رغم أنهم يمثلون الفئة العمرية الأقل من بين اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم يواجهون صعوبة في دخول سوق العمل لأسباب مختلفة. لاجئون ينقلون تجاربهم والصعوبات التي تواجههم خلال البحث عن فرصة عمل. رغم أنهم يمثلون الفئة العمرية الأقل من بين اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم يواجهون صعوبة في دخول سوق العمل لأسباب مختلفة. لاجئون تحدثوا ل'مهاجر نيوز ' عن تجاربهم والصعوبات التي تواجههم والتي قد توضح سبب عدم قدرتهم على إيجاد فرصة عمل. الشعور بأنها ليست في المكان الصحيح، يرافق أسماء (48 عاما) منذ التحاقها بالتكوين المهني في مجال البرمجة الإلكترونية في ألمانيا. وصلت اللاجئة السورية ألمانيا أواخر عام 2015. تخرجت من الجامعة في سوريا عام 1995 وعملت مهندسة كهرباء حوالي 25 عاما. رحلتها مع البحث عن عمل يناسب تخصصها الدراسي وسنوات خبرتها، بدأت بتقديم طلب معادلة شهادتها وتعلم اللغة الألمانية بشكل متقن يخولها دخول سوق العمل من دوم صعوبات. لكن رغم كل هذا لم تتمكن من العثور على العمل. حبها للعمل ومواصلة حياتها المهنية، جعلها تسارع للبحث عن بديل آخر، تقول أسماء ، لكن بعد أن تمكنت من الحصول على مقعد بالتكوين المهني في مجال البرمجة الإلكترونية، لم تشعر أنها تسير على الطريق الصحيح نحو هدفها والعمل في مجال تخصصها، وتوضح ذلك بالقول 'بدأت الدراسة هنا وأنا غير مقتنعة بذلك، لأنه ليس مجال عملي وأفكر في ترك التدريب المهني والعودة للبحث من جديد عن عمل في مجال الهندسة الكهربائية'. وعن محاولاتها المتعددة للحصول على عمل مناسب والصعوبات التي واجهاتها، ترى أن العمر يلعب دوراً كبيرا في إمكانية الحصول على عمل في ألمانيا، لكن يجب أخذ سنوات الخبرة بعين الاعتبار وهنا تكمن مشكلة الغالبية من اللاجئين 'عمري الآن 48 عاما وأقوم بالتدريب المهني، من المفترض أن أكتفي بدورة تدريبة تكميلية وليس البدء بالتدريب من الصفر'. وتتابع حديثها عن الاختلاف بين النظام الدراسي ونظام العمل في ألمانيا وبين سوريا والتحديات التي يواجهها المتقدمون بالعمر من اللاجئين، موضحة 'عندما تخرجت عام 1995 لم يكن الحاسوب قد أدرج بالجامعة في سوريا على عكس ألمانيا، وهذه أحد العوائق التي يمكن التغلب عليها من خلال برامج التدريب المهني التكميلية'.
على المسار الخاطئ؟
على الرغم من أن غالبية اللاجئين الذين فروا إلى ألمانيا تتراوح أعمارهم ما بين 18و 35 عاماً ونسبة اللاجئين الذين تفوق أعمارهم الأربعين عاماً بالمقارنة تبقى ضئيلة، إلا أن الكثيرين منهم يواجهون صعوبات في استكمال حياتهم المهنية في ألمانيا لأسباب متعددة، كما تقول زابينه شولينغ المتحدثة باسم مكتب العمل في مدينة كولونيا: 'يسعدنا مساعدة الأشخاص سواء أكانوا لاجئين أم لا في العثور على عمل في تخصصهم. هذا هو عملنا. وإذا لم ينجح الأشخاص في الوصول إلى هذا الهدف، يمكن أن يكون لذلك أسباب مختلفة'. تعتبر الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا حلقة الوصل بين الباحثين عن وظيفة وأرباب العمل. وتقدم المشورة والمعلومات حول العمل والتدريب المهني، وتساعد في تحصيل المؤهلات اللازمة للعمل والعثور على العروض المناسبة. لكن أسماء تقول إنه يوجد الكثير من البرامج في مجال الهندسة، وهي مازالت لا تعرف لحد الآن ما هو البرنامج الذي يجب أن تلتحق به حتى تتمكن من الحصول على عمل في تخصصها السابق. تواصلت أسماء مجدداً مع مكتب وكالة العمل بمدينتها من أجل اخبارهم برغبتها في ترك التدريب المهني الحالي، وبدء البحث عن مسار آخر يقربها أكثر من هدفها بعد مرور سنوات دون جدوى، وتقول إنها تحب أن تبقى مهندسة 'أو أن أحصل على أي عمل قريب من هذا مجال تحصصي، وليس أن أدرس رفقة طلاب من جيل أبنائي'.
