كانت تجلس أمام شرفة غرفتها، تنظر إلى السماء .. شرد ذهنها.. وشعرت بنور من بين النجوم طل .. لمع في السماء وأنار الليل .. أحست عندها بتسارع في ضربات قلبها .. واختلطت مشاعرها ما بين فرح وحزن .. فنادت إلى ابنتها .. انظري يا ابنتي: هناك نور قد أضاء السماء وكشف ظلمة الليل.. ثم دمعت عينيها وتحجرش صوتها وشعرت بوهن عام تملك جسدها .. وحاولت أن تستجمع ما تبقى لها من قوتها .. وأجلست بقربها ابنتها ثم قالت: آه يا ابنتي آه .. لقد جاءنا رمضان لكنه لم يأتِ ككل عام .. أغلقت يا ابنتي أبواب المساجد .. فلن تُسمع أصوات لإقامات ولا دروس وعظات ولا تراويح .. ولا قيام .. ولا جماعات .. ولن تقام إفطارات لأيتام ولا لمساكين ولا جائعين ومحتاجين.. ولن نقيم الخيم .. ولن نحضر موائد الرحمن .. ولن نزور الأرحام ونعد عزائم الأخوة والأخوات والعمات والخالات ولن تزدحم بالأحفاد بيوت الأجداد والجدات .. آه يا ابنتي آه يا رمضان .. قالت .. لا تحزني يا أمي .. لا تبكي .. لا تتألمي. سنزين الشبابيك بالأهلة والنجوم المضيئة .. وسيبقى رمضان يجمعنا على مائدة واحدة .. في فطور كريم .. نتلذذ بعده بقطايف وحلويات من صنع أيدينا .. وسحور مبارك به تصح أبداننا .. ربما تغلق يا أمي أبواب المساجد.. لكن أبواب السماء لن تغلق .. قد تتوقفت الجماعات إلا أن الصلوات لن تتوقف .. سنحضر البيوت بمصليات صغيرة .. نهيؤها ونرتبها ونعطرها بالعود والعنبر .. ونقيم فيها جماعات صغيرة ..وسيبقى قيامنا يعمّرها .. بتلاوات للقرآن وضجيج خافت بأصوات الدعوات والحاجات .. سنزين الشوارع بفوانيس الصدقة والزكاة .. وسيبقى ضوء طرود الخير ينير الليل .. فيسر الفقير ويسعد المسكين .. ولعل يا أمي في إغلاق الخيم .. فرصة لنا لإحياء ما نسينا من السنن .. ومنها صيام عن الفتن.. وصوم الأسماع والألسن عن الكذب والمحارم .. وقولنا 'اللهم إني صائم' .. ودعاؤنا اللهم إنك عفو تحب العفو .. وتفقد الجيران والأقارب .. ولا تنسي يا أمي أجر من فطر صائما .. وقام العشر الأواخر .. وبالرجاء سننتظر ونتحرى هلال العيد ليأذن لنا بفجر جديد .. تحمل لنا فيه التكبيرات البشائر .. ويعلن العيد السعيد بصلاة تجمع الكبير والصغير والغني والفقير .. سنصلى جميعا يا أمي ونصل أرحامنا .. ونوزع هدايانا والعيديات .. وستحيا الشوارع من جديد بأصوات ألعاب الأطفال وضجيج الضحكات. وسيبقى رمضان كما عهدناه يا أمي.. شهر للرحمة والبركة والغفران .. ويعود ليطل علينا في كل عام ليذكرنا أن حذار من النسيان ..
كانت تجلس أمام شرفة غرفتها، تنظر إلى السماء .. شرد ذهنها.. وشعرت بنور من بين النجوم طل .. لمع في السماء وأنار الليل .. أحست عندها بتسارع في ضربات قلبها .. واختلطت مشاعرها ما بين فرح وحزن .. فنادت إلى ابنتها .. انظري يا ابنتي: هناك نور قد أضاء السماء وكشف ظلمة الليل.. ثم دمعت عينيها وتحجرش صوتها وشعرت بوهن عام تملك جسدها .. وحاولت أن تستجمع ما تبقى لها من قوتها .. وأجلست بقربها ابنتها ثم قالت: آه يا ابنتي آه .. لقد جاءنا رمضان لكنه لم يأتِ ككل عام .. أغلقت يا ابنتي أبواب المساجد .. فلن تُسمع أصوات لإقامات ولا دروس وعظات ولا تراويح .. ولا قيام .. ولا جماعات .. ولن تقام إفطارات لأيتام ولا لمساكين ولا جائعين ومحتاجين.. ولن نقيم الخيم .. ولن نحضر موائد الرحمن .. ولن نزور الأرحام ونعد عزائم الأخوة والأخوات والعمات والخالات ولن تزدحم بالأحفاد بيوت الأجداد والجدات .. آه يا ابنتي آه يا رمضان .. قالت .. لا تحزني يا أمي .. لا تبكي .. لا تتألمي. سنزين الشبابيك بالأهلة والنجوم المضيئة .. وسيبقى رمضان يجمعنا على مائدة واحدة .. في فطور كريم .. نتلذذ بعده بقطايف وحلويات من صنع أيدينا .. وسحور مبارك به تصح أبداننا .. ربما تغلق يا أمي أبواب المساجد.. لكن أبواب السماء لن تغلق .. قد تتوقفت الجماعات إلا أن الصلوات لن تتوقف .. سنحضر البيوت بمصليات صغيرة .. نهيؤها ونرتبها ونعطرها بالعود والعنبر .. ونقيم فيها جماعات صغيرة ..