حطّم السرطان مناعة المريض 'ابو باسم'، فكان صيدا سهلا لفايروس كورونا الذي لم يمهله سوى عشرة ايام، تاركا خلفه أسرة تضم سبعة أولاد لا معيل لهم الا ام باسم التي تقول وهي ترثي الحال : عاجله الموت بكورونا بعد ان فتك به سرطان الرئة . فعلى امتداد عشر سنوات، على ما تستعيد أم باسم، كان زوجها الراحل يدخن ثلاث علب سجائر يوميا، تستنزف الدخل المتواضع اصلا، فضلا عن السهر ليلا كان يمضيه مع رفاقه لتدخين النرجيلة، قائلة ما يعني، انه امتلك مجد التدخين من ناصيتيه إن كان للآفة من مجد! توضح أم باسم ' طيلة اصابته بالسرطان لم يتوقف الراحل عن التدخين حتى اجتاحه اجتياحا، إلى أن اصطاده فايروس كورونا الشهر الماضي، فكانت الضربة القاضية'. منظمة الصحة العالمية، لم تغفل أمر التدخين وسظ إنهماكها بأمر الجائحة، موضحة أن المدخنين سيكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وربما يعانون بالفعل من مرض رئوي، أو انخفاض قدرة الرئة مما يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة. المنظمة ضمّنت احصائياتها خلاصات علمية تؤكد أنّ تعاطي منتجات التبغ يقتل نحو نصف عدد من يتعاطونه، إذ يودي التبغ بحياة أكثر من 8 ملايين انسان سنويا، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرة ، ونحو 2را مليون من غير المدخنين يتعرضون لدخانه لا إراديا ، ويعيش نحو 84 في المائة من المدخنين البالغ عددهم 3را مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. التبغ المقاوم لكورونا كذبة هدفها تجاري أمين سر جمعية 'لا للتدخين' الدكتورة لاريسا الور، تقرأ في سلوك منتجي التبغ، ما يعد استغلالا لظروف الجائحة في مصلحتهم، إذ ينشرون إعلانات تزعم 'بأن لديهم نوعا من التبغ المعدّل جينيّا يقي من الاصابة بكورونا'، ما يتزامن مع دراسات تزعم هي الاخرى 'بأنّ المدخّن أقل إصابة بفايروس كورونا، وأنّ وفيات المدخنين منها أقل'، مؤكدة أنّ تلك الاعلانات والدراسات مغلوطة علميا وعارية عن الصحة، وهي تقصد الربح فقط. فأي فيروس يقتحم الجسم، يهاجم الرئتين ويتلفهما أولا، حسب الور التي تلفت الى ان الرئتين بصفتهما خط الدفاع الاول، وقد اصيب بالتلف، فإن ذلك يمكّن الفايروس من الاستشراء في الجسم، لا سيما وأنّ جل المدخّنين مصابون بأمراض مزمنة. وتوضح الورأن منظمة الصحة العالمية كشفت عن أن تدخين النرجيلة مرتبط بزيادة خطر انتقال العوامل الـمُعْدية، ومنها فيروسات الجهاز التنفسي، وفيروس التهاب الكبد سي، فيما أنها تعتبر التجمعّات فرصة كبيرة لانتشار فيروس كورونا المستجد. وتبيّن أنه لما كان تدخين النرجيلة عادةً ما يحدث في التجمعات بالأماكن العامة، فإنه يزيد التدخين من خطر انتقال الأمراض، ذلك أنّها قد تحفز انتقال فيروس كورونا المستجد في التجمعات الاجتماعية، مشيرة إلى أنه عند تدخين النرجيلة في أماكن مغلقة، فحينها سيكون مستوى الخطر أعلى. منظمة الصحة العالمية أشارت عبر موقعها الالكتروني إلى أنه قد يكون مدخنو التبغ (السجائر والنرجيلة ولفافات البيدي والسيجار ومنتجات التبغ المسخّنة) أكثر عرضة للإصابة بـمرض كوفيد-19 لأن عملية التدخين نفسها تنطوي على ملامسة الأصابع (وربما السجائر الملوّثة) للشفاه ، مما يزيد من احتمال انتقال الفيروسات من اليد إلى الفم، وغالبًا ما ينطوي تدخين تبغ النرجيلة، على تبادل قطع فموية وخراطيم، مما قد ييسّر انتقال فيروس مرض كوفيد-19 بين الناس في البيئات المجتمعية والاجتماعية. وفي هذا تشير الور إلى أنه في حال أن وضع المدخّن يده على فمه عند التدخين وكانت يده ملوّثة فإنه سيسمح بانتقال العدوى، متسائلة كيف يمكن للمدخّن أن يَمتثل لأمر الدفاع رقم 11 بلبس الكمّامة، والتدخين ما يزال قائما في العديد من الدوائر الرسميّة والمؤسسات الخاصة، مبيّنة أنه ما دام هناك رصد لمخالفي أمر الدفاع 11، فمن الأولى أيضا مخالفة المدخّنين في الأماكن العامة، داعيّة إلى تطبيق قانون الصحّة العامّة رقم 47 لسنة 2008 بالشكل الأمثل. وتشير إلى أنه لابد من تكثيف التوعية الصحيّة بشأن خطورة تعاطي التبغ بشكل كبير، ذلك أنّه يسبّب مشاكل صحية خطيرة، منها مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، داعية إلى الإقلاع عن على تعاطي التبغ وتدخين النرجيلة على الدوام، بيد أن الإقلاع عن تعاطيه الآن يكتسي أهمية خاصة من أجل تخفيف وطأة الضرر الناجم عن مرض كوفيد-19.