حواجز الأحكام المسبقة!
للعثور على عمل في ألمانيا، يتعين على اللاجئين الأكاديميين، بعد الحصول على المستوى المطلوب في اللغة الألمانية، تقديم طلب تعديل الشهادة الجامعية الأجنبية على الموقع الحكومي الرسمي لتصديق الشهادات الأجنبية في ألمانيا Zentralstelle für ausländisches Bildungswesen ZAB. وعلى صفحة الموقع توجد الشروط الواجب اتباعها من أجل تعديل الشهادات الأجنبية، خاصة للاجئين الأكاديميين القادمين من سوريا. وعن دور مكاتب وكالة العمل في هذه العملية، تقول شولينغ 'يمكن لمكتب العمل مراجعة السلطات المسؤولة فيما يخص الطلب، لكن ليس له أي تأثير على مدة ونتائج عملية تقييم طلب تعديل الشهادة'. ورغم حصوله على تعديل لشهادته الجامعية وتوفر باقي المؤهلات للعمل لديه، لم يتمكن فادي (41 عاما)، من الحصول على عمل في نفس تخصصه، كما يقول. وصل اللاجئ السوري إلى ألمانيا عام 2016 وهو مهندس كيمياء عمل في عدد من شركات النفط في أكثر من دولة وكله آمال في الاستفادة من سنوات خبرته التي تجاوزت الـ 13 عاما، في العثور على فرصة لاستكمال حياته المهنية في البلد الجديد. بعد تمكنه من تعلم اللغة الألمانية في وقت وجيز وحصوله على تعديل لشهادته ومؤهل لمزاولة مهنة مهندس في ألمانيا، لم يحصل فادي على قبول طلبات العمل التي أرسلها إلى شركات مختلفة عام 2017. ويتابع فادي سرد تجربته لمهاجر نيوز في البحث عن عمل في ألمانيا والصعوبات التي واجهته 'قدمت على وظيفة عادية وعملت في شركة للأدوية مدة عام ونصف. أعتقد أن هناك مشكلة في التواصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب الشركات. ولا أجد تفسيراً لذلك. أواجه دائما الحكم المسبق بأن اللاجئين لا يعرفون الكثير مهما كانت خبرتك وإن لغتهم الألمانية تبقى غير جيدة مهما فعلت'. يقول فادي إن الصعوبات التي تواجه أغلب اللاجئين تكمن في اتقان لغة التخصص ويرى أن حل مشكلة التواصل هذه يتمثل في منح اللاجئين فرص للتدريب بالشركات دون مقابل للتعرف على بيئة ولغة العمل. وقد تم تطبيق هذه الفكرة في عدد من المدن لكنها لم تعمم. و من جهة أخرى يرى فادي أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهه في استكمال حياته المهنية في البلد الجديد، إلا أنه قد حصل على فرصة بوجوده في ألمانيا: 'الحياة في ألمانيا رائعة والمجتمع منفتح، وتقبل الصعوبات هو جزء من حياتنا لكنها لا تترك أثرا سلبيا علي حياتي لأن لدي الكثير مما يمكنني فعله هنا'. مكان الإقامة يلعب دوراً أيضاً
تحديد إقامتها يحد من فرصها في العثور على وظيفة مناسبة، تقول اللاجئة السورية التي تقطن في مدينة صغيرة بولاية سكسونيا السفلى. وصلت أمل (51 عاما) إلى ألمانيا قبل أربعة أعوام. وكانت تعمل قبل ذلك في مجال التنمية البشرية وتعطي دورات بالمدراس والمعاهد التربوية في سوريا. برامج التدريب المهني التي عرضت عليها وشاركت فيها لم تستفد منها لأنها غير مكثفة، حسب قولها. التحقت الآن بأحد برامج التدريب عن بعد في مجال عملها. وتأمل في الحصول على ظيفة في المجال الذي تحبه. وهي ترغب في تسخير علمها في مساعدة اللاجئين الذي يواجهون صعوبات في بداية حياتهم. تفكر اللاجئة السورية