وسيبقى قيامنا يعمّرها .. بتلاوات للقرآن وضجيج خافت بأصوات الدعوات والحاجات .. سنزين الشوارع بفوانيس الصدقة والزكاة .. وسيبقى ضوء طرود الخير ينير الليل .. فيسر الفقير ويسعد المسكين .. ولعل يا أمي في إغلاق الخيم .. فرصة لنا لإحياء ما نسينا من السنن .. ومنها صيام عن الفتن.. وصوم الأسماع والألسن عن الكذب والمحارم .. وقولنا 'اللهم إني صائم' .. ودعاؤنا اللهم إنك عفو تحب العفو .. وتفقد الجيران والأقارب .. ولا تنسي يا أمي أجر من فطر صائما .. وقام العشر الأواخر .. وبالرجاء سننتظر ونتحرى هلال العيد ليأذن لنا بفجر جديد .. تحمل لنا فيه التكبيرات البشائر .. ويعلن العيد السعيد بصلاة تجمع الكبير والصغير والغني والفقير .. سنصلى جميعا يا أمي ونصل أرحامنا .. ونوزع هدايانا والعيديات .. وستحيا الشوارع من جديد بأصوات ألعاب الأطفال وضجيج الضحكات. وسيبقى رمضان كما عهدناه يا أمي.. شهر للرحمة والبركة والغفران .. ويعود ليطل علينا في كل عام ليذكرنا أن حذار من النسيان ..
كانت تجلس أمام شرفة غرفتها، تنظر إلى السماء .. شرد ذهنها.. وشعرت بنور من بين النجوم طل .. لمع في السماء وأنار الليل .. أحست عندها بتسارع في ضربات قلبها .. واختلطت مشاعرها ما بين فرح وحزن .. فنادت إلى ابنتها .. انظري يا ابنتي: هناك نور قد أضاء السماء وكشف ظلمة الليل.. ثم دمعت عينيها وتحجرش صوتها وشعرت بوهن عام تملك جسدها .. وحاولت أن تستجمع ما تبقى لها من قوتها .. وأجلست بقربها ابنتها ثم قالت: آه يا ابنتي آه .. لقد جاءنا رمضان لكنه لم يأتِ ككل عام .. أغلقت يا ابنتي أبواب المساجد .. فلن تُسمع أصوات لإقامات ولا دروس وعظات ولا تراويح .. ولا قيام .. ولا جماعات .. ولن تقام إفطارات لأيتام ولا لمساكين ولا جائعين ومحتاجين.. ولن نقيم الخيم .. ولن نحضر موائد الرحمن .. ولن نزور الأرحام ونعد عزائم الأخوة والأخوات والعمات والخالات ولن تزدحم بالأحفاد بيوت الأجداد والجدات .. آه يا ابنتي آه يا رمضان .. قالت .. لا تحزني يا أمي .. لا تبكي .. لا تتألمي. سنزين الشبابيك بالأهلة والنجوم المضيئة .. وسيبقى رمضان يجمعنا على مائدة واحدة .. في فطور كريم .. نتلذذ بعده بقطايف وحلويات من صنع أيدينا .. وسحور مبارك به تصح أبداننا .. ربما تغلق يا أمي أبواب المساجد.. لكن أبواب السماء لن تغلق .. قد تتوقفت الجماعات إلا أن الصلوات لن تتوقف .. سنحضر البيوت بمصليات صغيرة .. نهيؤها ونرتبها ونعطرها بالعود والعنبر .. ونقيم فيها جماعات صغيرة ..وسيبقى قيامنا يعمّرها .. بتلاوات للقرآن وضجيج خافت بأصوات الدعوات والحاجات .. سنزين الشوارع بفوانيس الصدقة والزكاة .. وسيبقى ضوء طرود الخير ينير الليل .. فيسر الفقير ويسعد المسكين .. ولعل يا أمي في إغلاق الخيم .. فرصة لنا لإحياء ما نسينا من السنن .. ومنها صيام عن الفتن.. وصوم الأسماع والألسن عن الكذب والمحارم .. وقولنا 'اللهم إني صائم' .. ودعاؤنا اللهم إنك عفو تحب العفو .. وتفقد الجيران والأقارب .. ولا تنسي يا أمي أجر من فطر صائما .. وقام العشر الأواخر .. وبالرجاء سننتظر ونتحرى هلال العيد ليأذن لنا بفجر جديد .. تحمل لنا فيه التكبيرات البشائر .. ويعلن العيد السعيد بصلاة تجمع الكبير والصغير والغني والفقير .. سنصلى جميعا يا أمي ونصل أرحامنا .. ونوزع هدايانا والعيديات .. وستحيا الشوارع من جديد بأصوات ألعاب الأطفال وضجيج الضحكات. وسيبقى رمضان كما عهدناه يا أمي.. شهر للرحمة والبركة والغفران .. ويعود ليطل علينا في كل عام ليذكرنا أن حذار من النسيان ..
التعليقات