وتضيف أنه باستطاعة المدخنين إذا ما أقلعوا عن التدخين، مواجهة الحالات المَرَضية المصاحبة بشكل أفضل حالَ إصابتهم بالعدوى؛ لأن الإقلاع عن تعاطي التبغ له تأثير إيجابي مباشر غالباً ما يكون على وظائف الرئة والقلب والأوعية الدموية، ويزداد هذا التحسُّن بمرور الوقت، وقد يعزز هذا التحسُّن قدرة مرضى كوفيد-19 على التصدي للعدوى، فيما قد يقلل من خطر معاناتهم لأعراض وخيمة. مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتورة عبير الموسوس، تقول إنّ نسبة انتشار المدخنين عالية جدا، سواء قبل الجائحة أو بعدها، وهو ما كان سببا لتوفير خط ساخن في الوزارة لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن التدخين، والاجابة على أسئلتهم وتقديم المشورة لهم للإقلاع عن التدخين، عل يد أطباء أكفّياء ومدرّبين محترفين، فضلا عن إطلاق حملة توعية للاقلاع عن التدخين . الموسوس تلفت الى أنّ شركة جونسون آند جونسون تبرعت للأردن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بقيمة حوالي مليون دولار أميركي، لمساعدة الاّلاف من المدخنين للاقلاع عن التدخين، ما سيتيح التوصل إلى علاجات بدائل النيكوتين، من خلال وضع المدخّن وبروتوكولات علاجه من قبل طبيب مختص في كيفية استخدام هذه البدائل. وإثر ذلك، توضح الموسوس ان الوزارة ستقوم بتوسيع خدمات الإقلاع عن التدخين ضمن الرعاية الصحيّة الأولية، وهوما يضيف جهدا لجهود خمسة مراكز للاقلاع عن التدخين في محافظات الكرك والزرقاء واربد وعمان، خلال ساعات وأيام محددة في الأسبوع. وقالت ان التجربة أثبتت أنّ ذلك لا يكفي، مشيرة إلى أنّ النية تتجه لشمول تلك الخدمات مع أكبر عدد من المراكز الصحية الأولية التي يزيد عددها في المملكة عن 380 مركزا. وترى ان الاتجاه في الوزارة، هو أن تكون مراكز الاقلاع عن التدخين متداخلة مع مراكز الرعاية الصحيّة الأولية، وسيكون التنفيذ على مراحل، حيث قمنا بتدريب 12 طبيبا . وتشير الى انه سيتم الاعلان قريبا عن اسماء المراكز التي سيعمل فيها هؤلاء الأطباء، بعد تلقيهم التدريب بإشرف خبراء من منظمة الصحة العالمية، 'وسنكون قد توسعنا في خدمة مشورة الاقلاع عن التدخين'. وتبيّن أن تكلفة أدوية بدائل النيكونين التي يتم توفيرها في خمسة مراكز غالية الثّمن، وأنّ الذي يقلع عن التدخين لابدّ أن تتوفّر لديه الإرادة الكاملة للإقلاع، فدونها لا ينفع العلاج. وتؤكد على إجراءات وزارة الصحة بتحذيرها للتدخين في الأماكن العامة والمغلقة وبخاصة في المطاعم والمقاهي، كما أنّ رسائل التوعية التي تطلقها الوزارة؛ تدعو إلى تعزيز مناعة الجسم ضد فيروس كورونا، مشدّدة على أن التدخين يقلّل مناعة الجسم، مما يجعله فريسة سهلة للفيروس.
كورونا والتبغ: وباء ينتعش على وباء أخصائية الاتصال والتوعية الطبية في مكتب مكافحة السرطان بمركز الحسين للسرطان الصيدلانية رشا مناصرة، تقول إنه مثلما ان هناك انتشارا لوباء كورونا، فإنّ التدخين يعتبر وباءً مع ازدياد انتشاره، ووجود أكثر من مليار شخص حول العالم من المدخنين. وتُظهر مدى تزايد معدّلات استهلاك التبغ في الأردن للعام الحالي، لتصبح أعلى المعدلات في العالم، إذ زادت كمية الاستهلاك وكذلك نسب انتشار التدخين بين البالغين من المدخنين، بمعدّل 21 سيجارة للفرد في اليوم الواحد. وتشير محليّا إلى أنّه كل ثمانية من أصل عشرة رجال هم من المدخنين المتعاطين للتبغ، ممن يدخّنون أو يستخدمون منتجات النيكوتين بانتظام بما في ذلك السجائر الالكترونية. وتؤكد أنّ التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بالكورونا بشكل أكبر، ويعرّض المدخن لخطر ربطه بجهاز التنفس الاصطناعي وإدخاله غرف العناية الحثيثة، كما أنّ مرضى القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي جرّاء تعاطيهم للتبغ هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الشديدة للمرض. وتوقّفت مناصرة عند توصيات دراسة أعدّتها منظمة الصحة العالمية، تقول بأنه إذا تمّ تطبيق القانون 'فإننا خلال السنوات الخمس المقبلة، سنخفّض معدّل الاستهلاك إلى 12 بالمائة، وباستطاعة الأردن تجنب أكثر من خمسة الآف حالة وفاة مبكّرة، وتقليل التكلفة الاقتصادية، فيما سيقل التدخين السلبي في بيئة العمل، ويكون هنالك إمكانية كبيرة لإقلاع المدخن عن التدخين'. وتؤكّد مناصرة على أهمية ترجمة المعلومات الصحية وتطبيقها سلوكيا، اذ ان الناس يعلمون بمخاطر تعاطي التبغ، إلا أن كثيرا منهم لا يتقيّد بهذا الأمر ويصرّون على تدخين السيجارة أو الأرجيلة أو السيجارة الالكترونية.br>الناشط في حقوق البيئة المحامي بشار الديات، يقول إنه بالنظر إلى نص المادة 53 فقرة 1 من قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 وتعديلاته، نجد أنها تحظر تدخين أي منتجات التبغ في الأماكن العامة، مبينا أهمية تطبيق هذا النص القانوني من قبل مطبّقي الضابطة العدلية والحكام الإداريين والمفوضين بتطبيقه. ويدعو إلى تغليظ العقوبات على كل مخالف سواء في المناطق المغلقة والمناطق الملحقة بالخدمات الطبية والصيدليات والمراكز الصحية وبنوك الدم عن طريق فرض مخالفات بقيم عالية، ومن الممكن إغلاق المنشأة في حال تكرار المخالفة. كما يدعو الى إلزام كافة المنشآت الصحية بتشغيل أنظمة كشف الدخان لمحاولة الحد من هذه الظاهرة، مع ضرورة الجديّة بمنع تدخين العاملين في المرافق العامة. ودعا الى توحيد القوانين والأنظمة والتعليمات الناظمة لتعاطي واستيراد وتنظيم كل ما يتعلق بمنتجات التبغ في المملكة، اذ هي ليست منظمة بقانون أو نظام خاص وموحد. ولفت الى ان منظمة الصحة العالمية أدرجت منع التسويق والترويج للتبغ ومنتجاته الدعائية في توصياتها لمكافحة التدخين، في مسعى لخفض نسبة استهلاكه، فضلا عن أن الضرائب تعد وسيلة قانونية للحد من الظاهرة، مما يساعد على خفض استهلاكه في البلدان ذات الدخل المنخفض كما هو حال الاردن. وعلى الرغم من أهمية برتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ لكونه أول برتوكول أممي صادر عن منظمة الصحة العالمية ويعنى بشكل رئيس بمكافحة التبغ والاتجار غير المشروع به، إلا أن الاردن ليس عضوا فيه ولم يوقع عليه، بحسب الديات. ويبين أهمية البرتوكول؛ للتصدي للاتجار غير المشروع لمنتجات التبغ، بما يتيح حال تطبيق بنوده إلى تقليل انتشاره وارتفاع أسعار منتجاته، ذلك أن أرخص أثمان منتجات التبغ يعود بسبب انتشار تهريبه بشكل واسع هروبا من الاشتراطات المالية والصحية، فيما أن البرتوكول يحظر الإعلان عن التبغ والترويج له بأي شكل من الأشكال. ويدعو لتسريع انضمام الاردن وتصديقه بشكل كامل على بنود البرتوكول، وساق دليلا على اهمية ما يقول لافتا إلى القضية الكبرى التي تكشفت أمام محكمة أمن الدولة، إثر تهريب تبغ وتصنيعه. عضو مركز حقوق الانسان المحامية بسمة العواملة، تقول إن الهواء النقي حق أساس من حقوق الإنسان، كما أن حماية الناس من التعرض لدخان التبغ هي ما نصّت عليه اتفاقية الصحّة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، فالمدخنون ينتهكون حق الآخرين في الصحة المثلى والبيئة السلمية الآمنة النظيفة من التدخين. وبيّنت أنه من حق العمال أن يكسبوا رزقهم دون تعريض صحتهم لخطر استنشاق دخان التبغ غير المباشر. كما أقر العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عددا من الحقوق منها، أنّ لكل فرد الحق في التمتع بظروف تكفل السلامة والصحة. وتشير نتائج اخر مسح حول نفقات ودخل الأسرة ( 2017/ 2018 ) إلى أن متوسط إنفاق الأسر على التبغ والسجائر نحو 717 مليون دينار اردني وبنسبة 4ر4 في المائة من مجموع الانفاق على السلع والخدمات، ذلك أن الأسرة الأردنية تنفق 1.50 دينار على التدخين يومياً، بينما كان متوسط الإنفاق على الخدمات الصحية 1.38 دينار يومياً و1.60 دينار يومياً على التعليم.