حاليا في طلب تغيير مكان إقامتها للعيش في إحدى المدن الكبرى التي قد تحظى فيها هي وأسرتها بفرص أفضل. وعن معاناتها من مكان إقامتها تقول لمهاجر نيوز 'أعاني في هذه المدينة الصغيرة، فابني يحتاج الآن إلى فرصة للتدريب وزوجي يعاني من أمراض عدة وهو بحاجة إلى مستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، لهذا أفكر جدياً في الانتقال إلى مدينة أخرى لكن لا أعرف كيف يمكنني فعل ذلك'. تقدم الوكالة الاتحادية للعمل بالتعاون مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) دورات للغة التي تربط بين تعلم اللغة الألمانية وإعداد اللاجئين والمهاجرين لسوق العمل. و لا ينصب التركيز في برامج التدريب المهني على الاندماج في سوق العمل فقط وإنما أيضاً على مواصلة تطوير المهارات المهنية.( مهاجر نيوز)
رغم أنهم يمثلون الفئة العمرية الأقل من بين اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم يواجهون صعوبة في دخول سوق العمل لأسباب مختلفة. لاجئون ينقلون تجاربهم والصعوبات التي تواجههم خلال البحث عن فرصة عمل. رغم أنهم يمثلون الفئة العمرية الأقل من بين اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم يواجهون صعوبة في دخول سوق العمل لأسباب مختلفة. لاجئون تحدثوا ل'مهاجر نيوز ' عن تجاربهم والصعوبات التي تواجههم والتي قد توضح سبب عدم قدرتهم على إيجاد فرصة عمل. الشعور بأنها ليست في المكان الصحيح، يرافق أسماء (48 عاما) منذ التحاقها بالتكوين المهني في مجال البرمجة الإلكترونية في ألمانيا. وصلت اللاجئة السورية ألمانيا أواخر عام 2015. تخرجت من الجامعة في سوريا عام 1995 وعملت مهندسة كهرباء حوالي 25 عاما. رحلتها مع البحث عن عمل يناسب تخصصها الدراسي وسنوات خبرتها، بدأت بتقديم طلب معادلة شهادتها وتعلم اللغة الألمانية بشكل متقن يخولها دخول سوق العمل من دوم صعوبات. لكن رغم كل هذا لم تتمكن من العثور على العمل. حبها للعمل ومواصلة حياتها المهنية، جعلها تسارع للبحث عن بديل آخر، تقول أسماء ، لكن بعد أن تمكنت من الحصول على مقعد بالتكوين المهني في مجال البرمجة الإلكترونية، لم تشعر أنها تسير على الطريق الصحيح نحو هدفها والعمل في مجال تخصصها، وتوضح ذلك بالقول 'بدأت الدراسة هنا وأنا غير مقتنعة بذلك، لأنه ليس مجال عملي وأفكر في ترك التدريب المهني والعودة للبحث من جديد عن عمل في مجال الهندسة الكهربائية'. وعن محاولاتها المتعددة للحصول على عمل مناسب والصعوبات التي واجهاتها، ترى أن العمر يلعب دوراً كبيرا في إمكانية الحصول على عمل في ألمانيا، لكن يجب أخذ سنوات الخبرة بعين الاعتبار وهنا تكمن مشكلة الغالبية من اللاجئين 'عمري الآن 48 عاما وأقوم بالتدريب المهني، من المفترض أن أكتفي بدورة تدريبة تكميلية وليس البدء بالتدريب من الصفر'. وتتابع حديثها عن الاختلاف بين النظام الدراسي ونظام العمل في ألمانيا وبين سوريا والتحديات التي يواجهها المتقدمون بالعمر من اللاجئين، موضحة 'عندما تخرجت عام 1995 لم يكن الحاسوب قد أدرج بالجامعة في سوريا على عكس ألمانيا، وهذه أحد العوائق التي يمكن التغلب عليها من خلال برامج التدريب المهني التكميلية'.
