بنا نتحاكم أمام الواقع، والشباب، تعالوا نتاحكم دون التذرع بحجج واهية، ومصطلحات رنانة لم تطبقوا منها إلا الإنتقاد، وكثرة الأقوال وقلة الأفعال.
أقسم لكم بأن الشباب في حاضرنا سيحكمون عليكم بالنفي والجر، ولن تتوانى صفحات الوطن عن كنسكم إلى القوائم السوداء، حيث ينبغي أن تصنفوا، ولن يعبأ الشباب أبداً بالمتسكعين على هامش إنجازته الناصعة التي ستحقق – بإذن الله تعالى – فلا تحاولوا أن تحشروا أنفسكم بين سطورها. أيها الشباب والشابات ...
خطابنا اليوم في عام الشباب عام التغيير، ليس شعارات ولا محاضرات، بل نجعل الأفعال تسبق الأقوال، لأننا نؤمن بأن جيلكم- جيل المستقبل- قد حضر، فأنتم الحاضر، وغيركم الماضي، وعلى الذين أوصلوا الشباب إلى هذا الواقع أن يصمتوا ويتواروا خجلاً من سوء ما اقترفت أيديهم بحقكم - سامحهم الله- فالتاريخ لن يسامح.
حمى الله الأردن ومليكه، وعاش الشعب، عاش الشباب .
بقلم : د. ثابت النابلسي
الهوية الشخصية، والهوية الاجتماعية، والهوية الوطنية، مكون ثلاثي الأبعاد، يتعلق بقضية العلاقة ما بين الجماعية والفردية، والحتمية الاجتماعية، والفردية والتفرد.
وبما أننا نعيش اليوم في حالة رمادية غير واضحة الملامح لشبابنا، يراها المراقب بموضوعية، فإننا نتطلع كلنا لفهم هويتنا الذاتية.
فالهوية الذاتية أو 'الشخصية' فهي تقترب أكثر أو أقل من تلك التي عُرضت في العلوم التربوية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، أما 'الهوية الاجتماعية' أو الهوية للآخرين فهي تقدم من خلال التصنيفات، أو الحالة الاجتماعية أو المهنية للفرد.
ولقد طرحنا في المقال السابق مجموعة من الأسئلة حول من أنت؟ وما هو هدفك ...؟.ولكي تساعدنا تلك التساؤلات على فهم ما نحن عليه، وما هي ملامح هويتنا التى نريد؟!.
أيها الشاب، أيتها الشابة ... في البدء لا بد من الإجابة أولًا عن تساؤل واضح حول هويتك! من أنت؟. فإذا ما أردت أن تعرف عن نفسك ! فماذا تقول...؟. أنا فلان ابن فلان أسكن في ....، وولدت لأب وأم من أصول...، جنسيتي...، ولديّ أخوة وإخوات، وعشيرتي.....الخ. إن المتمحص لحال شبابنا اليوم يجدهم سجناء للهوية المعطاة، فكل ما سبق تم الحصول عليه مع ولادتهم، منحته لهم الطبيعة التى وجدوا فيها، لم يبذلوا جهدًا لأي مما ذكر، فلا يستطيع أحدهم أن يختار ابن من سيكون، أو يختار جنسيته أو عشيرته، أو مكان وجوده الجغرافي؛ لطالما واجهنا العديد من شبابنا يُعرِف نفسه وعن هويته هكذا...، فما هو ذنبه إذا كان أسير الواقع المفروض عليه؟. ما أود توضيحه والإشارة إليه من خلال ما طُرح سابقًا، أنها إحدى من مكونات الهوية الشخصية للفرد، وليس هويته كما يعتقد، لذا نقدم مزيدًا من المعلومات لمساعدة الآخرين على تأكيد هويتهم، بما هو حقيقي ليعبر عنها، وعن ذاتهم . ولغايات فهم آلية تشكل الهوية الاجتماعية لدى الفرد فإننا نُعرِض ثلاثة مكونات رئيسة هي : - الهوية المعطاة : وقد تم ذكرها سابقًا. - الهوية الاختيارية: وهي حصيلة ما عاشه الفرد من تجارب وخبرات مكتسبة شكلت له نمطًا سلوكيًا. - الهوية المحورية: وهي ما استقر عليه الفرد من مبادئ وأفكار إنعكست على حياته فكريًا وسلوكيًا ليُعرَف بها بين الناس. ولكي نترك للمهتمين باكتشاف هويتهم، سنتطرق مستقبلًا لكل مكون بشكل أوسع - بإذن الله تعالى -، لذا وجب علينا هنا التنويه للباحثين عن إجابات حول سبب أزمة الهوية الاجتماعية بين شبابنا، ومن تسبب في وجودها...؟. نقول، وبشكل مباشر للمنظرين في منظومة العمل الشبابي، ماذا فعلتم بشبابنا منذ عقود؟ لكي نَرِثَّ واقع مهزوم، وضياع للهوية، أين برامجكم عندما كُنتُم في موقع المسؤولية ترسمون الخطط التنموية، وتقدمون الدراسات والأبحاث، وتتقاضون المكافآت والتمويل...؟!.
أن تصدِّقوا أنفسكم أسوأُ من أن تكذبوا على غيركم...!.
تعالوا بنا نتحاكم أمام الواقع، والشباب، تعالوا نتاحكم دون التذرع بحجج واهية، ومصطلحات رنانة لم تطبقوا منها إلا الإنتقاد، وكثرة الأقوال وقلة الأفعال.
أقسم لكم بأن الشباب في حاضرنا سيحكمون عليكم بالنفي والجر، ولن تتوانى صفحات الوطن عن كنسكم إلى القوائم السوداء، حيث ينبغي أن تصنفوا، ولن يعبأ الشباب أبداً بالمتسكعين على هامش إنجازته الناصعة التي ستحقق – بإذن الله تعالى – فلا تحاولوا أن تحشروا أنفسكم بين سطورها. أيها الشباب والشابات ...
خطابنا اليوم في عام الشباب عام التغيير، ليس شعارات ولا محاضرات، بل نجعل الأفعال تسبق الأقوال، لأننا نؤمن بأن جيلكم- جيل المستقبل- قد حضر، فأنتم الحاضر، وغيركم الماضي، وعلى الذين أوصلوا الشباب إلى هذا الواقع أن يصمتوا ويتواروا خجلاً من سوء ما اقترفت أيديهم بحقكم - سامحهم الله- فالتاريخ لن يسامح.
التعليقات