الفقراء أكثر تدخينا وعلى الرغم من أن المدخن يتحمل أعباءً مالية جراء شراء علبة السجائر، إلا أن نتائج المسح بيّنت أن هناك ارتفاعا في نسبة الإنفاق على التدخين بين الأسر ذوي الدخل المحدود، اذ بلغت ستة في المائة للذين يقل دخلهم عن 2500 دينار سنوياً، في حين كانت أقل نسبة في فئة الدخل للأسرة التي يزيد دخلها عن 25 ألف دينار بنسبة 5ر2 في المائة. فمنظمة الصحّة العالمية، تشير إلى أنّ التبغ يؤثِّر على الفقر والجوع، فالفقراء هم الأكثر عُرضة لتعاطي التبغ، مبينة أنّ تعاطي التبغ يضر بالصحة ويسبِّب الأمراض. فيما أن استهلاك السجائر يؤدي إلى تلوث الهواء وإنتاج أطنان من مخلفات التبغ التي تحتوي على أكثر من 7 الآف مادة كيميائية سامة، بما في ذلك الـمُركّبات المسبِّبة للسرطان. الخبير الاقتصادي عبدالرزاق بني هاني، يقول إنّ ما ينفقه الفرد على التبغ، هو انفاق على سلعة غير منتجة، تحدث أضرارا عديدة، منها الوفاة المبكّرة والاصابة بالأمراض المزمنة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وخسارة الإنتاجية، وعائقاً رئيسياً أمام تحقيق التنمية المستدامة. ويضيف أن شركات التبغ تحصد المليارات من سلعة الموت، مبينا أن مساهمة صناعة التبغ في النشاط الاقتصادي، يقدّر ب889 مليون دينار، فيما يبلغ مجموع الخسائر الاقتصادية نتيجة تعاطي التبغ نحو 6ر1 مليار دينار، تذهب ما بين تكاليف الرعاية الصحية التي تقدّر نحو 204 ملايين دينار، و339 مليون دينار للتكاليف المرتبطة بالوفيات، و990 مليونا لتكلفة التدخين في العمل. ويشير إلى أن ارباح الضرائب عالية ولكن الضرر الذي يلحقه التدخين بالخدمات والكلف الصحية عشرات الأضعاف، مبينا أنّ هذه السلعة غير منتجة، لو أنّ الناس أنفقت مالها في الطعام والشراب والترفيه، تستطيع استعادة صحّتها الجسدية والنفسية بشكل أفضل. ويوضح أنّ الخسائر التي تسببها مادة التبغ عديدة منها ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والتدهور البيئي وتدمير الحرائق وما يسهم ذلك في ارتفاع الخسائر الاقتصادية. ويبين أنّه في الوقت الذي ينخفض فيه عدد المدخنين حول العالم، إلا أن أعداد المدخنين في الأردن بازدياد، بما تستدعي الضرورة نشر التوعية بالاضرار الجسيمة للتدخين من خلال المنظومة التربوية والمنابر الإعلامية.
حطّم السرطان مناعة المريض 'ابو باسم'، فكان صيدا سهلا لفايروس كورونا الذي لم يمهله سوى عشرة ايام، تاركا خلفه أسرة تضم سبعة أولاد لا معيل لهم الا ام باسم التي تقول وهي ترثي الحال : عاجله الموت بكورونا بعد ان فتك به سرطان الرئة . فعلى امتداد عشر سنوات، على ما تستعيد أم باسم، كان زوجها الراحل يدخن ثلاث علب سجائر يوميا، تستنزف الدخل المتواضع اصلا، فضلا عن السهر ليلا كان يمضيه مع رفاقه لتدخين النرجيلة، قائلة ما يعني، انه امتلك مجد التدخين من ناصيتيه إن كان للآفة من مجد! توضح أم باسم ' طيلة اصابته بالسرطان لم يتوقف الراحل عن التدخين حتى اجتاحه اجتياحا، إلى أن اصطاده فايروس كورونا الشهر الماضي، فكانت الضربة القاضية'. منظمة الصحة العالمية، لم تغفل أمر التدخين وسظ إنهماكها بأمر الجائحة، موضحة أن المدخنين سيكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وربما يعانون بالفعل من مرض رئوي، أو انخفاض قدرة الرئة مما يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة. المنظمة ضمّنت احصائياتها خلاصات علمية تؤكد أنّ تعاطي منتجات التبغ يقتل نحو نصف عدد من يتعاطونه، إذ يودي التبغ بحياة أكثر من 8 ملايين انسان سنويا، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرة ، ونحو 2را مليون من غير المدخنين يتعرضون لدخانه لا إراديا ، ويعيش نحو 84 في المائة من المدخنين البالغ عددهم 3را مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. التبغ المقاوم لكورونا كذبة هدفها تجاري أمين سر جمعية 'لا للتدخين' الدكتورة لاريسا الور، تقرأ في سلوك منتجي التبغ، ما يعد استغلالا لظروف الجائحة في مصلحتهم، إذ ينشرون إعلانات تزعم 'بأن لديهم نوعا من التبغ المعدّل جينيّا يقي من الاصابة بكورونا'، ما يتزامن مع دراسات تزعم هي الاخرى 'بأنّ المدخّن أقل إصابة بفايروس كورونا، وأنّ وفيات المدخنين منها أقل'، مؤكدة أنّ تلك الاعلانات والدراسات مغلوطة علميا وعارية عن الصحة، وهي تقصد الربح فقط. فأي فيروس يقتحم الجسم، يهاجم الرئتين ويتلفهما أولا، حسب الور التي تلفت الى ان الرئتين بصفتهما خط الدفاع الاول، وقد اصيب بالتلف، فإن ذلك يمكّن الفايروس من الاستشراء في الجسم، لا سيما وأنّ جل المدخّنين مصابون بأمراض مزمنة. وتوضح الورأن منظمة الصحة العالمية كشفت عن أن تدخين النرجيلة مرتبط بزيادة خطر