على المسار الخاطئ؟
على الرغم من أن غالبية اللاجئين الذين فروا إلى ألمانيا تتراوح أعمارهم ما بين 18و 35 عاماً ونسبة اللاجئين الذين تفوق أعمارهم الأربعين عاماً بالمقارنة تبقى ضئيلة، إلا أن الكثيرين منهم يواجهون صعوبات في استكمال حياتهم المهنية في ألمانيا لأسباب متعددة، كما تقول زابينه شولينغ المتحدثة باسم مكتب العمل في مدينة كولونيا: 'يسعدنا مساعدة الأشخاص سواء أكانوا لاجئين أم لا في العثور على عمل في تخصصهم. هذا هو عملنا. وإذا لم ينجح الأشخاص في الوصول إلى هذا الهدف، يمكن أن يكون لذلك أسباب مختلفة'. تعتبر الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا حلقة الوصل بين الباحثين عن وظيفة وأرباب العمل. وتقدم المشورة والمعلومات حول العمل والتدريب المهني، وتساعد في تحصيل المؤهلات اللازمة للعمل والعثور على العروض المناسبة. لكن أسماء تقول إنه يوجد الكثير من البرامج في مجال الهندسة، وهي مازالت لا تعرف لحد الآن ما هو البرنامج الذي يجب أن تلتحق به حتى تتمكن من الحصول على عمل في تخصصها السابق. تواصلت أسماء مجدداً مع مكتب وكالة العمل بمدينتها من أجل اخبارهم برغبتها في ترك التدريب المهني الحالي، وبدء البحث عن مسار آخر يقربها أكثر من هدفها بعد مرور سنوات دون جدوى، وتقول إنها تحب أن تبقى مهندسة 'أو أن أحصل على أي عمل قريب من هذا مجال تحصصي، وليس أن أدرس رفقة طلاب من جيل أبنائي'.
حواجز الأحكام المسبقة!
للعثور على عمل في ألمانيا، يتعين على اللاجئين الأكاديميين، بعد الحصول على المستوى المطلوب في اللغة الألمانية، تقديم طلب تعديل الشهادة الجامعية الأجنبية على الموقع الحكومي الرسمي لتصديق الشهادات الأجنبية في ألمانيا Zentralstelle für ausländisches Bildungswesen ZAB. وعلى صفحة الموقع توجد الشروط الواجب اتباعها من أجل تعديل الشهادات الأجنبية، خاصة للاجئين الأكاديميين القادمين من سوريا. وعن دور مكاتب وكالة العمل في هذه العملية، تقول شولينغ 'يمكن لمكتب العمل مراجعة السلطات المسؤولة فيما يخص الطلب، لكن ليس له أي تأثير على مدة ونتائج عملية تقييم طلب تعديل الشهادة'. ورغم حصوله على تعديل لشهادته الجامعية وتوفر باقي المؤهلات للعمل لديه، لم يتمكن فادي (41 عاما)، من الحصول على عمل في نفس تخصصه، كما يقول. وصل اللاجئ السوري إلى ألمانيا عام 2016 وهو مهندس كيمياء عمل في عدد من شركات النفط في أكثر من دولة وكله آمال في الاستفادة من سنوات خبرته التي تجاوزت الـ 13 عاما، في العثور على فرصة لاستكمال حياته المهنية في البلد الجديد. بعد تمكنه من تعلم اللغة الألمانية في وقت وجيز وحصوله على تعديل لشهادته ومؤهل لمزاولة مهنة مهندس في ألمانيا، لم يحصل فادي على قبول طلبات العمل التي أرسلها إلى شركات مختلفة عام 2017. ويتابع فادي سرد تجربته لمهاجر نيوز في البحث عن عمل في ألمانيا والصعوبات التي واجهته 'قدمت على وظيفة عادية وعملت في شركة للأدوية مدة عام ونصف. أعتقد أن هناك مشكلة في التواصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب الشركات. ولا