انتقال العوامل الـمُعْدية، ومنها فيروسات الجهاز التنفسي، وفيروس التهاب الكبد سي، فيما أنها تعتبر التجمعّات فرصة كبيرة لانتشار فيروس كورونا المستجد. وتبيّن أنه لما كان تدخين النرجيلة عادةً ما يحدث في التجمعات بالأماكن العامة، فإنه يزيد التدخين من خطر انتقال الأمراض، ذلك أنّها قد تحفز انتقال فيروس كورونا المستجد في التجمعات الاجتماعية، مشيرة إلى أنه عند تدخين النرجيلة في أماكن مغلقة، فحينها سيكون مستوى الخطر أعلى. منظمة الصحة العالمية أشارت عبر موقعها الالكتروني إلى أنه قد يكون مدخنو التبغ (السجائر والنرجيلة ولفافات البيدي والسيجار ومنتجات التبغ المسخّنة) أكثر عرضة للإصابة بـمرض كوفيد-19 لأن عملية التدخين نفسها تنطوي على ملامسة الأصابع (وربما السجائر الملوّثة) للشفاه ، مما يزيد من احتمال انتقال الفيروسات من اليد إلى الفم، وغالبًا ما ينطوي تدخين تبغ النرجيلة، على تبادل قطع فموية وخراطيم، مما قد ييسّر انتقال فيروس مرض كوفيد-19 بين الناس في البيئات المجتمعية والاجتماعية. وفي هذا تشير الور إلى أنه في حال أن وضع المدخّن يده على فمه عند التدخين وكانت يده ملوّثة فإنه سيسمح بانتقال العدوى، متسائلة كيف يمكن للمدخّن أن يَمتثل لأمر الدفاع رقم 11 بلبس الكمّامة، والتدخين ما يزال قائما في العديد من الدوائر الرسميّة والمؤسسات الخاصة، مبيّنة أنه ما دام هناك رصد لمخالفي أمر الدفاع 11، فمن الأولى أيضا مخالفة المدخّنين في الأماكن العامة، داعيّة إلى تطبيق قانون الصحّة العامّة رقم 47 لسنة 2008 بالشكل الأمثل. وتشير إلى أنه لابد من تكثيف التوعية الصحيّة بشأن خطورة تعاطي التبغ بشكل كبير، ذلك أنّه يسبّب مشاكل صحية خطيرة، منها مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، داعية إلى الإقلاع عن على تعاطي التبغ وتدخين النرجيلة على الدوام، بيد أن الإقلاع عن تعاطيه الآن يكتسي أهمية خاصة من أجل تخفيف وطأة الضرر الناجم عن مرض كوفيد-19.
وتضيف أنه باستطاعة المدخنين إذا ما أقلعوا عن التدخين، مواجهة الحالات المَرَضية المصاحبة بشكل أفضل حالَ إصابتهم بالعدوى؛ لأن الإقلاع عن تعاطي التبغ له تأثير إيجابي مباشر غالباً ما يكون على وظائف الرئة والقلب والأوعية الدموية، ويزداد هذا التحسُّن بمرور الوقت، وقد يعزز هذا التحسُّن قدرة مرضى كوفيد-19 على التصدي للعدوى، فيما قد يقلل من خطر معاناتهم لأعراض وخيمة. مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتورة عبير الموسوس، تقول إنّ نسبة انتشار المدخنين عالية جدا، سواء قبل الجائحة أو بعدها، وهو ما كان سببا لتوفير خط ساخن في الوزارة لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن التدخين، والاجابة على أسئلتهم وتقديم المشورة لهم للإقلاع عن التدخين، عل يد أطباء أكفّياء ومدرّبين محترفين، فضلا عن إطلاق حملة توعية للاقلاع عن التدخين . الموسوس تلفت الى أنّ شركة جونسون آند جونسون تبرعت للأردن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بقيمة حوالي مليون دولار أميركي، لمساعدة الاّلاف من المدخنين للاقلاع عن التدخين، ما سيتيح التوصل إلى علاجات بدائل النيكوتين، من خلال وضع المدخّن وبروتوكولات علاجه من قبل طبيب مختص في كيفية استخدام هذه البدائل. وإثر ذلك، توضح الموسوس ان الوزارة ستقوم بتوسيع خدمات الإقلاع عن التدخين ضمن الرعاية الصحيّة الأولية، وهوما يضيف جهدا لجهود خمسة مراكز للاقلاع عن التدخين في محافظات الكرك والزرقاء واربد وعمان، خلال ساعات وأيام محددة في الأسبوع. وقالت ان التجربة أثبتت أنّ ذلك لا يكفي، مشيرة إلى أنّ النية تتجه لشمول تلك الخدمات مع أكبر عدد من المراكز الصحية الأولية التي يزيد عددها في المملكة عن 380 مركزا. وترى ان الاتجاه في الوزارة، هو أن تكون مراكز الاقلاع عن التدخين متداخلة مع مراكز الرعاية الصحيّة الأولية، وسيكون التنفيذ على مراحل، حيث قمنا بتدريب 12 طبيبا . وتشير الى انه سيتم الاعلان قريبا عن اسماء المراكز التي سيعمل فيها هؤلاء الأطباء، بعد تلقيهم التدريب بإشرف خبراء من منظمة الصحة العالمية، 'وسنكون قد توسعنا في خدمة مشورة الاقلاع عن التدخين'. وتبيّن أن تكلفة أدوية بدائل النيكونين التي يتم توفيرها في خمسة مراكز غالية الثّمن، وأنّ الذي يقلع عن التدخين لابدّ أن تتوفّر لديه الإرادة الكاملة للإقلاع، فدونها لا ينفع العلاج. وتؤكد على إجراءات وزارة الصحة بتحذيرها للتدخين في الأماكن العامة والمغلقة وبخاصة في المطاعم والمقاهي، كما أنّ رسائل التوعية التي تطلقها الوزارة؛ تدعو إلى تعزيز مناعة الجسم ضد فيروس كورونا، مشدّدة على أن التدخين يقلّل مناعة الجسم، مما يجعله فريسة سهلة للفيروس.
كورونا والتبغ: وباء ينتعش على وباء أخصائية الاتصال والتوعية الطبية في مكتب مكافحة السرطان بمركز الحسين للسرطان الصيدلانية رشا مناصرة، تقول إنه مثلما ان هناك انتشارا لوباء كورونا، فإنّ التدخين يعتبر وباءً مع ازدياد انتشاره، ووجود أكثر من مليار شخص حول العالم من المدخنين. وتُظهر مدى تزايد معدّلات استهلاك التبغ في الأردن للعام الحالي، لتصبح أعلى المعدلات في العالم، إذ زادت كمية الاستهلاك وكذلك نسب انتشار التدخين بين البالغين من المدخنين، بمعدّل 21 سيجارة للفرد في اليوم الواحد. وتشير محليّا إلى أنّه كل ثمانية من أصل عشرة رجال هم من المدخنين المتعاطين للتبغ، ممن يدخّنون أو يستخدمون منتجات النيكوتين بانتظام بما في ذلك السجائر الالكترونية. وتؤكد أنّ التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بالكورونا بشكل أكبر، ويعرّض المدخن لخطر ربطه بجهاز التنفس الاصطناعي وإدخاله غرف العناية الحثيثة، كما أنّ مرضى القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي جرّاء تعاطيهم للتبغ هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الشديدة للمرض. وتوقّفت مناصرة عند توصيات دراسة أعدّتها منظمة الصحة العالمية، تقول بأنه إذا تمّ تطبيق القانون 'فإننا خلال السنوات الخمس المقبلة، سنخفّض معدّل الاستهلاك إلى 12 بالمائة، وباستطاعة الأردن تجنب أكثر من خمسة الآف حالة وفاة مبكّرة، وتقليل التكلفة الاقتصادية، فيما سيقل التدخين السلبي في بيئة العمل، ويكون هنالك إمكانية كبيرة لإقلاع المدخن عن التدخين'. وتؤكّد مناصرة على أهمية ترجمة المعلومات الصحية وتطبيقها سلوكيا، اذ ان الناس يعلمون بمخاطر تعاطي التبغ، إلا أن كثيرا منهم لا يتقيّد بهذا الأمر ويصرّون على تدخين السيجارة أو الأرجيلة أو السيجارة الالكترونية.br>الناشط في حقوق البيئة المحامي بشار الديات، يقول إنه بالنظر إلى نص المادة 53 فقرة 1 من قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 وتعديلاته، نجد أنها تحظر تدخين أي منتجات التبغ في الأماكن العامة، مبينا أهمية تطبيق هذا النص القانوني من قبل مطبّقي الضابطة العدلية والحكام الإداريين والمفوضين بتطبيقه. ويدعو إلى تغليظ العقوبات على كل مخالف سواء في المناطق المغلقة والمناطق الملحقة بالخدمات الطبية والصيدليات والمراكز الصحية وبنوك الدم عن طريق فرض مخالفات بقيم عالية، ومن الممكن إغلاق المنشأة في حال تكرار المخالفة. كما يدعو الى إلزام كافة المنشآت الصحية بتشغيل أنظمة كشف الدخان لمحاولة الحد من هذه الظاهرة، مع ضرورة الجديّة بمنع تدخين العاملين في المرافق العامة. ودعا الى توحيد القوانين والأنظمة والتعليمات الناظمة لتعاطي واستيراد وتنظيم كل ما يتعلق بمنتجات التبغ في المملكة، اذ هي ليست منظمة بقانون أو نظام خاص وموحد. ولفت الى ان منظمة الصحة العالمية أدرجت منع التسويق والترويج للتبغ ومنتجاته الدعائية في توصياتها لمكافحة التدخين، في مسعى لخفض نسبة استهلاكه، فضلا عن أن الضرائب تعد وسيلة قانونية للحد من الظاهرة، مما يساعد على خفض استهلاكه في البلدان ذات الدخل المنخفض كما هو حال الاردن. وعلى الرغم من أهمية برتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ لكونه أول برتوكول أممي صادر عن منظمة الصحة العالمية ويعنى بشكل رئيس بمكافحة التبغ والاتجار غير المشروع به، إلا أن الاردن ليس عضوا فيه ولم يوقع عليه، بحسب الديات. ويبين أهمية البرتوكول؛ للتصدي للاتجار غير المشروع لمنتجات التبغ، بما يتيح حال تطبيق بنوده إلى تقليل انتشاره وارتفاع أسعار منتجاته، ذلك أن أرخص أثمان منتجات التبغ يعود بسبب انتشار تهريبه بشكل واسع هروبا من الاشتراطات المالية والصحية، فيما أن البرتوكول يحظر الإعلان عن التبغ والترويج له بأي شكل من الأشكال. ويدعو لتسريع انضمام الاردن وتصديقه بشكل كامل على بنود البرتوكول، وساق دليلا على اهمية ما يقول لافتا إلى القضية الكبرى التي تكشفت أمام محكمة أمن الدولة، إثر تهريب تبغ وتصنيعه. عضو مركز حقوق الانسان المحامية بسمة العواملة، تقول إن الهواء النقي حق أساس من حقوق الإنسان، كما أن حماية الناس من التعرض لدخان التبغ هي ما نصّت عليه اتفاقية الصحّة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، فالمدخنون ينتهكون حق الآخرين في الصحة المثلى والبيئة السلمية الآمنة النظيفة من التدخين. وبيّنت أنه من حق العمال أن يكسبوا رزقهم دون تعريض صحتهم لخطر استنشاق دخان التبغ غير المباشر. كما أقر العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عددا من الحقوق منها، أنّ لكل فرد الحق في التمتع بظروف تكفل السلامة والصحة. وتشير نتائج اخر مسح حول نفقات ودخل الأسرة ( 2017/ 2018 ) إلى أن متوسط إنفاق الأسر على التبغ والسجائر نحو 717 مليون دينار اردني وبنسبة 4ر4 في المائة من مجموع الانفاق على السلع والخدمات، ذلك أن الأسرة الأردنية تنفق 1.50 دينار على التدخين يومياً، بينما كان متوسط الإنفاق على الخدمات الصحية 1.38 دينار يومياً و1.60 دينار يومياً على التعليم.