أجد تفسيراً لذلك. أواجه دائما الحكم المسبق بأن اللاجئين لا يعرفون الكثير مهما كانت خبرتك وإن لغتهم الألمانية تبقى غير جيدة مهما فعلت'. يقول فادي إن الصعوبات التي تواجه أغلب اللاجئين تكمن في اتقان لغة التخصص ويرى أن حل مشكلة التواصل هذه يتمثل في منح اللاجئين فرص للتدريب بالشركات دون مقابل للتعرف على بيئة ولغة العمل. وقد تم تطبيق هذه الفكرة في عدد من المدن لكنها لم تعمم. و من جهة أخرى يرى فادي أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهه في استكمال حياته المهنية في البلد الجديد، إلا أنه قد حصل على فرصة بوجوده في ألمانيا: 'الحياة في ألمانيا رائعة والمجتمع منفتح، وتقبل الصعوبات هو جزء من حياتنا لكنها لا تترك أثرا سلبيا علي حياتي لأن لدي الكثير مما يمكنني فعله هنا'. مكان الإقامة يلعب دوراً أيضاً
تحديد إقامتها يحد من فرصها في العثور على وظيفة مناسبة، تقول اللاجئة السورية التي تقطن في مدينة صغيرة بولاية سكسونيا السفلى. وصلت أمل (51 عاما) إلى ألمانيا قبل أربعة أعوام. وكانت تعمل قبل ذلك في مجال التنمية البشرية وتعطي دورات بالمدراس والمعاهد التربوية في سوريا. برامج التدريب المهني التي عرضت عليها وشاركت فيها لم تستفد منها لأنها غير مكثفة، حسب قولها. التحقت الآن بأحد برامج التدريب عن بعد في مجال عملها. وتأمل في الحصول على ظيفة في المجال الذي تحبه. وهي ترغب في تسخير علمها في مساعدة اللاجئين الذي يواجهون صعوبات في بداية حياتهم. تفكر اللاجئة السورية حاليا في طلب تغيير مكان إقامتها للعيش في إحدى المدن الكبرى التي قد تحظى فيها هي وأسرتها بفرص أفضل. وعن معاناتها من مكان إقامتها تقول لمهاجر نيوز 'أعاني في هذه المدينة الصغيرة، فابني يحتاج الآن إلى فرصة للتدريب وزوجي يعاني من أمراض عدة وهو بحاجة إلى مستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، لهذا أفكر جدياً في الانتقال إلى مدينة أخرى لكن لا أعرف كيف يمكنني فعل ذلك'. تقدم الوكالة الاتحادية للعمل بالتعاون مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) دورات للغة التي تربط بين تعلم اللغة الألمانية وإعداد اللاجئين والمهاجرين لسوق العمل. و لا ينصب التركيز في برامج التدريب المهني على الاندماج في سوق العمل فقط وإنما أيضاً على مواصلة تطوير المهارات المهنية.( مهاجر نيوز)
رغم أنهم يمثلون الفئة العمرية الأقل من بين اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم يواجهون صعوبة في دخول سوق العمل لأسباب مختلفة. لاجئون ينقلون تجاربهم والصعوبات التي تواجههم خلال البحث عن فرصة عمل. رغم أنهم يمثلون الفئة العمرية الأقل من بين اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم يواجهون صعوبة في دخول سوق العمل لأسباب مختلفة. لاجئون تحدثوا ل'مهاجر نيوز ' عن تجاربهم والصعوبات التي تواجههم والتي قد توضح سبب عدم قدرتهم على إيجاد فرصة عمل. الشعور بأنها ليست في المكان الصحيح، يرافق أسماء (48 عاما) منذ التحاقها بالتكوين المهني في مجال البرمجة الإلكترونية في