الفقراء أكثر تدخينا وعلى الرغم من أن المدخن يتحمل أعباءً مالية جراء شراء علبة السجائر، إلا أن نتائج المسح بيّنت أن هناك ارتفاعا في نسبة الإنفاق على التدخين بين الأسر ذوي الدخل المحدود، اذ بلغت ستة في المائة للذين يقل دخلهم عن 2500 دينار سنوياً، في حين كانت أقل نسبة في فئة الدخل للأسرة التي يزيد دخلها عن 25 ألف دينار بنسبة 5ر2 في المائة. فمنظمة الصحّة العالمية، تشير إلى أنّ التبغ يؤثِّر على الفقر والجوع، فالفقراء هم الأكثر عُرضة لتعاطي التبغ، مبينة أنّ تعاطي التبغ يضر بالصحة ويسبِّب الأمراض. فيما أن استهلاك السجائر يؤدي إلى تلوث الهواء وإنتاج أطنان من مخلفات التبغ التي تحتوي على أكثر من 7 الآف مادة كيميائية سامة، بما في ذلك الـمُركّبات المسبِّبة للسرطان. الخبير الاقتصادي عبدالرزاق بني هاني، يقول إنّ ما ينفقه الفرد على التبغ، هو انفاق على سلعة غير منتجة، تحدث أضرارا عديدة، منها الوفاة المبكّرة والاصابة بالأمراض المزمنة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وخسارة الإنتاجية، وعائقاً رئيسياً أمام تحقيق التنمية المستدامة. ويضيف أن شركات التبغ تحصد المليارات من سلعة الموت، مبينا أن مساهمة صناعة التبغ في النشاط الاقتصادي، يقدّر ب889 مليون دينار، فيما يبلغ مجموع الخسائر الاقتصادية نتيجة تعاطي التبغ نحو 6ر1 مليار دينار، تذهب ما بين تكاليف الرعاية الصحية التي تقدّر نحو 204 ملايين دينار، و339 مليون دينار للتكاليف المرتبطة بالوفيات، و990 مليونا لتكلفة التدخين في العمل. ويشير إلى أن ارباح الضرائب عالية ولكن الضرر الذي يلحقه التدخين بالخدمات والكلف الصحية عشرات الأضعاف، مبينا أنّ هذه السلعة غير منتجة، لو أنّ الناس أنفقت مالها في الطعام والشراب والترفيه، تستطيع استعادة صحّتها الجسدية والنفسية بشكل أفضل. ويوضح أنّ الخسائر التي تسببها مادة التبغ عديدة منها ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والتدهور البيئي وتدمير الحرائق وما يسهم ذلك في ارتفاع الخسائر الاقتصادية. ويبين أنّه في الوقت الذي ينخفض فيه عدد المدخنين حول العالم، إلا أن أعداد المدخنين في الأردن بازدياد، بما تستدعي الضرورة نشر التوعية بالاضرار الجسيمة للتدخين من خلال المنظومة التربوية والمنابر الإعلامية.
حطّم السرطان مناعة المريض 'ابو باسم'، فكان صيدا سهلا لفايروس كورونا الذي لم يمهله سوى عشرة ايام، تاركا خلفه أسرة تضم سبعة أولاد لا معيل لهم الا ام باسم التي تقول وهي ترثي الحال : عاجله الموت بكورونا بعد ان فتك به سرطان الرئة . فعلى امتداد عشر سنوات، على ما تستعيد أم باسم، كان زوجها الراحل يدخن ثلاث علب سجائر يوميا، تستنزف الدخل المتواضع اصلا، فضلا عن السهر ليلا كان يمضيه مع رفاقه لتدخين النرجيلة، قائلة ما يعني، انه امتلك مجد التدخين من ناصيتيه إن كان للآفة من مجد! توضح أم باسم ' طيلة اصابته بالسرطان لم يتوقف الراحل عن التدخين حتى اجتاحه اجتياحا، إلى أن اصطاده فايروس كورونا الشهر الماضي، فكانت الضربة القاضية'. منظمة الصحة العالمية، لم تغفل أمر التدخين وسظ إنهماكها بأمر الجائحة، موضحة أن المدخنين سيكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وربما يعانون بالفعل من مرض رئوي، أو انخفاض قدرة الرئة مما يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة. المنظمة ضمّنت احصائياتها خلاصات علمية تؤكد أنّ تعاطي منتجات التبغ يقتل نحو نصف عدد من يتعاطونه، إذ يودي التبغ بحياة أكثر من 8 ملايين انسان سنويا، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرة ، ونحو 2را مليون من غير المدخنين يتعرضون لدخانه لا إراديا ، ويعيش نحو 84 في المائة من المدخنين البالغ عددهم 3را مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. التبغ المقاوم لكورونا كذبة هدفها تجاري أمين سر جمعية 'لا للتدخين' الدكتورة لاريسا الور، تقرأ في سلوك منتجي التبغ، ما يعد استغلالا لظروف الجائحة في مصلحتهم، إذ ينشرون إعلانات تزعم 'بأن لديهم نوعا من التبغ المعدّل جينيّا يقي من الاصابة بكورونا'، ما يتزامن مع دراسات تزعم هي الاخرى 'بأنّ المدخّن أقل إصابة بفايروس كورونا، وأنّ وفيات المدخنين منها أقل'، مؤكدة أنّ تلك الاعلانات والدراسات مغلوطة علميا وعارية عن الصحة، وهي تقصد الربح فقط. فأي فيروس يقتحم الجسم، يهاجم الرئتين ويتلفهما أولا، حسب الور التي تلفت الى ان الرئتين بصفتهما خط الدفاع الاول، وقد اصيب بالتلف، فإن ذلك يمكّن الفايروس من الاستشراء في الجسم، لا سيما وأنّ جل المدخّنين مصابون بأمراض مزمنة. وتوضح الورأن منظمة الصحة العالمية كشفت عن أن تدخين النرجيلة مرتبط بزيادة خطر انتقال العوامل الـمُعْدية، ومنها فيروسات الجهاز التنفسي، وفيروس التهاب الكبد سي، فيما أنها تعتبر التجمعّات فرصة كبيرة لانتشار فيروس كورونا المستجد. وتبيّن أنه لما كان تدخين النرجيلة عادةً ما يحدث في التجمعات بالأماكن العامة، فإنه يزيد التدخين من خطر انتقال الأمراض، ذلك أنّها قد تحفز انتقال فيروس كورونا المستجد في التجمعات الاجتماعية، مشيرة إلى أنه عند تدخين النرجيلة في أماكن مغلقة، فحينها سيكون مستوى الخطر أعلى. منظمة الصحة العالمية أشارت عبر موقعها الالكتروني إلى أنه قد يكون مدخنو التبغ (السجائر والنرجيلة ولفافات البيدي والسيجار ومنتجات التبغ المسخّنة) أكثر عرضة للإصابة بـمرض كوفيد-19 لأن عملية التدخين نفسها تنطوي على ملامسة الأصابع (وربما السجائر الملوّثة) للشفاه ، مما يزيد من احتمال انتقال الفيروسات من اليد إلى الفم، وغالبًا ما ينطوي تدخين تبغ النرجيلة، على تبادل قطع فموية وخراطيم، مما قد ييسّر انتقال فيروس مرض كوفيد-19 بين الناس في البيئات المجتمعية والاجتماعية. وفي هذا تشير الور إلى أنه في حال أن وضع المدخّن يده على فمه عند التدخين وكانت يده ملوّثة فإنه سيسمح بانتقال العدوى، متسائلة كيف يمكن للمدخّن أن يَمتثل لأمر الدفاع رقم 11 بلبس الكمّامة، والتدخين ما يزال قائما في العديد من الدوائر الرسميّة والمؤسسات الخاصة، مبيّنة أنه ما دام هناك رصد لمخالفي أمر الدفاع 11، فمن الأولى أيضا مخالفة المدخّنين في الأماكن العامة، داعيّة إلى تطبيق قانون الصحّة العامّة رقم 47 لسنة 2008 بالشكل الأمثل. وتشير إلى أنه لابد من تكثيف التوعية الصحيّة بشأن خطورة تعاطي التبغ بشكل كبير، ذلك أنّه يسبّب مشاكل صحية خطيرة، منها مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، داعية إلى الإقلاع عن على تعاطي التبغ وتدخين النرجيلة على الدوام، بيد أن الإقلاع عن تعاطيه الآن يكتسي أهمية خاصة من أجل تخفيف وطأة الضرر الناجم عن مرض كوفيد-19.
وتضيف أنه باستطاعة المدخنين إذا ما أقلعوا عن التدخين، مواجهة الحالات المَرَضية المصاحبة بشكل أفضل حالَ إصابتهم بالعدوى؛ لأن الإقلاع عن تعاطي التبغ له تأثير إيجابي مباشر غالباً ما يكون على وظائف الرئة والقلب والأوعية الدموية، ويزداد هذا التحسُّن بمرور الوقت، وقد يعزز هذا التحسُّن قدرة مرضى كوفيد-19 على التصدي للعدوى، فيما قد يقلل من خطر معاناتهم لأعراض وخيمة. مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتورة عبير الموسوس، تقول إنّ نسبة انتشار المدخنين عالية جدا، سواء قبل الجائحة أو بعدها، وهو ما كان سببا لتوفير خط ساخن في الوزارة لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن التدخين، والاجابة على أسئلتهم وتقديم المشورة لهم للإقلاع عن التدخين، عل يد أطباء أكفّياء ومدرّبين محترفين، فضلا عن إطلاق حملة توعية للاقلاع عن التدخين . الموسوس تلفت الى أنّ شركة جونسون آند جونسون تبرعت للأردن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بقيمة حوالي مليون دولار أميركي، لمساعدة الاّلاف من المدخنين للاقلاع عن التدخين، ما سيتيح التوصل إلى علاجات بدائل النيكوتين، من خلال وضع المدخّن وبروتوكولات علاجه من قبل طبيب مختص في كيفية استخدام هذه البدائل. وإثر ذلك، توضح الموسوس ان الوزارة ستقوم بتوسيع خدمات الإقلاع عن التدخين ضمن الرعاية الصحيّة الأولية، وهوما يضيف جهدا لجهود خمسة مراكز للاقلاع عن التدخين في محافظات الكرك والزرقاء واربد وعمان، خلال ساعات وأيام محددة في الأسبوع. وقالت ان التجربة أثبتت أنّ ذلك لا يكفي، مشيرة إلى أنّ النية تتجه لشمول تلك الخدمات مع أكبر عدد من المراكز الصحية الأولية التي يزيد عددها في المملكة عن 380 مركزا. وترى ان الاتجاه في الوزارة، هو أن تكون مراكز الاقلاع عن التدخين متداخلة مع مراكز الرعاية الصحيّة الأولية، وسيكون التنفيذ على مراحل، حيث قمنا بتدريب 12 طبيبا . وتشير الى انه سيتم الاعلان قريبا عن اسماء المراكز التي سيعمل فيها هؤلاء الأطباء، بعد تلقيهم التدريب بإشرف خبراء من منظمة الصحة العالمية، 'وسنكون قد توسعنا في خدمة مشورة الاقلاع عن التدخين'. وتبيّن أن تكلفة أدوية بدائل النيكونين التي يتم توفيرها في خمسة مراكز غالية الثّمن، وأنّ الذي يقلع عن التدخين لابدّ أن تتوفّر لديه الإرادة الكاملة للإقلاع، فدونها لا ينفع العلاج. وتؤكد على إجراءات وزارة الصحة بتحذيرها للتدخين في الأماكن العامة والمغلقة وبخاصة في المطاعم والمقاهي، كما أنّ رسائل التوعية التي تطلقها الوزارة؛ تدعو إلى تعزيز مناعة الجسم ضد فيروس كورونا، مشدّدة على أن التدخين يقلّل مناعة الجسم، مما يجعله فريسة سهلة للفيروس.
كورونا والتبغ: وباء ينتعش على وباء أخصائية الاتصال والتوعية الطبية في مكتب مكافحة السرطان بمركز الحسين للسرطان الصيدلانية رشا مناصرة، تقول إنه مثلما ان هناك انتشارا لوباء كورونا، فإنّ التدخين يعتبر وباءً مع ازدياد انتشاره، ووجود أكثر من مليار شخص حول العالم من المدخنين. وتُظهر مدى تزايد معدّلات استهلاك التبغ في الأردن للعام الحالي، لتصبح أعلى المعدلات في العالم، إذ زادت كمية الاستهلاك وكذلك نسب انتشار التدخين بين البالغين من المدخنين، بمعدّل 21 سيجارة للفرد في اليوم الواحد. وتشير محليّا إلى أنّه كل ثمانية من أصل عشرة رجال هم من المدخنين المتعاطين للتبغ، ممن يدخّنون أو يستخدمون منتجات النيكوتين بانتظام بما في ذلك السجائر الالكترونية. وتؤكد أنّ التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بالكورونا بشكل أكبر، ويعرّض المدخن لخطر ربطه بجهاز التنفس الاصطناعي وإدخاله غرف العناية الحثيثة، كما أنّ مرضى القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي جرّاء تعاطيهم للتبغ هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الشديدة للمرض. وتوقّفت مناصرة عند توصيات دراسة أعدّتها منظمة الصحة العالمية، تقول بأنه إذا تمّ تطبيق القانون 'فإننا خلال السنوات الخمس المقبلة، سنخفّض معدّل الاستهلاك إلى 12 بالمائة، وباستطاعة الأردن تجنب أكثر من خمسة الآف حالة وفاة مبكّرة، وتقليل التكلفة الاقتصادية، فيما سيقل التدخين السلبي في بيئة العمل، ويكون هنالك إمكانية كبيرة لإقلاع المدخن عن التدخين'. وتؤكّد مناصرة على أهمية ترجمة المعلومات الصحية وتطبيقها سلوكيا، اذ ان الناس يعلمون بمخاطر تعاطي التبغ، إلا أن كثيرا منهم لا يتقيّد بهذا الأمر ويصرّون على تدخين السيجارة أو الأرجيلة أو السيجارة الالكترونية.br>الناشط في حقوق البيئة المحامي بشار الديات، يقول إنه بالنظر إلى نص المادة 53 فقرة 1 من قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 وتعديلاته، نجد أنها تحظر تدخين أي منتجات التبغ في الأماكن العامة، مبينا أهمية تطبيق هذا النص القانوني من قبل مطبّقي الضابطة العدلية والحكام الإداريين والمفوضين بتطبيقه. ويدعو إلى تغليظ العقوبات على كل مخالف سواء في المناطق المغلقة والمناطق الملحقة بالخدمات الطبية والصيدليات والمراكز