ألمانيا. وصلت اللاجئة السورية ألمانيا أواخر عام 2015. تخرجت من الجامعة في سوريا عام 1995 وعملت مهندسة كهرباء حوالي 25 عاما. رحلتها مع البحث عن عمل يناسب تخصصها الدراسي وسنوات خبرتها، بدأت بتقديم طلب معادلة شهادتها وتعلم اللغة الألمانية بشكل متقن يخولها دخول سوق العمل من دوم صعوبات. لكن رغم كل هذا لم تتمكن من العثور على العمل. حبها للعمل ومواصلة حياتها المهنية، جعلها تسارع للبحث عن بديل آخر، تقول أسماء ، لكن بعد أن تمكنت من الحصول على مقعد بالتكوين المهني في مجال البرمجة الإلكترونية، لم تشعر أنها تسير على الطريق الصحيح نحو هدفها والعمل في مجال تخصصها، وتوضح ذلك بالقول 'بدأت الدراسة هنا وأنا غير مقتنعة بذلك، لأنه ليس مجال عملي وأفكر في ترك التدريب المهني والعودة للبحث من جديد عن عمل في مجال الهندسة الكهربائية'. وعن محاولاتها المتعددة للحصول على عمل مناسب والصعوبات التي واجهاتها، ترى أن العمر يلعب دوراً كبيرا في إمكانية الحصول على عمل في ألمانيا، لكن يجب أخذ سنوات الخبرة بعين الاعتبار وهنا تكمن مشكلة الغالبية من اللاجئين 'عمري الآن 48 عاما وأقوم بالتدريب المهني، من المفترض أن أكتفي بدورة تدريبة تكميلية وليس البدء بالتدريب من الصفر'. وتتابع حديثها عن الاختلاف بين النظام الدراسي ونظام العمل في ألمانيا وبين سوريا والتحديات التي يواجهها المتقدمون بالعمر من اللاجئين، موضحة 'عندما تخرجت عام 1995 لم يكن الحاسوب قد أدرج بالجامعة في سوريا على عكس ألمانيا، وهذه أحد العوائق التي يمكن التغلب عليها من خلال برامج التدريب المهني التكميلية'.
على المسار الخاطئ؟
على الرغم من أن غالبية اللاجئين الذين فروا إلى ألمانيا تتراوح أعمارهم ما بين 18و 35 عاماً ونسبة اللاجئين الذين تفوق أعمارهم الأربعين عاماً بالمقارنة تبقى ضئيلة، إلا أن الكثيرين منهم يواجهون صعوبات في استكمال حياتهم المهنية في ألمانيا لأسباب متعددة، كما تقول زابينه شولينغ المتحدثة باسم مكتب العمل في مدينة كولونيا: 'يسعدنا مساعدة الأشخاص سواء أكانوا لاجئين أم لا في العثور على عمل في تخصصهم. هذا هو عملنا. وإذا لم ينجح الأشخاص في الوصول إلى هذا الهدف، يمكن أن يكون لذلك أسباب مختلفة'. تعتبر الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا حلقة الوصل بين الباحثين عن وظيفة وأرباب العمل. وتقدم المشورة والمعلومات حول العمل والتدريب المهني، وتساعد في تحصيل المؤهلات اللازمة للعمل والعثور على العروض المناسبة. لكن أسماء تقول إنه يوجد الكثير من البرامج في مجال الهندسة، وهي مازالت لا تعرف لحد الآن ما هو البرنامج الذي يجب أن تلتحق به حتى تتمكن من الحصول على عمل في تخصصها السابق. تواصلت أسماء مجدداً مع مكتب وكالة العمل بمدينتها من أجل اخبارهم برغبتها في ترك التدريب المهني الحالي، وبدء البحث عن مسار آخر يقربها أكثر من هدفها بعد مرور سنوات دون جدوى، وتقول إنها تحب أن تبقى مهندسة 'أو أن أحصل على أي عمل قريب من هذا مجال تحصصي، وليس أن أدرس رفقة طلاب من جيل أبنائي'.
حواجز الأحكام المسبقة!
للعثور على عمل في ألمانيا، يتعين على اللاجئين الأكاديميين، بعد الحصول على المستوى المطلوب في اللغة الألمانية، تقديم طلب تعديل الشهادة الجامعية الأجنبية على الموقع الحكومي الرسمي لتصديق الشهادات الأجنبية في ألمانيا Zentralstelle für ausländisches Bildungswesen ZAB. وعلى صفحة الموقع توجد الشروط الواجب اتباعها من أجل تعديل الشهادات الأجنبية، خاصة للاجئين الأكاديميين القادمين من سوريا. وعن دور مكاتب وكالة العمل في هذه العملية، تقول شولينغ 'يمكن لمكتب العمل مراجعة السلطات المسؤولة فيما يخص الطلب، لكن ليس له أي تأثير على مدة ونتائج عملية تقييم طلب تعديل الشهادة'. ورغم حصوله على تعديل لشهادته الجامعية وتوفر باقي المؤهلات للعمل لديه، لم يتمكن فادي (41 عاما)، من الحصول على عمل في نفس تخصصه، كما يقول. وصل اللاجئ السوري إلى ألمانيا عام 2016 وهو مهندس كيمياء عمل في عدد من شركات النفط في أكثر من دولة وكله آمال في الاستفادة من سنوات خبرته التي تجاوزت الـ 13 عاما، في العثور على فرصة لاستكمال حياته المهنية في البلد الجديد. بعد تمكنه من تعلم اللغة الألمانية في وقت وجيز وحصوله على تعديل لشهادته ومؤهل لمزاولة مهنة مهندس في ألمانيا، لم يحصل فادي على قبول طلبات العمل التي أرسلها إلى شركات مختلفة عام 2017. ويتابع فادي سرد تجربته لمهاجر نيوز في البحث عن عمل في ألمانيا والصعوبات التي واجهته 'قدمت على وظيفة عادية وعملت في شركة للأدوية مدة عام ونصف. أعتقد أن هناك مشكلة في التواصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب الشركات. ولا أجد تفسيراً لذلك. أواجه دائما الحكم المسبق بأن اللاجئين لا يعرفون الكثير مهما كانت خبرتك وإن لغتهم الألمانية تبقى غير جيدة مهما فعلت'. يقول فادي إن الصعوبات التي تواجه أغلب اللاجئين تكمن في اتقان لغة التخصص ويرى أن حل مشكلة التواصل هذه يتمثل في منح اللاجئين فرص للتدريب بالشركات دون مقابل للتعرف على بيئة ولغة العمل. وقد تم تطبيق هذه الفكرة في عدد من المدن لكنها لم تعمم. و من جهة أخرى يرى فادي أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهه في استكمال حياته المهنية في البلد الجديد، إلا أنه قد حصل على فرصة بوجوده في ألمانيا: 'الحياة في ألمانيا رائعة والمجتمع منفتح، وتقبل الصعوبات هو جزء من حياتنا لكنها لا تترك أثرا سلبيا علي حياتي لأن لدي الكثير مما يمكنني فعله هنا'. مكان الإقامة يلعب دوراً أيضاً
تحديد إقامتها يحد من فرصها في العثور على وظيفة مناسبة، تقول اللاجئة السورية التي تقطن في مدينة صغيرة بولاية سكسونيا السفلى. وصلت أمل (51 عاما) إلى ألمانيا قبل أربعة أعوام. وكانت تعمل قبل ذلك في مجال التنمية البشرية وتعطي دورات بالمدراس والمعاهد التربوية في سوريا. برامج التدريب المهني التي عرضت عليها وشاركت فيها لم تستفد منها لأنها غير مكثفة، حسب قولها. التحقت الآن بأحد برامج التدريب عن بعد في مجال عملها. وتأمل في الحصول على ظيفة في المجال الذي تحبه. وهي ترغب في تسخير علمها في مساعدة اللاجئين الذي يواجهون صعوبات في بداية حياتهم. تفكر اللاجئة السورية حاليا في طلب تغيير مكان إقامتها للعيش في إحدى المدن الكبرى التي قد تحظى فيها هي وأسرتها بفرص أفضل. وعن معاناتها من مكان إقامتها تقول لمهاجر نيوز 'أعاني في هذه المدينة الصغيرة، فابني يحتاج الآن إلى فرصة للتدريب وزوجي يعاني من أمراض عدة وهو بحاجة إلى مستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، لهذا أفكر جدياً في الانتقال إلى مدينة أخرى لكن لا أعرف كيف يمكنني فعل ذلك'. تقدم الوكالة الاتحادية للعمل بالتعاون مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) دورات للغة التي تربط بين تعلم اللغة الألمانية وإعداد اللاجئين والمهاجرين لسوق العمل. و لا ينصب التركيز في برامج التدريب المهني على الاندماج في سوق العمل فقط وإنما أيضاً على مواصلة تطوير المهارات المهنية.( مهاجر نيوز)
التعليقات
اللاجئون من كبار السن في المانيا .. صعوبة في الدخول لسوق العمل
التعليقات