الصحية وبنوك الدم عن طريق فرض مخالفات بقيم عالية، ومن الممكن إغلاق المنشأة في حال تكرار المخالفة. كما يدعو الى إلزام كافة المنشآت الصحية بتشغيل أنظمة كشف الدخان لمحاولة الحد من هذه الظاهرة، مع ضرورة الجديّة بمنع تدخين العاملين في المرافق العامة. ودعا الى توحيد القوانين والأنظمة والتعليمات الناظمة لتعاطي واستيراد وتنظيم كل ما يتعلق بمنتجات التبغ في المملكة، اذ هي ليست منظمة بقانون أو نظام خاص وموحد. ولفت الى ان منظمة الصحة العالمية أدرجت منع التسويق والترويج للتبغ ومنتجاته الدعائية في توصياتها لمكافحة التدخين، في مسعى لخفض نسبة استهلاكه، فضلا عن أن الضرائب تعد وسيلة قانونية للحد من الظاهرة، مما يساعد على خفض استهلاكه في البلدان ذات الدخل المنخفض كما هو حال الاردن. وعلى الرغم من أهمية برتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ لكونه أول برتوكول أممي صادر عن منظمة الصحة العالمية ويعنى بشكل رئيس بمكافحة التبغ والاتجار غير المشروع به، إلا أن الاردن ليس عضوا فيه ولم يوقع عليه، بحسب الديات. ويبين أهمية البرتوكول؛ للتصدي للاتجار غير المشروع لمنتجات التبغ، بما يتيح حال تطبيق بنوده إلى تقليل انتشاره وارتفاع أسعار منتجاته، ذلك أن أرخص أثمان منتجات التبغ يعود بسبب انتشار تهريبه بشكل واسع هروبا من الاشتراطات المالية والصحية، فيما أن البرتوكول يحظر الإعلان عن التبغ والترويج له بأي شكل من الأشكال. ويدعو لتسريع انضمام الاردن وتصديقه بشكل كامل على بنود البرتوكول، وساق دليلا على اهمية ما يقول لافتا إلى القضية الكبرى التي تكشفت أمام محكمة أمن الدولة، إثر تهريب تبغ وتصنيعه. عضو مركز حقوق الانسان المحامية بسمة العواملة، تقول إن الهواء النقي حق أساس من حقوق الإنسان، كما أن حماية الناس من التعرض لدخان التبغ هي ما نصّت عليه اتفاقية الصحّة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، فالمدخنون ينتهكون حق الآخرين في الصحة المثلى والبيئة السلمية الآمنة النظيفة من التدخين. وبيّنت أنه من حق العمال أن يكسبوا رزقهم دون تعريض صحتهم لخطر استنشاق دخان التبغ غير المباشر. كما أقر العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عددا من الحقوق منها، أنّ لكل فرد الحق في التمتع بظروف تكفل السلامة والصحة. وتشير نتائج اخر مسح حول نفقات ودخل الأسرة ( 2017/ 2018 ) إلى أن متوسط إنفاق الأسر على التبغ والسجائر نحو 717 مليون دينار اردني وبنسبة 4ر4 في المائة من مجموع الانفاق على السلع والخدمات، ذلك أن الأسرة الأردنية تنفق 1.50 دينار على التدخين يومياً، بينما كان متوسط الإنفاق على الخدمات الصحية 1.38 دينار يومياً و1.60 دينار يومياً على التعليم.
الفقراء أكثر تدخينا وعلى الرغم من أن المدخن يتحمل أعباءً مالية جراء شراء علبة السجائر، إلا أن نتائج المسح بيّنت أن هناك ارتفاعا في نسبة الإنفاق على التدخين بين الأسر ذوي الدخل المحدود، اذ بلغت ستة في المائة للذين يقل دخلهم عن 2500 دينار سنوياً، في حين كانت أقل نسبة في فئة الدخل للأسرة التي يزيد دخلها عن 25 ألف دينار بنسبة 5ر2 في المائة. فمنظمة الصحّة العالمية، تشير إلى أنّ التبغ يؤثِّر على الفقر والجوع، فالفقراء هم الأكثر عُرضة لتعاطي التبغ، مبينة أنّ تعاطي التبغ يضر بالصحة ويسبِّب الأمراض. فيما أن استهلاك السجائر يؤدي إلى تلوث الهواء وإنتاج أطنان من مخلفات التبغ التي تحتوي على أكثر من 7 الآف مادة كيميائية سامة، بما في ذلك الـمُركّبات المسبِّبة للسرطان. الخبير الاقتصادي عبدالرزاق بني هاني، يقول إنّ ما ينفقه الفرد على التبغ، هو انفاق على سلعة غير منتجة، تحدث أضرارا عديدة، منها الوفاة المبكّرة والاصابة بالأمراض المزمنة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وخسارة الإنتاجية، وعائقاً رئيسياً أمام تحقيق التنمية المستدامة. ويضيف أن شركات التبغ تحصد المليارات من سلعة الموت، مبينا أن مساهمة صناعة التبغ في النشاط الاقتصادي، يقدّر ب889 مليون دينار، فيما يبلغ مجموع الخسائر الاقتصادية نتيجة تعاطي التبغ نحو 6ر1 مليار دينار، تذهب ما بين تكاليف الرعاية الصحية التي تقدّر نحو 204 ملايين دينار، و339 مليون دينار للتكاليف المرتبطة بالوفيات، و990 مليونا لتكلفة التدخين في العمل. ويشير إلى أن ارباح الضرائب عالية ولكن الضرر الذي يلحقه التدخين بالخدمات والكلف الصحية عشرات الأضعاف، مبينا أنّ هذه السلعة غير منتجة، لو أنّ الناس أنفقت مالها في الطعام والشراب والترفيه، تستطيع استعادة صحّتها الجسدية والنفسية بشكل أفضل. ويوضح أنّ الخسائر التي تسببها مادة التبغ عديدة منها ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والتدهور البيئي وتدمير الحرائق وما يسهم ذلك في ارتفاع الخسائر الاقتصادية. ويبين أنّه في الوقت الذي ينخفض فيه عدد المدخنين حول العالم، إلا أن أعداد المدخنين في الأردن بازدياد، بما تستدعي الضرورة نشر التوعية بالاضرار الجسيمة للتدخين من خلال المنظومة التربوية والمنابر الإعلامية.
التعليقات